يطلق الأتراك على مدينة  بودروم" لقب "جنة البحارة" , ويحكي مراسل بي بي سي، مايكل بوركر "هذا هو بالضبط نفس المشهد التي كانت عليه بودروم حين زرتها منذ 20 عامًا، حيث المطعم الريفي والرصيف الصغير محلي الصنع على رأس المضيق في أجمل خليج بالعالم، وعلى أروع خط ساحلي في بحر إيجه".

اقرا ايضا منتجع "ميستيك اليوناني" سحر التقاء بحر إيجه بجبال كالديرا البركانية

ويضيف "كنت أنا وزوجتي هنا منذ 20 عامًا , لقد شاهدنا أشجار النخيل والمبنى الخشبي البسيط الذي لا يزال محتفظًا بشكله الأصلي على ساحل بحر إيجه , لقد كنا مغرمين بأفضل أنواع الكوكتيلات في الخليج وشربها في وقت متأخر من الليل مع محمد، الرجل الصغير الحزين الذي وضع قلبه وروحه في هذا المكان الرائع بينما لديه الآن الكثير ليحزن عليه , حيث لم تعد تأتي القوارب إلى هنا إلى حد كبير، وتتوجه الرحلات السياحية للألمان إلى كرواتيا , لقد أصبحت بودروم جنة مهجورة وليست جنة مفقودة".

وانخفضت السياحة التركية بنسبة تصل إلى 50 في المائة العام الماضي ، ويبدو أن هذا العام أسوأ , لكن السائحين لا يعرفون الكثير عن تركيا ، بل وحتى عن جغرافيتها ، ويخشون الذهاب إليها بسبب الأحداث السياسية الأخيرة.

وتشعرك منتجعات تركيا بالحرية والهدوء والأمان والعلمانية , ويقول بوركر " ولأن المراسي هذا العام مهجورة إلى حد كبير ، كما أن المطاعم والمتاجر تعاني من نقض أعداد الزبائن، لذلك قررنا أن هذا هو الوقت المثالي للذهاب إلى بودروم ، وهي بلدة تجنبنا الذهاب إليها كثيرًا , والتي يطلق عليها اسم القديس تروبيز في تركيا، لكننا قمنا بالضغط على قاربنا الصغير المتهالك للوصول إلى رصيف فندق Caresse".

وأضاف "تم استقبالنا بترحيب حار وابتسامات كبيرة، وتوجهنا إلى الأمام وقدم لنا الموظفون كوكتيلات ترحيبية لذيذة" , واستغرق الأمر خمس سنوات، وانفاق 116 مليون جنيه إسترليني لبناء  فندق Caresse، وفقًا لما قاله السكان المحليون، كما أن الموقع المثالي هو أهم ما يميز الفندق في هذه المدينة، إنه على حافة ساحل بودروم ، أسفل التلال شديدة الانحدار فوق البحر حيث يطل على أجمل المناظر الطبيعية لخليج جوكوفا.

ويمكنك رؤية المناظر الخلابة من جميع الغرف الـ 67 والتسع أجنحة للفندق، ناهيك عن أحواض السباحة ، وشواطئ الرمال الذهبية، والمطاعم والحانات، وفدان من أجود أشجار الساج البورمي ، والتي يقال إنها بمفردها تكلف 1.5 مليون جنيه إسترليني.

ويعد فندق Caresse أفضل فنادق  بودروم، ولكن تم افتتاحه عندما كانت تستقبل بودروم مليون سائح في السنة ، ولكن هذا التراجع الشديد في عدد السياح يجعل الفندق في أسوأ حالاته المالية , وساهم فندق Caresse في جعل مدينة بودروم تشبه المنتجعات الأوروبية الحديثة والذي يوفر الكثير من المميزات مثل المنتجع الصحي الذي يضم معالجين تايلانديين ويقدمون أفضل التقنيات العلاجية لضيوف الفندق.

وتتسم بودروم بالجاذبية بشكل كبير، حيث المنازل البيضاء ذات الحواف الزرقاء الساحرة، وتهيمن عليها قلعة القديس بطرس التي بُنيت في القرن الخامس عشر، وتضم معرضًا أثريًا رائعًا تحت الماء - بما في ذلك حطام سفينة غرقت في عام 400 قبل الميلاد.

وكانت بودروم هي المدينة المفضلة لسياح اسطنبول والأجانب الذين ما زالوا يذهبون إلى تركيا، لكن هذا التراجع في أعداد الزوار ربما يجعلها فرصة مناسبة للاستمتاع بالهدوء والاسترخاء بعيدًا عن الازدحام.

قد يهمك ايضا جزر "الأميرات الساحرة"جنّة السياحة التركية وأكثرها شهرة 

تراجع السياحة التركية إلى الثلث خلال 2017