القاهرة ـ فلسطين اليوم
أحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية بالتعاون مع مؤسسة ياسر عرفات، مساء اليوم الجمعة، الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، في قاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر في القاهرة.
وقال سفير دولة فلسطين جمال الشوبكي في كلمته بالمناسبة، 'إننا نجتمع مجددا لنحي ذكرى القائد العظيم ياسر عرفات، والذي نجتمع لنستعيد ذكراه عن انطلاقة الثورة'.
وعدد الشوبكي مناقب الشهيد عرفات ومآثره، موجها التحية لجمهورية مصر الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا، على الدور الذي قامت ولازالت تقوم به، في مؤازرتنا في دعم القضية الفلسطينية.
من جانبه أكد ممثل إمام الأزهر الشريف، أمين عام مجمع البحوث الاسلامية محي الدين عفيفي، أن القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني فحسب إنما هي قضية الأمة العربية والإسلامية.
وقال عفيفي، 'إن دور الأزهر الشريف هو منبثق من الدعم التي توليه جمهورية مصر العربية لمناصرة الشعب الفلسطيني، لان مصر هي قلب العروبة وهي اول من استشعر بالخطر الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ نحو ٦٠ عاما مما جعلها تقدم الدعم في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني'.
واكد ان مصر تؤمن بان المنطقة لا تنعم بالسلام ولا بالأمن دون ان يحصل الشعب على حقوقه المشروعة، مشيرا ان علماء الأزهر الشريف
في عام ١٩٤٧ اكدوا على وجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية الاقصى الشريف وقد وقع على هذه الوثيقة ٢٦ عالم من علماء الأزهر الشريف.
من جهته قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، في كلمته نيابة عن الأمين العام نبيل العربي، ان ابوعمار تمكن من وضع قضيته على الاجندة العالمية، وانه رغم الصعاب الكبيرة، ظل ابو عمار طيلة نضاله جبلا راسخا مواجها للتحديات'.
واضاف بن حلي ان جامعة الدول العربية التي وضعت في ميثاقها الصادر عام ١٩٤٥ بندا خاصا لفلسطين، وستدعم نصرة الشعب الفلسطيني حتى يستعيد كافة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
ووجهه بن حلي في خطابه ٤ رسائل موجزة وعاجلة، الاولى، للشعب الفلسطيني الصامد وتمسكه بثوابت حقوقه العادلة والمشروعة، داعيا كافة الفصائل الفلسطينية الى عدم التفريط بالوحدة الوطنية والترفع عن الصغائر، والسير مع قيادته برئاسة الرئيس محمود عباس لاستكمال إنجاز المشروع الوطني الذي رسخه الرئيس عرفات، والثانية الى سلطات الاحتلال الاسرائيلي لنقول لها ان غطرسة القوة الغاشمة لن تجدب لها الثبات ولا السلام ولن تستطيع كسر الإرادة والعزيمة للشعب الفلسطيني الذي سينتصر بإرادته الفولاذية على القبة الفولاذية الإسرائيلية، والرسالة الثالثة موجهة الى المجتمع الدولي العاجز عن تنفيذ قراراته بشأن نصرة الشعب الفلسطيني وبما ان اسرائيل لا يجب ان تواصل تماديها وتحديها والتمتع بالحصانة ضد اي إجراءات ضدها وان استمرارها في اجهاض كل مبادرة تسوية ستبقى المنطقة في اضطراب متواصل، الرسالة الرابعة، بان استشهاد الزعيم التاريخي ياسر عرفات ينبغي ان يبقى ملف قضيته مفتوحا للكشف عن كافة الملابسات والألغاز التي تحول حول ظروف استشهاده.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة، 'إننا في القاهرة نحي الذكرى العاشرة على استشهاد القائد المؤسس أبو عمار ولم نصل بعد إلى فلسطين المستقلة، وزادت التحديات والعقبات في الطريق'.
وأشاد القدوة، بدور مصر في دعم قضيتنا، وأننا على العهد حتى نستكمل كل حقوقنا الوطنية حتى نحافظ على استقلال فلسطين وسيادتها بعاصمتها القدس الشريف .
واضاف، 'اليوم نحتاج إلى استلهام إرث عرفات أمام السياسات الإسرائيلية التعسفية في القدس بشكل خاص'.
وأشار إلى أن اغتيال إسرائيل للرئيس عرفات ليس للتخلص من رئيس منتخب لشعبنا فحسب، بل لضرب المشروع الفلسطيني، وضرب الهوية الموحدة، وتقسيم الوطن جغرافيا.
وقال 'إن هذه الذكرى تأتي في مرحلة إتمام الوحدة الفلسطينية التي كانت تتقدم تقدم ملحوظا، وفي نفس الوقت أرجو من حركة حماس ان تعالج ما حدث في غزة على محمل الجد بإجراءات محددة لعلنا نتمكن من العودة لاستكمال مسارنا الصحيح'.
وأضاف أنه من المفترض أن تكون إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد أبو عمار في غزة بمهرجان مركزي في أرض الكتيبة، تأكيدا على وحدة الأرض والقضية، وحب عرفات لغزة، لكن الصدفة كانت بإلغاء المهرجان بالمتفجرات أولا، ثم تهديد حماس.
ودعا القدوة حماس إلى القيام بكل ما يجب لإنهاء هذا الوضع، وسنستمر بتقديم كل ما يلزم لأهلنا بغزة، ونحن مصرون على إعادة إعمار غزة، وإنجاح عمل حكومة الوفاق الوطني.
وتخلل الفعالية عرض فيلم وثائقي عن حياة الرئيس عرفات والمحطات التي خاضها في حياته العملية وخاصة خطابه الهام بالأمم المتحدة، بالإضافة الى مراحل عمره المختلفة.
وفي ختام الفعالية قدم الفنان عمار حسن عددا من الأغاني الوطنية وسط تصفيق الحضور.
حضر الفعالية الامين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، وممثل عن وزارة الخارجية المصرية، ومدير عام الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري، ومعتمد حركة فتح بمصر لمعي قمبرجي، وأبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في المدن المصرية، إضافة لكوادر حركة فتح، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وحشد من الجماهير المصرية.