فندق ماندارين أورينتال

فتحت العديد من العلامات التجارية المميزة عددا من الفنادق الجديدة هذا العام في المغرب، مثل "أمان ريزورت" و"فور سيزونز"، لكن فندق "ماندارين أورينتال" كان الأكثر تميزا، ففي الربيع الماضي كانت العلامة التجارية التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، وهي جزء من مجموعة شركات غاردين ماثيوس، تمتلك 26 فندقا فقط في العالم، تنتشر من لاس فيغاس غربا وحتى طوكيو شرقا، وتعتمد أمريكا وآسيا مناطق عملها الرئيسية.

توسعت العلامة التجارية منذ ذلك الوقت بنسبة 10%، ففي أيار/مايو استحوذت على حصة كبيرة في فندق "ريتز" في مدريد، الذي سيغلق في 2017 لعمل مجموعة من التحديثات بقيمة 90 مليون جنيه إسترليني، كي يصبح الفندق مناسبا للقرن الـ 21، على الأقل من حيث التصميم.

وفتحت في تموز/يوليو أول فندق لها في إيطاليا، وحولت أربع مباني تعود للقرن الـ 18 في ميلانو إلى فندق عصري، استخدمت فيه أفضل المعماريين العصريين، مثل أنطونيو ستيرو وباتريشيا فيال.

وفي غضون 3 أشهر، تمكنت العلامة التجارية من افتتاح فندق في مراكش، تحت قيادة الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسي، مغربي المولد إدوارد أدورد، الذي أكد أن "هذا الافتتاح له صدى خاص عندي، وأعتقد أن ما توصلنا له حتى الآن رائع ومميز".

ويعتبر مورجان فريمان وإيزابيل هوبير وكريستيان لوبوتان ولوسي ليو، من أكثر المعجبين بهذه العلامة التجارية، لتصبح "مارندارين أورينتال" العلامة التجارية الوحيدة للفنادق من الدرجة الأولى التي تعتمد على تأييد المشاهير لتسويق فندقها، من خلال تعليق صور المشاهير الأربعة في مدخل الفندق.

يبعد الفندق مسافة خمس عشر دقيقة بالسيارة عن مطار مراكش، وتقريبا نفس المسافة عن المدينة، ويتكون المنتجع أو الفندق من 57 فيلا فاخرة، كل منها تمتلك حوض سباحة 30 قدما، وساحة مغلقة، ضمن مجموعة من 50 فدانا من الحدائق الجميلة المزروعة بأشجار الزيتون والياسمين والدفلي وفرافيت، وما لا يقل عن 100 ألف شجرة عطرية، ومجموعة من أضواء الفوانيس الساحرة ليلا تضيء المكان كله.

ويوفر الفندق الخصوصية والمساحة للنزلاء، فمساحة الفيلا المستقلة مع حوض السباحة الخاص فيها تبلغ 3000 قدم مربع، إلى جانب مطبخ وشرفة كبيرة، مع الاستمتاع بمنظر الجبال، وقام المصممان الفرنسيان باتريك جيل ودورثي بوسيير بالتصميم الداخلي للفندق، وبالرغم من أن هذين الاسمين غير معروفين ولكنهما سيقومان بتصميم فنادق أخرى في المغرب، وهما بارعان في تصميم مشاريع الضيافة من الدرجة الأولى.

واختار المصممان الروح البربرية في تصميمها للفندق في المغرب، وفرشا أرضية الفندق بسجاد صوف أبيض وأسود، مع تصميمات جرافيك رمزية، وسيراميك بظلال محايدة، والجص المنحوت بشكل معقد ليوحي بآثار مدينة مراكس، والنقوش الشبكية، و الجدران بالألوان الجذابة محايدة، ليعكس مزيجا من جمالية التراث والجمال المعاصر، ويوحي الديكور بالسعادة والاسترخاء، ويحرص طاقم موظفي الفندق على إرضاء وإسعاد النزلاء.

توجد بالفندق أيضا مجموعة من أطباق الطعام المغربية، من تقديم الشيف مريم الشرقاوي، التي ولدت في الرباط وعملت في العديد من الفنادق في باريس والدار البيضاء، والشيء الوحيد الذي يثير القلق هو الاستخدام المسرف للمياه في مدينة تقع في وسط الصحراء لإنتاج كل هذه المروج والحدائق، وحمامات السباحة، والحمامات الساخنة وأحواض الاستحمام في الفيلات.

لن يكون هذا الفندق آخر فندق تفتتحه "ماندرين" هذا العام، ففي وقت لاحق هذا الشهر سيكشف النقاب عن فندق آخر في بانكوك، وهو مبنى إيطالي يعود للقرن الـ 19، يقع على نهر تشاو فرايا في بانكوك، ويعتقد أن هذه المبنى تأسس في عام 1876، لكنه في بداية القرن الـ 20 أصبح واحدا من أرقى الفنادق في آسيا، وهذه الشعبية نالها من أسماء العديد من الأشخاص الذين زاروه، والذين اعتبروه مصدر إلهام لهم للكتابة، مثل باربرا كارتلاند التي كتب روايتها "الياقوتة في سيام" عام 1988 في هذا الفندق، وأسمت بطلة الرواية على اسم مديرة الفندق أنكا كالانتانادا أليت، ويعتقد أنها أول امرأة تايلاندية تعمل في قطاع الفنادق عام 1947، وظلت تعمل لمدة 60 عاما، على الرغم من أنها اليوم تبلغ من العمر 95 عاما، ومازالت تزور الفندق كل أسبوع.

وتشير المديرة العامة للفندق البريطانية أماندا هايندمان "حظيا بأرشيف ضخم ومئات الصورة التي لم يراها الناس من قبل، لذلك فنحن نحاول أن نعيد احياء تاريخ الفندق." وكانت أماندا وصلت للفندق في أول مرة في شبابها أثناء جولة تقوم بها في آسيا، وقضت ليلة في الفندق كلفتها 200 جنيه إسترليني، والتي كانت في ذلك الوقت تعد ثروة.

وتستذكر رحلتها قائلة "في التسعينات كانت 200 دولار ثروة، ولكنني كنت مديرة متدربة في كوبثورن في غلاسكو، وأحببت أن أقوم بتجربة الفخامة، ولم أكن قد رأيت بساتين الفاكهة من قبل ولم أتذوق جبن موزاريلا، والتي يستوردونها أسبوعيا من نابولي، ولم أكن أحلم في يوم من الايام أنني سأعود إلى هنا كعاملة، فما بالك بتولي منصب المدير".

ومازالت الصالة القديمة الأساسية للفندق على حالها، ولكن أعيد تجديد سلسلة من غرف الجلوس، على النمط التايلاندي المعاصر، وصمم الطابق الأول ليحتوي على ستة غرف نوم، وجناح ملكي، كما وأن الفندق يحتوي على عشرات من الأجنحة المواجهة للحديقة وشرفات على النهر.

وتسعى العلامة لافتتاح المزيد من الفنادق في أبو ظبي والدوحة وإسطنبول ومارييا وكوستاريكا وبيروت ودبي وبالي، لزيادة حصاتها في السوق، ورفع مستوى المنافسة، مركزة على الجودة والفخامة في نفس الوقت، ويبلغ سعر الإقامة في إحدى فيلات ماندراين أورينتال مراكس 890 جنيها إسترلينيا لليلة، فيما تبدأ أسعار الفندق في ميلانو 430 جنيه إسترليني، وفي بانكون تبدأ بنحو 260 جنيها إسترلينيا.