سياحة عيد الميلاد في كرواتيا

تأمل الحكومة الكرواتية أن تعزز سياحة عيد الميلاد المجيد اقتصادها، وتستعد للحدث بمهرجان لنحت الجليد والنحاس، وحلقة ضخمة للتزلج في فصل الشتاء، في بلد معروف أكثر بمكان يقصده السياح خلال فصل الصيف للتمتع بشواطئها الجميلة. وتروج عاصمة البلاد مدينة زغرب لنفسها كمكان مناسب للاحتفالات بهدف منافسة وجهات عيد الميلاد التقليدية في أوروبا مثل فيينا وبراغ، وتعرض مجموعة من التسهيلات السياحية مثل الطيران وعروض الفنادق الخاصة، وجولات المشي والعشرات من الحفلات الموسيقية والأسواق المضيئة، حيث يتوافر الطعام والشراب الكرواتي.

وحازت أسواق زغرب على لقب "أفضل الأسواق في عيد الميلاد" في استطلاع أجراه أحد مواقع السفر على الإنترنت، وشارك فيه أكثر من 100 ألف سائح، ويؤكد المسؤول في مجلس السياحة في المدينة لوكا بينكو "نعتبر مناسبة عيد الميلاد مهمة جدا بالنسبة لاقتصاد المدينة، فنحن نقدم برنامج كبير للجذب السياح، ربما العديد يعتقد أن كرواتيا بلد للزيارة في الصيف، ولكننا نمتلك بيئة متنوعة للغاية".

وتعتبر السياحة واحدة من العوامل المهمة لهذا البلد، الذي دخل حديثا في الاتحاد الأوروبي ويحاول ببطء الخروج من فترة ركود اقتصادي دامت لست سنوات، وأصيب قطاع السياحة بأضرار كبيرة في التسعينات، خصوصا بعد حرب استقلال كرواتيا عن يوغوسلافيا، لكنه منذ ذلك الحين يحاول التعافي تدريجا، ويمثل عائد السياحة نحو 17% من الناتج المحلي الإجمالي للبلد.

وفي العام الماضي، تمكن أكثر من 13 مليون سائح زيارة كرواتيا التي تقع على البحر الأدرياتيكي، وهذا الرقم يمثل ثلاث أضعاف عدد سكان البلاد، وفي حين كانت معظم وجهات السياحة إلى الساحل الذي يضم مئات من الجزر، إلا أن برنامج الشتاء تمكن من جذب نحو 56 ألف سائح إلى مدينة زغرب في كانون الأول/ديسمبر عام 2014، محققا بذلك ارتفاعا بنسبة 21% عن العام السابق.

ويشير بينكو "نشهد نفس الحدث في هذه السنة، ونأمل أن نستطيع أن نحقق أرقاما أكبر من العام السابق، وأنا متأكد من أننا سننجح"، ويستطيع السياح في كرواتيا تحميل تطبيق ذكي على هواتفهم النقالة يرشدهم حول أفضل المناطق من أواخر تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 10 كانون الثاني/يناير، بدءا من ورش العمل الفنية للأطفال وحتى أفضل الأماكن لتناول الطعام.

وترافق مع هذه النهضة السياحية في المدينة ارتفاع عدد الفنادق فيها، فمنذ عام 2006 ارتفع العدد من خمسة إلى 43 فندقا صغيرا، ومن 38 إلى 53 فندقا كبيرا، وارتفع عدد الأماكن الخاصة للإقامة من 42 إلى 900.

وشهدت البارات والمطاعم زيادة كبيرة وسط عمارة هابسبورغ لمدينة زغرب، والتي تعد موطنا لنحو 800 ألف شخص، ويوضح مدير شركة كرواتية للسياحة أمدريا بيساك "تعتبر زغرب مدينة كبيرة بما يكفي لتقدم أبرز ما تقدمه باقي العواصم الأوروبية، وصغيرة بما يكفي لتكون مكانا ساحرا للتجول، وساهمت برامج الحكومة في جذب السياح بتعزيز شعور بالتفاؤل لدى المواطنين، وتغيرت العادات الدولة الكاثوليكية إلى حد كبير، حيث جرت العادة أن يحتفل الجميع في الداخل مع الأسرة، وانتشرت روح الاحتفال في الشوارع، حيث يشعر الناس بالإثارة أكثر".

ويسعى القائمون على صناعة السياحة في البلاد إلى بذل مزيد من الجهد والاستثمارات لتنويع العروضات التي تقدمها كرواتيا لتشجيع الزوار على زيارتها على مدار السنة، وتقول مالكة أكبر وكالات السفر في البلاد نيكولينا فريلك "يكمن التحدي الرئيسي للسياحة في كرواتيا في توسيع نطاق الموسم، وأصبحت هذه القضية على جدول الأعمال لفترة طويلة"، وتأمل نيكولينا أن تصبح مدينة زغرب واحدة من المعالم السياحية، وتصبح ملهمة للعديد من المعالم الأخرى لجذب السياح إلى أماكن غير الشواطئ، ويشيد معظم السياح حاليا في البوسنة وسلوفينيا وإيطاليا لمكان للسياحة في عيد الميلاد، إلى جانب كل من أمريكا وآسيا.

من جانبهم، يأمل العديد من السكان ألا تصبح مدينة زغرب شعبية كثيرا كمكان لقضاء عطلة الميلاد، وخصوصا أولئك الذين يحبون قضاء العيد بهدوء، ولكن التوقعات تشير إلى عودة النمو الوطني بنحو 1% في 2015، ليصبح توسيع السياحة الشغل الشاغل للحكومة. ويشير أحد السياح الإيطاليين الذين يزورون المدينة لأول مرة، فيما يحتسي قدحا من الشمبانيا مع زوجته ويشاهدان فرقة شعبية محلية في ساحة متنزه زرينجيفاك المركزي "إنها مريحة جدا وتملك روحا".