باريس ـ مارينا منصف
انتقد عدد من مصممّي الأزياء وخبراء الموضة أسبوع الموضة في باريس , كل من زاوية مختلفة , فمع انتهاء الأسبوع في العاصمة الفرنسية والذي يستقطب عادة أنظار العالم, وبعد عرض كل مجموعات صيف وخريف 2016 لجميع المصمّمين، بقي العديد من الأسئلة التي تركت بلا إجابة، مثل أيهما أهم في عالم الموضة المظهر أم الحميمية؟
ويوضح التضاد بين الفكرتين جاذبية المرأة في أي زيّ تلبسه، والمصمم الذكي هو من يجمع بين الفكرتين. وما بين مجوهرات شانيل التي طغت على العرض، والتصاميم المخملية التي اعتمدت عليها ميوشيا، وملابس سان لوران المحافظة والتي لم تظهر أجزاء كبيرة من أجساد العارضات، ظل المشاهدون الذين حضروا العروض جميعها، تائهون بين أي من اتجاهات الموضة يتبعون هذا الموسم، فقد بدا أنه لا يوجد اتفاق بين بيوت الأزياء العالمية، والمسؤولة عن اتجاهات الموضة طوال العام، على الموضوع الرئيسي للأزياء في هذا الموسم.
وقدم ديمنا جفازاليا تضادا" كبيرا" في ملابسه، فقد كانت متطرّفة في كل شئ، فهي إما كبيرة جدا أو صغيرة جدا، واسعة جدا أو ضيقة جدا، وهو ما يشي بالعديد من الأفكار عن المظهر دون الحاجة إلى كلمات. وهناك أيضا كوم دي جارسون، الذي قدم ملابس على غرار القرن الـ18، المزينة بالأزهار الديباج والأقمشة الثقيلة مثل ستائر فرساي، والأشكال الدائرية الكبرى مثل الجزء الخلفي من أريكة طويلة، مما قدم لوحة متناغمة من الأشكال والألوان. وتخلى بعض بيوت الأزياء عن العلاقة الحميمية المعروفة بين ماركات الأزياء الكبيرة، حيث بدا أن بعض البيوت تغّّرد خارج السرب وتقدم أنماط من الموضة غير متناغمة مع تصميمات منافسيها.
وأثار أسبوع الموضة في باريس معضلة أخرى، وهي أنه جعل الملابس، عموما، أقل إثارة، وأكثر هدوءا، فقدم ملابس للتهرب من تقلبات الفصول وبالتالي يتم استهلاكها بسهولة من قبل أي شخص، في أي مكان، في أي وقت، كما شهد توجها أقل نحو إحداث تأثير بصري كبير، مما ترك تأثيرا كبيرا على المبيعات.