أول معرض فني في العاصمة الغانية أكرا

 داخل مخزن، بعيدا عن أصوات المترو وميني باص الركاب، وسيارات السفر التي تعبر بجوار ملعب أكرا الرياضي، يجرى الإعداد لافتتاح "أنو ANO"، الذي هو محور الفنون في العاصمة الغانية، وتفيض الأضواء الخفيفة في الردهة من خلال ثلاث نوافذ ضخمة، أنه خال حاليا، باستثناء السجادة الفارسية البورجوندي تحت طاولة العرض الزجاجية، ولكن عند افتتاحه يوم 4 مارس، قبل يومين من احتفال غانا بمرور 60 عاما على الاستقلال، أنو سوف يصبح موطنا لمبدعي وفناني البلاد، وفي المعرض الأول، أكرا: صور من المدينة، ويقام حتى 1 نيسان/أبريل والذي يعرض تاريخ العاصمة من جذورها الاستعمارية إلى المدينة المزدحمة من خلال الصور الفوتوغرافية والرسومات والمنحوتات والمنشآت.

وقد أنشأت مؤرخة الفن وصانعة الأفلام نانا أوفرياتا أييم معرض أنو "الذي سمي على اسم كلمة لغة الآكان التي تعني امرأة عجوز، التي هي أول إنسان وأصل كل شيء"، في عام 2002 كمعهد للبحوث الثقافية، وتقول أن المساحة الجديدة تأتي في الساحة الفنية لأكرا التي تشهد نهضة، وقالت: "إن المعرض سوف يساعدنا أن ننظر في ما نحن عليه في هذه المدينة، في هذا البلد، في هذه النقطة في الوقت المناسب، جيلنا يخرج من مرحلة ما بعد الاستعمار، ونحن نرد الآن على الاستعمار، أنا مهووسة بفكرة الثورة، سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو سياسية، وفكرة جلوس الكتاب والفنانين في غرفة ليحلموا بالواقع الجديد، أنا حقا أشعر أننا في تلك اللحظة".

لقد حان الوقت لوضع روح الرؤساء معا لخلق فرص لتحديد الذوق من تصميمات شباب أكرا، غانا لم يكن لديها مجلس للفنون وكان من الصعب تأمين التمويل الخارجي، كما أن إيجارات الستوديو غالية الثمن، حتى أن الفنانين يتبنون الأماكن العامة كمتنفس بديل.

انها على النقيض من الستينات في وقت مبكر عندما ازدهرت الساحة الفنية بعد الاستقلال في ظل حكومة رئيس الوزراء الدكتور كوامي نكروما. وقدمت في مهدها منح لتدريب المهندسين المعماريين والفنانين ودعم إنتاجهم. ساعد الفنانون مثل شركة أناتوسي، كوفي ستوردجي والمصورين جيمس بارنور وفيليسيا أبان، التي تعتبر أول مصورة محترفة أنثى في غانا، على وضع الأساس لمشهد الفنون المعاصرة الخصبة في البلاد.

وبحلول عام 1966، لم يستطع الفنانون أن يقدموا جديدا، وأدى ضعف العملة وانخفاض أسعار الكاكاو، الصادرات الزراعية الرئيسية، للإطاحة بنكروما. وأثار هذا دوامة من الانقلابات العسكرية والاضطرابات الاقتصادية. لكن غانا قد استقرت منذ ذلك الحين وصعد جيل من الفنانين الشباب ويروجون الآن لعملهم على إينستاجرام، وإيتسي وساوندكلاود.

ومن بين الأسماء الشابة اللامعة إبراهيم ماهاما، الذي يستخدم أكياس الفحم واللوحات في استكشاف ظروف العرض والطلب في الأسواق الأفريقية. الفنانين التشكيليين الغانيين أوبوكو زهرة الذي ابتدع أفروجالونيزم، وخالق السيرج أتوكي كلوتي، عملوا على صياغة روايات جديدة حول الواقع فى غرب افريقيا والتقاليد ونوع الجنس والهوية من خلال النسيج والتصوير الفوتوغرافي. معرض 1957، في فندق كمبينسكي أكرا، والذي استضاف أحدث عرض لكلوتي، والذي افتتح مؤخرا، في حين أن مؤسسة نوبوك في شرق ليغون، وهو حي ورقي إلى الجنوب مباشرة من جامعة غانا، هي مؤسسة للفنون المعاصرة، في الضاحية الجنوبية لمعسكرات ومعارض وورش العمل في كرت المضيفة لحلقات النقاش.

في مؤسسة نوبوك بدأ فنانو الأداء إليزابيث افوا ساذرلاند و إيميليا بينامانج ورشة مسرح أكرا في صيف 2013 كمكان لخلق عمل تجريبي.
وتحتفظ غانا بالروائح والأصوات التي لم يتغير. ومع تزايد أعداد السياح، انتقل المطورون الأجانب إليها وقاموا بتحديث الضواحي الرثة القديمة. عندما تسير عبر أوسو، وهو حي يقظ في وسط مدينة أكرا، تجد أنه يعج بالمحلات الجديدة والحانات الرياضية والصالات الفخمة. وتم فتح المطاعم اللبنانية والإيطالية والصينية لتلبية احتياجات المغتربين والزوار. ولكن لمواجهة هذا الحشد الفني تم نحت مشهد بديل.

على جانبي طريق لوكو هناك أكشاك رسومات زاهية ومباني منفصلة باللون البرتقالي، والوردي، وظلال من اللون الأزرق. بالقرب من معرض أنو الجديد، الذي يؤكد مفهوم الموضة للمرأة من مخزونات المصممين الأفارقة.