غزة – حنان شبات
صرّح مهندس الديكور عبدالله خنفر أن هندسة الديكور هي من التخصصات التي عرفت في العصر الحديث وزاد انتشارها بالرغم من أن الديكور اهتمت بها معظم الحضارات السابقة كالحضارة الإسلامية والفرعونية والرومانية وغيرها، إذ أن كل حضارة كانت تتميز عن الأخرى بأساليب بناء المباني وتشييدها، وكذلك الأثاث المستخدم.
ولفت خنفر، في لقائه مع "فلسطين اليوم"، إلى أن المؤشرات الحالية تدل على زيادة وعي المجتمع الفلسطيني فنيًا وعمليًا للحاجة الماسة إلى الديكور في شتى المجالات، سواء على الصعيد الشخصي كالمنزل، أو على الصعيد العام كالشركات والمؤسسات والبنوك والفنادق والمستشفيات وغيرها.
وأشار إلى أن هندسة الديكور تكمُن أهميتها في إيجاد العلاقة والروابط الجيدة والمناسبة بين الإنسان والمكان الذي يتواجد فيه، سواء كان المنزل أو مكان العمل، منوهاٌ إلى أن المكان له تأثير كبير على الإنسان وما يترتب لديه من انطباعات تجاهه إما إيجابية أو سلبية.
وأكد خنفر أن نسبة إقبال الفلسطينيين على الاهتمام بالديكورات ومتابعة أحدث التصاميم جيدة جدًا كمًا ونوعًا، وبشكل غير مسبوق عن أي فترة أخرى في الضفة الغربية، وبصورة أكبر من قطاع غزة، وذلك لعدة أسباب، منها الوضع الاقتصادي الجيد زيادة الوعي بأنواع التصاميم لما يتم مشاهدته على وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة ما يتم مشاهدته في المسلسلات التركية والسورية وغيرها.
أما بالنسبة لقطاع غرة، فأوضح أن الحصار المفروض منذ ثمانية سنوات أثر بشكل سلبي في انتشار هندسة الديكور عن نظيرتها بالضفة الغربية، بالإضافة للوضع الاقتصادي الصعب الموجود، مبينًا أن العامل المادي والحروب التي يتعرض لها القطاع من وقت لأخر، ويتم خلالها هدم وقصف العديد من المنازل والمباني، حدّ كثيرًا حتى من عمليات البناء الأساسية، بالإضافة للنقص الشديد في المواد المستخدمة للديكور.
وبيّن خنفر أن أنواع أو أساليب تصميم الديكورات تختلف من إنسان لأخر حسب الميول والذوق، "ولكن ميول المواطنين في الوقت الحالي تتجه بشكل كبير نحو التصميمات الحديثة والعصرية نظرًا لبساطتها وجاذبيتها، وعدم تكلفتها الكبيرة ماديًا.
وشدد على أن مهندس الديكور يجب أن يكون على دراية كافية بمعظم أنواع الفنون الجميلة والتطبيقية والمواد المستعملة بهذا المجال، وأن يكون قادرًا على تحويل المكان إلى وحدة فاعلة، يتحقق من استخدامها أقصى استفادة ممكنة، لافتًا إلى أن المصمم يجب أن يتمتع بمواصفات إبداعية ومهارية مثل مهارات التواصل الإجتماعية والمهنية، وأن يكون قادرًا على التنسيق والمتابعة مع الجهات المعنية من فنيين وعمال وجهات الإشراف وغيرها.
وعن الصعوبات التي يواجهها مهندسو الديكور في الأراضي الفلسطينية، اعتبر خنفر أن أبرز الصعوبات تكمُن في عدم التنوع باستعمال المواد والخامات التي تساعد في إبراز جمالية التصميم، مشددًا على أنها تحدّ من خيال المصمم.
وأضاف: "عدم وجود حفظ للملكية الفكرية كون موضوع التصميم هو فكر وذوق تعتبر عقبة أخرى، خاصة أن كثيرًا من الأحيان يتم التقليد وأخذ الأفكار أو حتى التصميم كاملًا دون ذكر إسم المصمم أو موافقته".
وطالب خنفر بضرورة إيجاد نقابة تمثل مصممي ومهندسي الديكور في فلسطين لحمايتهم، وتكون الجسم القانوني المدافع عنهم، متمنيًا أن تجد هندسة وتصميم الديكور طريقها لأكبر فئة ممكنة من المجتمع الفلسطيني لما لها من جانب جمالي مميز، وتعمل على تكوين شعور إيجابي جيد لدى الإنسان.