لندن ـ كاتيا حداد
وسط الجدل السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، لاسيما مع اشتعال الأزمة السورية وتنامي خطر تنظيم "داعش" المتطرِّف، يبقى سؤال، قلما تطرق إليه أحد، وهو بشأن موقف الرئيس السوري بشار الأسد من تلك الأحداث، ولكن التساؤل لا يدور حول قراراته وخططه السياسية بقدر ما يعنى بظروفه المعيشية وأسرته، وسط التهديد المستمر بالاغتيال.
وقبل اندلاع الثورة السورية العام 2011 عاش الرئيس الأسد في منزل من طابق واحد في إحدى الضواحي؛ حيث كان الشارع دون حراسة، وتم تزيين المنزل بالأرائك الجلدية، التي كان يجلس عليها الرئيس ويضحك حين يرتدي الجينز.
ومنذ بداية الحرب السورية، انتقل الأسد إلى مكان آخر ليختبأ فيه، ويعتقد البعض أنه لجأ للعيش على سفينة بحرية تحت حراسة القوات البحرية الروسية، فيما يذكر آخرون إنه يعيش في قاعدة محصَّنة بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية، موطن أجداده، ولكن هناك القصر الفخم الذي بناه والده الرئيس الراحل حافظ الأسد!!
وصمِّم القصر المهندس المعماري الياباني الشهير، كينزو تانغي، والذي صمم متحف هيروشيما التذكاري للسلام.
وهناك فضول لمعرفة ما هو المكان الذي كان يعيش فيه الأسد، وماذا يذكر هذا المكان بشأن النظام السوري، وسط كل تلك الاشتباكات والمعارك التي بدأت في آذار/ مارس 2011، حيث تم تصميم المنزل العام 1975، واكتمل بناؤه العام 1990.
واستقال تانغي قبل بدء البناء، وترك المشروع للمقاولين، وكانت التكاليف على والده حافظ الأسد، والذي كان سعيدًا بنتيجة البناء، ولكنه لم يقصد بناء القصر لنفسه، ولكن لخليفته، وهو ابنه باسل، الذي قتل العام 1994، في حادث تحطم طائرة مازيراتي.
ويتكون المنزل من طائرات الرخام الأبيض الواسع، تتخللها نوافذ رقيقة، وجدران البناء الضخمة لتحديد المساحات الداخلية الضخمة، بالإضافة إلى السلالم ذات الإطارات الملونة والزجاج الملون، ويقع المنزل على قمة التل، وتحيط به المباني السكنية المنخفضة.
كما توجد سلسلة من المدرجات الخضراء التي تصل إلى الفناء وسط نافورة واحدة على شكل نجمة، تقطع الطريق برصيف من الحجارة، من ثم تقود تلك الخطوات إلى بوابة ضخمة بيضاء فارغة مزينة بقبو مستخرج من مقرصنات الزخارف الإسلامية.
ويوجد داخل القصر قاعة مؤتمرات، وسجادة حمراء بطول 20 مترًا، تقود إلى الغرف العالية، أما الإضاءة، فهي خافتة، ولكن المدخل الاحتفالي يوجد به رسمة النجمة الخماسية الإسلامية.
ويوضح تقرير تم نشره العام 1989، أنَّ الغرفة الواحدة في هذا القصر، تتكون من 125 ألف قطعة رخام، وتشير الشائعات في الفترة ذاتها إلى أنَّ التكلفة قد تصل إلى مليون دولار، تم تمويلها من أموال النفط السعودي.