نيودلهي - عدنان الشامي
يقدم متحف "فيكتوريا وآلبرت" أول معرض للمنسوجات الرئيسية في الهند، والتي تعتبر واحدة من أكثر منتجي العالم نفوذًا في الأقمشة.
وتكشف الأقمشة الهندية الأوجه المتعددة للمنسوجات اليدوية بداية من القرن الثالث إلى القرن الـ 21، وهناك أكثر من 200 معرض للأقمشة تكشف مدى تنوع الأقمشة من القطن الخام والملابس غير المصبوغة إلى الخيمة المذهلة للسلطان تيبو حاكم ميسور في القرن الـ 18.
وتُنسج الأقمشة في كل ركن من أركان العالم، ولكن الهند أصبح من وراد هذه الصناعة، حيث يناسب مناخها زراعة أنواع مختلفة من الحرير كما أنها لديها ثلاثة أنواع من فراشات الحرير، بالإضافة إلى فراشة التوت الصينية، فضلًا عن توفر الأصباغ الطبيعية.
ويمكن الحصول على الأزرق النيلي المميز من خلال معالجة أوراق النبات بينما تستخدم الحشرات القشرية لإنتاج الأصباغ القرمزية، أما اللون الأصفر فيمكن الحصول عليه من الكركم، ومن المثير للاهتمام قلة استخدام اللون الأسود لأن الصبغة السوداء تتسبب في إفساد الأقمشة، فضلًا عن ارتباط المنسوجات الهندية بالألوان النابضة بالحياة.
وت
ويضم المعرض خيمة السلطان تيبو، التي تتسع لـ 624 قدمًا مربعًا، وتمثل في مساحتها مساحة شقة مكونة من غرفتي نوم، وتصنع الخيمة من الأقمشة القطنية المنقوشة بالزهور الرائعة، ويضم معرض "فيكتوريا وآلبرت" حيوان "نمو تيبو" بالحجم الحقيقي، وهو وحش منحوت من الخشب يصور صراع الرجل.
وهزم البريطانيون تيبو عام 1799، وأصبحت خيمته غنيمة بواسطة إدوارد كلايف، الذي أخذها إلى ويلز، واستخدمت الخيمة هناك كسرادق في الحديقة لأعوام عدة قبل عرضها في "قلعة بويس".
وحظيت الهند بتجارة رائجة جعلت المناديل الهندية تذهب إلى أوروبا في القرن الـ 18 على الرغم من حظرها في الفترة ما بين عامي 1701 إلى 1826 لتشجيع الإنتاج المحلي، إلا أنه تم تهريب كميات كبيرة منها في الوقت نفسه.
وكان هناك رغبة أوروبية شديدة في الأقمشة الهندية القطنية المزهرة المزخرفة بزخارف نباتية، ويمكن استخدام هذه الأقمشة في كل شيء بداية من الثياب حتى أغطية الأسرة، وكانت هذه الأقمشة أكثر عملية وبأسعار معقولة عن الحرير، ويضم المعرض مجموعة من أقمشة "شينتز" للأسرة والتي تعود إلى القرن الـ 18.
ويقدم معرض "فيكتوريا وآلبرت" مجموعة من الأقمشة الحريرية الهندية من أجزاء مختلفة من الهند، كما يقدم "بيديك"و"غود إيرث" مجموعة من أغطية الأسرة والوسائد عبر الموقع الخاص بهم على الإنترنت، ويضيف تاريخ هذه الأشياء العادية مزيدًا من القوة لها في تعزيز الحياة اليومية.