سريلانكا

ترتفع سريلانكا عن المحيط الهندي مثل قبعة خضراء لارتفاعات تصل حتى 2500 متر، وتتميز هذه البلد بكثرة أمطارها، مما يجعلها منطقة عالية الخصوبة، وغنية بالأدغال.

ويشعر الزائر لهذا البلد الصغير، الذي تصل مساحته إلى ثلاثة أرباع مساحة أيرلندا، أنه يزور بلدان عدة في وقت واحد، فأحيانًا يشعر أنه في الهند أو في وسط أدغال أفريقيا، وأحيانًا يشعر أنه في أورلاندو، وأحيانًا يشعر أنه يزور أطلال مدن كبيرة مثل روما وقرطاج.

ويعتبر ثلثي سواحل سريلانكا وشواطئها غير متطورة إلى حد كبير بسبب الحرب الأهلية التي امتدت من عام 1983 وحتى 2009، ومعظم الزوار يفضلون الذهاب إلى الساحل الجنوبي للبلد، وتتميز سواحل بيلافيلي قرب ترينكومالي بشواطئها الذهبية وعدد قليل من السياح، ودفن الأخ الأصغر للكاتبة جين أوستن في مكان في ترينكومالي.

وعلى الرغم من الأضرار الناجمة عن الحرب، تعتبر مدينة جفا مكانًا بهيًا بمبانيه المطلية بالأصفر والمرسومة بأزهار الربيع، وهو مكان نابض بالحياة، حيث الكثير من التجار الهنود والسيارات البريطانية القديمة، ومحلات المرطبات.

ويمكن للسياح التمتع بالمعالم السياحية في المنطقة الشمالية الغربية الجافة من البلاد، حيث تقع مدينة أنورادهابورا المقدسة بصخورها المذهلة وقلعة سيجيريا، وأكثر الأماكن عزلة هو دير ريتيغالا الواقع بين الغابات ، حيث يستطيع الشخص التمتع بالعزلة والهدوء.

ولا يحتاج السائح إلى سيارة في بلد المرتفعات والشاي، فالبلد تحتوي على شبكة مواصلات عمومية تصل إلى كل نقطة فيها، وبأسعار رخيصة، وتتميز مدينة جالي الجميلة وكأنها مدينة هولندية صغيرة تعود إلى عام 1700، حيث يمكن للزائر شراء طائرة ورقية، والانضمام إلى الآخرين في إحدى الحدائق على المحيط والاستمتاع بألوان الطبيعية الجذابة المحيطة.

ويستطيع السياح أخذ "التوك توك" والتجول في الحي العربي للمدينة وتناول الغداء في المستشفى الهولندي القديم، حيث يعود تاريخ بناء فنائه إلى عام 1680، مع العديد من المقاهي حوله، ويعتبر مطعم "منستري أوف كراب" أفضل الأماكن لتناول الأطعمة البحرية في المدينة.

ولم تكن السياحة اختفت في هذا البلد حتى في أكثر الأوقات عنفًا، ولكن الاستقرار بعد انتهاء الحرب، جلب المزيد من السياح والمزيد من الأعمال التجارية، ولكن ما تزال البلد تعاني من الكثير من المشاكل مثل الاستيلاء على الأرض، والتنافس، وبغاء الأطفال، ولكن السياح بالتأكيد لن يواجهوا الكثير من هذا المشاكل، فهم يسافرون للاستمتاع.

ويقع فندق "غالكادوالا فروست لودج" في وسط سري لانكا، وهو واحد من أفضل الأماكن للإقامة في البلاد، وبني من المواد المعاد تدويرها في وسط غابة تحتوي على بحيرة مليئة بالتماسيح، فيستطيع الشخص الاستلقاء في سريره وتناول الشاي وهو محاط بالقرود، وينظم مالك الفندق رحلات للزبائن على ظهور الفيلة، فسريلنكا تحتوي على 5800 فيل.

وتتميز سريلانكا بأطعمتها الخاصة، فالطهاة هناك مثل علماء الكيمياء، يمضون ساعات بحثًا عن الأعشاب لإعداد أطباق كاملة المذاق، ويتميز الريف في سريلانكا بالعديد من المأكولات اللذيذة مثل البامية بالكاري، والفطائر.

وتحتوي البلد على العديد من الجزر منها جزيرة جافانا التي ترتفع فوق إحدى البحيرات، وتحتوي الجزيرة على قصور فاخرة مهجورة، وجزيرة دلفت التي كان يملكها رجل أيرلندي يدعى الملازم نولان بين عامي 1811 و1824، وما زال مقر إقامته قائمًا، مع إسطبلات خيله الكبيرة، وجزيرة هامنهيل الصغيرة الواقعة في عرض البحر، والتي كانت سجن عسكري، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق زورق حربي قديم.