مجوهرات لوي فيتون

يقام عرض من نوع مختلف تقدمه بيوت الأزياء الراقية، مرتين سنويا في باريس، بينما تقام عروض الأزياء وسط اهتمام وسائل الإعلام المحمومة، تُعرض المجوهرات الراقية بهدوء في جميع أنحاء المدينة، من صالونات فوق محلات المجوهرات في بلاس فندوم إلى أماكن مثل متحف بيكاسو، لا توجد منصات عرض، لا يوجد مصورين، لا يوجد مشاهير لجذب الدعاية، لا تنتشر صور لعملاء مشهورين مع المصمم، وأحيانا لا يحضر المصمم نفسه، فليس هناك إلا مجوهرات فقط - مجوهرات مميزة – وهي هنا لتباع، وهذا ما يحدث بالفعل.

ومثلما يحدث في المعارض الفنية، لكل بيت أزياء طريقته في الترويج للقطع المباعة: يستخدم تشوميت مربعات صغيرة من الذهب، ويستخدم بوشرون بقع سوداء خفية، ويستخدم آخرون علامة صغيرة مكتوب عليها "بيعت"، بينما يستخدم لوي فويتون نقاط حمراء لتقوم بهذه المهمة.

ويقول نائب رئيس بيت الأزياء الفرنسي الفاخر حمدي تشاتي: "لدينا بعض العملاء الذين يشترون قطعة مجوهرات ولكنهم يكونون غير قادرين على أخذها معهم بعد، فيطلبون عدم السماح للعملاء الآخرين بمشاهدتها، ولكن لا بد لي من إقناعهم بفعل خلاف ذلك، أقول لهم دعونا نضع نقطة حمراء على قطعتك ونجعل العملاء الآخرين يغيرون!".

وللإجابة عن سؤال حول إذا كانت هذه مجرد حيلة تسويقية لتشجيع الإنفاق قال: "هذه لعبة محفوفة بالمخاطر"، ويضيف: "إذا اعتقد  العميل أن هناك قطعة مباعة، بينما لم تباع بالفعل، سيمنعه ذلك عن محاولة شراءها، وهو ما سيؤدي إلي عدم بيع كل القطع، لذلك القاعدة الأولى في هذه اللعبة هو أن البيع لمن يشتري أولا، نحن لا نحجز إحدى القطع بينما يفكر عميل في شرائها، إذا كان يريد ذلك، عليه الشراء في تلك اللحظة وفي ذلك المكان، وإلا سيشتري القطعة شخص آخر".

وهذه المجوهرات فريدة من نوعها، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حجمها المميز وألوان الأحجار الكريمة المستخدمة، قد يطلب عميل آخر قطعة مماثلة لإحدى القطع المباع، ولكنها لن تكون بالضبط مماثلة للأولى"، يقول تشاتي: "تستغرق صناع قطعة من المجوهرات 12 شهرا، لذلك عندما يطلب العميل صنع قطعة خصيصا، فإنه يعلم إنه سيكون في نادي فيتون لمدة عام، وهذا يعني إدراج اسمه على القائمة والحصول على دعوات لجميع الفعاليات لدينا، والناس يريدون البقاء على هذه القائمة - إن لم يفعلوا ذلك، فهذا يعني أننا لم نقم بعلمنا على أكمل وجه".

و"القائمة" التي يتحدث عنها تشاتي ليست طويلة، فعلى سبيل المثال، تتكون المجموعة المعروضة حاليا من 60 قطعة مجوهرات فحسب، وسيشتري العديد من العملاء قطع عديدة من نفس المجموعة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع قيمة المجوهرات الراقية، فليس هناك إلا قليل من المشترين لها، ويراعى ذلك في طريقة عرض المجوهرات.

وتُنقل المجموعة في جميع أنحاء العالم – يقول تشاتي: "نحن نذهب إلى أبعد مكان يوجد به عملاؤنا" - وتُعرض في المناسبات الخاصة المقامة لأحد العملاء فحسب، وبالتالي، فإن المجوهرات المعنية يجب أن تستحق مثل هذه الضجة، ومثل فستان الزفاف الذي يميز نهاية كل عرض أزياء،  هناك دائما بضع القطع المميزة التي تستحق المزيد من الحفاوة.