الأميرة دينا الجهني

أُقيلت الأميرة السعودية دينا الجهني عبد العزيز، 42 عامًا، التي تتولى قيادة مجلة فوغ العربية من منصبها كرئيس تحرير المجلة بعد إصدار عددين فقط من مجلة الأزياء الفاخرة، وتوصف الأميرة المتزوجة من سلطان بن فهد بن ناصر منذ عام 1998 بكونها ملكة الساحة الفارسية الجديدة عندما أطلقت فوغ العربية في يوليو/ تموز 2016، وظهرت العارضة الأميركية جيجي حديد على غلاف الطبعة الافتتاحية التي نشرت في مارس/ أذار بشكل مثير للجدل، واتُهمت العارضة بالتخصيص الثقافي من قبل  المعلقين الغاضبين الذين لم يرضوا عن ارتداء جيجي لغطاء الرأس في الغلاف، حيث علّقت عبد العزيز أنها "لم أغادر ولكني تعرّضت إلى الإقالة وسأصدر بيانًا عما حدث في وقت قريب، لقد خرقوا العقد وسوف يستمعون إلى المزيد من المحامين لدي".

وأفاد الناشر "Condé Nast International" أنّه "سنضمن تلقي الإعلان بشأن رئيس التحرير الجديد عندما يحين الوقت المناسب"، وأضافت الأميرة دينا عبد العزيز أنها "رفضت تقديم تنازلات عندما شعرت أن نهج الناشر يتعارض مع قيمي التي تدعم قرائنا ودور رئيس التحرير في تحقيق القيم بطريقة أصيلة حقا، أنا فخورة بما استطعت تحقيقه في هذه المساحة القصيرة من الزمن، كنت أنوي بناء إصدار هام ورائد من فوغ من البداية حتى النضج الكامل تمشيا مع الآخرين في فوغ".

وتأتي استقالة الأميرة بعد أيام من نشر صورها في حفل إطلاق المجلة الذي أقيم مؤخرا في الدوحة بقطر، وأثارت صورة عارضة الأزياء جيجي حديد  نصف الفلسطينية لوالد مسلم على غلاف مجلة فوغ رد فعل عنيف على وسائل التواصل الاجتماعية، حيث اتهمها البعض بتحويل الحجاب إلى قطعة من الموضة، وانتقد الكثيرون حديد لارتداء الحجاب  الذي ترتديه ملايين النساء المسلمات في جميع أنحاء العالم بعد تحويله إلى اتجاه في الأزياء والموضة بدلا من كونه لباس ديني، وارتدت جيجي (21 عاما) في صورتها بالأبيض والأسود على الغلاف حجاب مطرز يغطي نصف وجهها في عدد "تغيير التصورات" للطبعة المميزة من المجلة والتقط الصورة الثنائي إينيز وفينود، وارتدت جيجي في صورة داخلية حجاب ملون ذات تصميم عربي وتطريز فريد من نوعه.

ونشرت جيجي على "إنستغرام" صورتها، موضحة أن نشر ثقافات مختلفة يعد شيئًا جميلًا، مشدّدة على رغبة صناعة الأزياء في تقبل والاحتفال ودمج كافة الناس وكافة العادات، بينما انتقدتها الجماهير الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعية واتهموها باستخدام الحجاب كقطعة أزياء، وعلّق أحدهم "الحجاب ليس مسألة ثقافية"، فيما أشار البعض إلى كونها فلسطينية، حيث كانت العارضة هادئة تمامًا في الماضي بشأن القضايا السياسية في بلد والدها، وغطى الحجاب الذي ارتدته جيجي نصف وجهها في طبعة المجلة العربية بيما غطى الكثير من وجهها في الطبعة باللغة الإنجليزية، وجاء عنوان الإصدار المطبوع من المجلة "Reorienting Perceptions."

واتجهت جيجي حديد إلى وسائل الإعلام الاجتماعية لتوضح أن هذه الصورة خاصة جدًا بالنسبة لها وكتبت "كوني نصف فلسطينية يعني العالم كافة بالنسبة لي لكوني على غلاف أول مجلة عربية من فوغ، وأتمنى أن تظهر هذه المجلة طبقة أخرى من صناعة الأزياء التي تستمر في تقبل ودمج جميع الناس وكافة عاداتهم، وتجعل الجميع يشعرون أن لديهم صورًا للأزياء ولحظات لها علاقة بهم"، فيما أوضحت الأميرة دينا الجهني أن العارضة حديد كانت الوجه المثالي لإطلاق المجلة، منوّهة إلى أنّه "في صورة واحدة أوصلت العارضة ألف كلمة للمنطقة التي انتظرت طويلا لصوتها في فوغ، فمجموعة البلدان العربية في جميع أنحاء العالم العربي تستحق مكان في تاريخ الموضة لفترة طويلة وليس هناك وجه أفضل من جيجي لتحقيق ذلك باعتبارها عارضة تحدد جيل المشاريع الدينامية المقبلة".

وأعادت يولاندا والدة جيجي نشر الصورة وأهدتها إلى جدة جيجي التي ضمنت إلى أبنائها وأحفادها احتضان تراثهم الثقافي، وكتبت يولاندا على انستغرام "هذه الصورة من أجل خير حديد أعلن أنك تشاهديننا من السماء، فلترقدي في سلام والدتي العزيزة، كنت محظوظة لأتعلم وأتناول طعامها العربي وألمس تجربة جمال تقاليدها الإسلامية، أعلم أنها كانت ستكون فخورة إذا ما رأت حفيدتها بالحجاب لأول مرة على غلاف مجلة فوغ العربية".

وتحدث الأميرة دينا الجهني الشهر الماضي في مقابلة مع أسوشيتدبرس بشأن اختبار جيجي حديد لصورة الغلاف مع حجاب على شكل شبكة في عدد يحمل عنوان "تغير التصورات"، مؤكّدة أنها "لم أرغب في أن تكون فوغ العربية مجرد طبعة إقليمية من مجلة أخرى، وأرت أن تكون مجلة عالمية أيضا خاصة في هذا المناخ السياسي وأعتقد أنه أمر هام للغاية"، وضمت مجلة فوغ قسمًا كاملًا باللغة العربية، ويأتي ذلك بعد إعلان إدوارد إنينفو رئيس تحرير فوغ البريطانية الجديد وهي الخطوة التي حظيت بإشادة جماعية كبيرة.