الدار البيضاء ـ ناديا أحمد
أعلن مدير عام مكتب الخطوط السعودية في المغرب وغرب أفريقيا، منصور عبد المحسن العيسي، عن ارتفاع مهم في عدد رحلات الشركة، وعدد الركاب الذين تم نقلهم بين المغرب والسعودية خلال السنتين الماضيتين مشيرًا إلى مساهمة الربيع العربي وتنويع العرض السياحي المغربي في هذا التطور.
وأكد العيسى في حديثه مع "فلسطين اليوم" على إنهاء فوضى تأشيرات المجاملة بتنسيق مع السفارة السعودية في المغرب، موضحًا أنه تم نقل ما بين 18 و20 ألف مغربي خلال موسم الحج الماضي.
وكشف العيسى أن ضبط التكاليف وعرض أسعار التنافسية، مسألة مكنت الناقل السعودي من السيطرة على 70% من حركة النقل الجوي بين البلدين على اعتبار أن الجذور التاريخية لشركة الخطوط السعودية في المغرب تعود إلى سنة 1967، ويعتبر الناقل السعودي أول شركة تصل المشرق بالمغرب العربيين، عبر رحلة أسبوعية ربطت مدن الرياض وجدة وبيروت، وكذا طرابلس والجزائر والرباط، كما كانت شركة النقل الجوي الوحيدة التي تعرض رحلات إقليمية بين العواصم المغاربية أواخر الستينات والسبعينات، عبر طائرات من طراز "بوينغ" 707 و720 نفاثة.
وأرجع العيسى تطور عدد رحلات الشركة في المغرب خلال أربع سنوات الماضية بصفة تصاعدية لسببين رئيسيين، يتعلق الأول بسياسة الشركة التجارية في السوق المغربية، إذ تعرض أسعارًا تنافسية وتشجيعية مقابل خدماتها، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على مستوى الحجوزات، فيما يهم السبب الثاني تطور أنشطة السياحة العائلية السعودية في المغرب، ذلك أن السنتين الماضيتين شهدتا ذروة نشاط الناقل الجوي السعودي في المملكة، بعد أن قفز عدد الرحلات بين البلدين إلى خمس رحلات، بدأت من جدة إلى الدار البيضاء، عبر طائرات "إيرباص" 320 التي تستوعب 250 راكبًا، قبل أن تتحول إلى رحلة يومية بين المدينتين عبر طائرات "بوينغ" 777، التي تبلغ حمولتها 417 راكبا.
وأشار العيسى إلى أهمية الدور الإيجابي، الذي اضطلعت به السلطات السعودية بالتعاون مع المكتب الوطني للسياحة المغربي، الذي افتتح مكتبًا له في العاصمة السعودية، من أجل تشجيع السياحة بين البلدين، إلى جانب تطور العرض السياحي المغربي، لاسيما سياحة التسوق والأعمال، بالإضافة إلى الاستفادة من عوامل أخرى عززت هذا العرض، تهم الأمن والاستقرار السياسي الذي يعرفه المغرب.
وكشف العيسى عن دور الربيع العربي في ارتفاع أعداد السياح السعوديين، الذين باتوا يفضلون الوجهة المغربية على غيرها من الوجهات السياحية المجاورة، لاسيما مصر وتونس، إذ عملت الخطوط السعودية على تثقيف وتوعية هؤلاء السياح بالمزايا والمؤهلات السياحية التي يتوفر عليها المغرب، لتتطور السياحة العائلية السعودية للمغرب بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين، معززة بتنامي الزواج المختلط بين البلدين، إذ تزايد عدد العائلات السعودية المغربية التي تتبادل الزيارات بشكل منتظم.
وأكد العيسى أنه لا يمكن إغفال الدور المهم الذي لعبته وزارة السياحة المغربية، التي قامت بتحيين العرض السياحي الموجه إلى السياح السعوديين، من خلال تشجيع بناء وإحداث الشقق الفندقية، التي تعتبر عامل جذب مهم لهؤلاء السياح، لاسيما في أغادير التي تعد وجهة سياحية مثالية.
وأوضح العيسى أن الخطوط استعانت بطائرات "شارتر" الملتزمة بمواعيد رحلاتها بدقة لتفادي مشكل التأخير خلال موسمي الحج والعمرة الماضيين، كما أنه من المهم الإشارة إلى الانعكاس الايجابي لانضمام الخطوط السعودية إلى تحالف "سكاي تيم" على السوق المغربية، إذ أتاحت هذه الخطوة للمسافر المغربي فرصة الاختيار بين عدد من الناقلين الذين ينتمون إلى التحالف المذكور، والاستفادة من الخدمات والمزايا التي يوفرونها بالسعر نفسه.