شمال سيريلانكا

نجحت منطقة شمال سيريلانكا في جذب السائحين اعتمادًا على شواطىء رائعة وجهود شركات تنشيط السياحة، وذلك بعد سنوات من الصراع والمصائب الطبيعية.

قررت أسرة سوريتثيرانس التنزه داخل المعبد الهندوسي، إذ يرتدي الأب هارشيف القائم بأعمال المعبد زيًا بلون "الزعفران" له أكتاف ذات ألوان برتقالية وفيروزية، ويستقبل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال اصطحبوا في رحلتهم بعض قطع الموز.

وتبلغ شيكا من العمر 11 عامًا، وجرى إنقاذها ووالدتها في أحداث "تسونامي"، التي تسببت في وفاة أكثر من 500 شخص. وتروي كوجيلا شقيقة هارشيف، أن هناك العديد من الأشخاص الذين ماتوا، وأن داخل كل عائلة بعض الضحايا.

ودعنا أسرة سوريتثيرانس، بعد كثير من تبادل العناوين والصور والبطاقات البريدية، مع وعد بزيارتهم في وطنهم في قرية كالكودة . 

وتسبب حادث تسونامي عام 2004 في خسائر ضخمة للمنطقة, ففي السبعينات كانت تعتبر مدينة متحضرة تضم الكثير من الفنادق والشواطىء, ومع تصاعد أعمال العنف خلال الحرب الأهلية توقفت الزيارات وأغلقت الفنادق وتم تفجيرها، وبعد 5 أعوام من انتهاء الصراع أصبحت المنطقة قادرة على استيعاب السياحة بمجموعة من المنتجعات الحديثة .

في بداية الزيارة التى قمنا بها إلى شمال و شرق سيرلانكا، توقعنا أن ما حادث "تسونامي" وراء ما تشهده المدينة من آثار للحرب. وأغلق الطريق "A9" عام 1984 لإزالة الالغام جراء الحرب وأعيد فتحه عام 2013 ليربط منطقة جافنا في الشمال مع كاندي والمناطق الجنوبية, كما توفرت خدمة القطار من العاصمة كولومبو إلى جافنا منذ تشرين الأول/ اكتوبر المنصرم.

وهناك منطقة تفتيش تابعة للجيش في قرية أومانتاي، إذ استخرجنا إذنًا وزارة الدفاع لزيارة مناطق الشمال، وهناك الكثير من علامات للجيش والشرطة ففي كيلينوتشي وعاصمتها تاميل إيلام توجد بقايا خزان مياه أتلفته "نمور تحرير تاميل اإلام" تحت شعار"قولوا لا للتدمير ثانية", كما يعتبر ممر الفيل تذكاًا  للتضحية الذاتية لضابط الجيش السيريلانكي.

ركزنا على بقايا المدرسة المحترقة وخط السكك الحديد ومحطاته الملونة بالزهري موحيًا بمستقبل مشرق.

وتعد جافنا ثاني أكبر مدن سيريلانكا وفي القرن السابع عشر تم بناء حصن هولندي وجرى إصلاحه بمساعدة من هولندا، وفي الجهة الأخرى منه الجزء الجنوبى لميدنة جالى توجد محلات الهدايا والفنادق الدائمة، لكن حصن الجافنا منطقة نائية تفوق عدد الماشية فيها البشر.

كذلك فإن الفنادق في الجافنا قليلة, ففي سوبهاس (الليلة مقابل 25 جنيه إسترليني)، أقمنا في جناح واحد متجدد والاستقبال كان ودودًا واستمتعنا بخدمة الغرف من فطار الدوسي والروتي الحار والخضروات. كما اشتهرت جافنا بأكلها المتنوع.

ويتطلب الحصول على عبارة قريبة من تلك الجزرالمشمسة إلى جانب جزر الأرخبيل، بعد الكيلو 47 غرب جافنا، بداية يوم مبكرة, تبدأ من 6:30 صباحًا بالإبحار بين بحيرات وسط الجزر إذ يسحب الصيادون شباكهم سيرًا على الأقدام أو الغطس في مزارع الجمبرى الضحلة.

عقب ساعات العبور التقينا الأب ديفيد رائد تطوير الجزر، أوضح أن الكثير من الزوار ينتظرون "وسيلة النقل الشعبية"، لكن الأب ديفيد لديه سيارة "جيب روغاندريدي" بمقاعد من الخلف, كما يدير القس أنغليكاني مدرسة إلى جانب عدد من مشروعات الجزيرة بتمويل من المؤسسات الخيرية في الخارج، فضلا عن مجهودات خاصة في السياحة, وفي الكيلو 8 والكيلو 6 من ديفلت لا يوجد فنادق لكن الأب ديفيد عرض علينا غرفتين في منزله مقابل 20 جنيه إسترلينى لليلة لشخصين شاملة الوجبات. إذ يجهز هو و زوجته لبناء كوخ على الشاطئ و يعرض علينا استخدام السيارة في جولات المشاهدة.