الفيلة في سابي سابي

تعتبر محمية سابي سابي واحدة من أفضل رحلات السفاري في جنوب أفريقيا، والتي تمتلك مجموعة من قطعان الفيلة الجميلة التي تظهر من الغابة بشكل غير متوقع لتواجه السياح لترفرف بأذنيها الجميلتين وتدوس بأقدامها فيما عجولها الصغيرة تسارع للاحتماء بأمهاتها، وتبدأ بإمتاع الجمهور باللعب ورش الماء على بعضها البعض باستخدام خراطيمها الطويلة في ساعة سعادة، وبعدها يظهر فرس النهر بمشهده اللامبالي بأحد وهو يتمرغ وحيدا في احدى المستنقعات فيما السياح يشاهدونه من على متن شاحنة مكشوفة بالكثير من الرهبة والتقدير.

وتمتاز المحيمة بكونها واحدة من أفضل الوجهات لرحلات السفاري في أفريقيا بلا منازع، والتي تقع في سابي ساند ولدستن على مساحة 6000 هكتار من المحميات الخاصة الغير مسورة والتي تتكامل فيها البيئة مع الحديقة الوطنية المجاورة كروغر التي تعتبر أشهر حدائق جنوب أفريقيا، فهي موطن للخمسة الكبار وهم النمر والأسد والجاموس والفيل ووحيد الفرن، والذي يمكن رؤيتهم كثيرًا في ذلك المكان، الى جانب الزرافات الكسولة والضباع والحيوانات البرية النادرة مثل الكلاب البرية وعدد لا يحصى من الحمار الوحشي والظباء والنعام الوحيد.

ويستطيع زوار المحمية النزول في واحد من أربع مسكن، أكثرها تقليدية هو مسكن سلاتي كامب المكون من ثمانية أجنحة، أو أكبرها الذي يضم 25 غرفة نوم المسمى بوش لودج والمناسب للرحلات العائلية فهو يحتوي على نادي للأطفال، أو أكثرها عصرية وهو ايرث لودغ الذي يحتوي على 13 جناح عصري وجميل لكل منه بركة سباحة خاصة، مع مجمع مركزي أنيق يحتوي على مكتبة وقبو للنبيذ وبار وصالة للألعاب الرياضية، الى جانب معسكر ليتل بوش الذي يعتبر المخيم الأكثر حميمة مع ستة أجنحة فقط حديثة نسبيا مع شرفات خاصة تخيم عليها أوراق الأشجار والحمامات الشخصية والسبا في الهواء الطلق، المناسبة تمامًا للأشخاص الذين يقضون شهر العسل.

وتعتبر كل الاماكن المذكورة مناسبة للإقامة، فهي تمتلك نفس النظام تقريبًا ففي الساعة الخامسة والنصف صباحًا يقرع الحارس على الباب للبدء في رحلة السفاري الأولى على متن سيارة لاند روفر مكشوفة تبدأ الساعة السادسة وتنتهي الساعة التاسعة قبل أن تصل درجة الحرارة الى الذروة، وبعدها تقدم وجبة الافطار، ويمكن للسياح بعد الاكل أخذ قيلولة أو القراءة قبل أن يقدم طعام الغداء والشاي بعد الظهر في الخارج، ثم تبدأ رحلات سفاري المساء الساعة الرابعة عصرًا، بعدها يعود الجميع الساعة السابعة مساء لتناول عشاء لذيذ في الهواء الطلق.

واستطاعت أماكن الإقامة الأربعة لفترة طويلة أن تحافظ على هذا الجدول دقيقا، وبالغالب يستطيع الزوار رؤية وحيد القرن في النزهة الصباحية الأولى، وهو يتجول في البرية وخصوصا الذكور وهي تأكل العشب أو فروع الأشجار فيما الطفيليات عالقة على جلدها، واذا حظى الزوار بمرافق سياحي جيد فسيستطيعون رؤية الحرباء الصغيرة تتنقل بين الأشجار.

ويعمل هؤلاء المرافقين على أخذ السياح الى الاماكن التي يغفو فيها الأسود بقوامها المستدير وهي جامدة وغافلة تماما فيما أشبالها تركض حولها بعد تناول وجبة دسمة من جاموس الماء، وبعدها سيذهبون لرؤية الفيلة والثيران وهي تلعب في برك الوحل، أو النمر ذو الالوان المذهلة، والذي ربما سيدور حول السيارة التي تحمل السياح فهو لا يخاف أبدا من البشر، وتعتبر كل ساعة من النهار مثمرة في رحلة السفاري هذه وحتى غياب الشمس له جماله مع الغروب باللون الاحمر في السافانا ثم تأتي النجوم المضيئة مثل أضواء شجرة عيد الميلاد لتزين سماء الليل.

وسيتذكر زوار سابي سابي رحلتهم الى الأبد، وإلى جانب الاستمتاع بمنظر الحيوانات البرية الجميلة، هناك الطعام اللذيذ وخصوصا العشاء، والتي يقدمها معسكر بوش على سرير نهر جاف تنيره الفوانيس الى جانب نار موقدة.

ويمكن أن يعكر صفو السياح حاكيات الصيد غير المشروع في حديقة كروجر التي تديرها الحكومة الوطنية، حيث يذبح ما يقرب من 1000 وحيد للقرن كل عام، ليصبح معرضا للانقراض في غضون عقدين من الزمن، ولكن محمية سابي تمنع الصيد فالضيوف والمخيمات تساهم بشكل مباشر في حمايتها ومكافحة الصيد غير المشروع، وتوفر تمويل لبرامج التوعية المدرسية التي تهدف لتثقيف المجتمعات المحلية حول المساهمة في حماية هذه الحيوانات وأهميتها على الاقتصاد المحلي اذا ما بقيت على قيد الحياة.

ويستطيع أي شخص يزور المحمية او جنوب أفريقيا أن يقدرها من عدة اتجاهات، فأصبح سعر العملة المحلية مقابل الجنيه الاسترليني 20 راند، بالرغم من أن الجنيه الواحد كان يعادل 10 راند قبل خمس سنوات، وتعتبر الفنادق الفاخرة في كيب تاون وجوهانسبرغ تنافسية للغاية مع تلك الموجودة في نيويورك وهونغ كونغ.

وتبعد سابي ساند  في رحلة تتراوح من 60 الى 90 دقيقة من جوهانسبروغ مع اقامة في المدينة الجميلة، فهي تطفو على هضبة مع مناظر جميلة لمدينة خضراء بشكل نادر للمدن الكبيرة ولديها فندق تابع للعلامة التجارية فور سيزونز افتتح في عام 2014، وهو بلا منازع أفضل الفنادق في جوهانسبرغ.

ويمتاز الفندق بلمساته المحلية السحرية مثل رسم الحمار الوحشي على الستائر في غرف النوم، وينظم الفندق في صباح ايام الأحد جولة في الغابات المترامية الاطراف، وحديقة الحيوانات في المدينة التي تحتوي على الأسود، ولكنها بالتأكيد لا تقارب بسابس ساند، ولكنها تذكير أن الطبيعة في مدينة كبيرة في جنوب أفريقيا مهمة بقدر السفاري البعيدة.

ويمكن استخدام وكالة جاكادا للسفر التي تنظم اقامة لمدة خمس ليال في جنوب أفريقيا مع ليلة واحدة في فند فور سيزونز وأربع ليالي في ايرث لودغل ومعسكر بوش في سابي سابي مقابل 3628 جنيه استرليني للشخص الواحد، ويشمل الشعر الرحلات الجوية مع الخطوط الجوية البريطانية من لندن الى جوهانسبورغ والرحلات الى المحمية الطبيعية.