إيطاليا في حماية معالمها الأثرية العريقة،

سلطت صحيفة بريطانية، الضوء على السياحة الإيطالية، وتناولت تساؤلًا حول فشل إيطاليا في حماية معالمها الأثرية العريقة، بعد اتهام السياح بسرقة أجزاء من إحدى اللوحات الجدارية في مدينة بومبي التي تقع بالقرب من خليج نابولي، وبذلك تعرض السلطات الإيطالية غير الكفؤ –على حد وصفها- المواقع الأثرية للخطر.

وذكرت الصحف الإيطالية الصادرة يوم الأثنين، أن الشرطة الإيطالية اعتقلت أربعة سياح فرنسيين بتهمة محاولة سرقة أجزاء من لوحة جدارية من مجمع الحمامات الأثري في بومبي. وكان هذا الحادث بسيطًا نسبيًا في تاريخ نهب الموقع الأثري، ولكنه يلفت الأنظار عند زيارة أطلاله، وانهياره بسبب نظام المراقبة المتراخي غير المعقول، ولم يتم القبض على السياح بإرشاد حراس الموقع، ولكن من قبل زوار آخرين رصدوا واقعة السرقة.

ويمكن رؤية التراخي في حماية الآثار بصورة أكثر وضوحًا في " فيلا العجائب" أو " Villa of the Mysteries" التاريخية، والتي لم تمس، وتعتبر أكثر المنازل الأثرية في بومبي التي تضم ديكورات رائعة، حيث تحتوي على أعظم لوحات العصر الروماني القديم، وخاصة مجموعة رائعة تصور طقوس حفلات العربدة على ثلاثة جدران لغرفة الطعام.

وأعادت السلطات الإيطالية افتتاح هذا الصرح للجمهور، بعد أعمال ترميم تمت في آذار/مارس الماضي، عقب وصول دفعة جديدة من الاستثمار في موقع الذي كان يعاني من الإهمال المزمن، وعلى الرغم من المبالغ الطائلة المنفقة لدعم البنية التحتية المهملة، إلا أن التراخي في حماية المنطقة الأثرية لا زال قائمًا، حيث تعين السلطات حارسًا واحدًا فقط لمراقبة المكان، ويعمل مجموعة من أطفال المدارس على فرك الحائط الأثري بحقائب ظهورهم، وكشط أرضيات الفسيفسائية غير المحمية بأقدامهم، فضلًا عن استخدام مجموعة من السياح الصينيين الكاميرات للتصوير على الرغم من اللافتات التي تحذر من ذلك.

ولا تشهد إيطاليا انعدام الرقابة الإستثنائي في منطقة بومبي فحسب، بل أيضًا في أحد المواقع الأثرية المجاورة وهي إحدى الفيلات الرائعة في أوبلونتيس، والتي تعتبر أحد أكثر المواقع الكلاسيكية خصوصية على الإطلاق، حيث عيّنت السلطات حارسًا واحدًا فقط لحماية الفيلا المكونة من عشرات الغرف والذي يمكن مشاهدته نادرًا.

وعلى نفس الصعيد، يمكن ملاحظة الشيئ ذاته في فيلا سان ماركو في ستابيا، على بعد بضعة أميال، وهو موقع واسع مغطى بالفسيفساء واللوحات الجدارية، وكان الشخص الوحيد الذي يراقب الموقع، موجود في مكتب التذاكر عند المدخل.

من الواضح، أن السلطات تتكبد المال لتوظيف حراس، ولكن هذه المواقع الأثرية العريقة تعتبر نوعًا رئيسي من الإستثمار، حيث تستقبل بومبي 4 ملايين زائر سنويًا، والذين يدرون أرباحًا تصل إلى عشرات الملايين من اليورو إلى إيطاليا.