مراكش - ثورية ايشرم
كشفت مصممة الأزياء المغربية سهى عبد الغفور، أنَّ تصميم الأزياء يعد من الأمور التي حلمت منذ الصغر إلى دخولها والنجاح فيها بشكل كبير، مشيرة إلى أنَّها حققت نجاحًا كبيرًا على الرغم من أنَّ عمرها لم يتجاوز 26عامًا.
وأوضحت سهى في مقابلة مع "فلسطين اليوم" أنَّ الفضل الكبير كان "أولًا لله سبحانه وتعالى ثم أسرتي التي شجعتني ووقفت إلى جانبي دومًا وما تزال كذلك، فقد كنت في بدايتي عارضة أزياء أدرس تصميم الأزياء وأعمل مع مجموعة من الوكالات الإعلانية لتقديم عروض أزياء خاصة بالقفطان المغربي".
وأضافت: "هي تجربة دامت 6 أعوام، قبل أن أقرر ترك العرض لأتجه إلى التصميم وذلك بعد تخرجي، وبحكم دخولي إلى الميدان كعارضة، هذا أمر مكنني من التشبع بأصول العمل والحرفة والتعلق بها أكثر وأكثر ما جعلني أحقق نجاحا أعتبره فريدا من نوعه لاسيما أني ما زلت مبتدئة ولم تمكن من دخول السوق بشكل موسع".
وتابعت: "هذا ربما يرجع إلى حبكتي في العمل، واتقاني لمختلف القطع التي أصممها وأتفنن في اختيار أجود القصات والتفاصيل التي تكون شبابية أكثر وعصرية دون الخروج طبعا عن أصالة القفطان المغربية وجماليته".
وأشارت إلى أنَّ "تصاميمي حققت إقبالا من طرف النساء ربما لأني شابة وأقدم التفاصيل التي هي من جيلي لفتيات جيلي لأنه معظم زبائني نساء في العشرينات والثلاثينات من العمر، وهذا يزيدني فخرا، كما أني قدمت عروضا مميزة وناجحة في عدد من الدول سواء في أوربا أو العالم العربي لاسيما في دبي حيث أتلقى دعوات عديدة للمشاركة في مختلف عروض الأزياء لأقدم تصاميمي الجديدة والحديثة الخاصة بالقفطان المغربي الذي اعتز به كأي مغربية وأعشق تصميمه".
واستدركت: "لا أحب التخصص في أي شيء آخر سوى هذه القطعة الراقية التي أعتبرها تحفة تاريخية نتوارثها من جيل لآخر، وهي من اللمسات الثقافية والتراث المغربي الأصيل؛ لذلك أنا متمسكة به جيدًا، لاسيما أني أنتمي إلى أسرة عريقة تعشق التقاليد والعادات وتشبعت بهذه الأصالة من والداي والتي أرغب في الحفاظ عليها وتوريثها لأولادي لاسيما أنَّ التراث شيء رائع ويجب الحفاظ عليه كونه تاريخ كل بلد ومن دون تراث لا شيء يمكن أن يحقق النجاح".
ولفتت سهى إلى أنَّ "مجموعتي الجديدة الخاصة بالعيد تميزت بعدة تفاصيل وأمور قد أكون استخدمتها فيما سبق في العديد من القطع إلا أنها في هذه المجموعة تميزت ببعض التحديث والإضافات التي منحتها تلك الرقة والجمالية الساحرة الخاطفة للأنظار والتي تجعلها قطعا مميزا بقصاتها التي غلبت عليها اللمسة العريقة".
واسترسلت: "اعتمدت فيها على "زواق المعلم" وحياكة الدبانة "التي تعتبر من أكثر الحياكات شهرة في المغرب إضافة إلى استخدامي التراسين والقيطان والاعقاد والعقيق في العديد من القطع لاسيما الاعقاد الضخمة التي كانت في السبعينات وعادت بقوة لتكون صيحة رائجة في هذا الموسم والتي تم توظيفها بشكل مميز في القطع ما منحها الاختلاف".
وأردفت: "كما أنني اعتمدت على لمسة التطريز التي استخدمتها في ظهر القطع والجهة الخلفية للقفاطين وابتعدت عن التطريز الأمامي، والمميز أنَّ هذا التطريز استخدمت فيه الصم الذهبي والفضي فضلًا عن لمسة الترتر التي تم اعتمادها على مجموعة من القطع لاسيما في الأكتاف والرقبة، كلها لمسات تقليدية ورثناها أبا عن جد ولا يمكن إلا استخدامها واعتمادها في التصاميم التي نقدمها حاليا وذلك لمنح الجيل الجديد فرصة للتعرف عليها وكذلك للحفاظ عليها كتراث لامادي أصيل".
واستكملت إنَّ "مجموعتي الجديدة أوشكت على الانتهاء وسأعرضها في الأسبوع ما قبل الأخير من شهر رمضان في فضاء البستان في مراكش وهو عرض سيحضره كبار الأزياء وعشاق القفطان المغربي والمهتمين بمجال الأزياء من داخل وخارج المغرب".
وكشفت سهى عن أنَّ "هناك مشروعًا صغيرًا، أنا بصدد افتتاحه قريبا وهو تصميم مجموعة خاصة من القفطان المغربي الخاص بالنساء البدينات اللواتي نهملهن كثيرا في تصميم الأزياء ولا نمنحهن حقهن في ارتداء هذه القطعة براحة تامة والاستمتاع بها في مختلف المناسبات".
وزادت: "يقتصر فكرنا فقط على تلك الأنثى الرشيقة والطويلة ونهمل النساء والأنثى التي يكون جسمها ممتلئًا بعض الشيء مع العلم أنها لا تقل جمالا عن الرشيقة بل على العكس قد تكون فائقة الجمال والرقة والحنان ورغم ذلك نتجاهلها في قاموسنا المخصص للتصميم".
واختتمت حديثها قائلة: "لذلك فكرت في تخصيص مجموعة من القفاطين لهؤلاء النسوة ومنحهن حقهن الكبير في القفطان المغربي الأنيق والعصري مع فترة تدريبية ستخصص لمجموعة من النساء ذوات الجسم الممتلئ من أجل اكتساب خبرة في عرض الأزياء من أجل عرضهن للمجموعة الجديدة وذلك سيتم تحت إشراف لجنة متخصصة لمنحهن الفرصة للتعبير عن مواهبهن في العرض كذلك".