منزل مُتعدّد الوظائف

العمل من المنزل هو حُلم لكثير من سكان لندن، خاصة إذا كانوا يواجهون رحلة شاقة إلى المكتب بالطرق المزدحمة في الصباح بالإضافة إلى البرد والرطوبة، كما أن العمل من المنزل ضرورة لعدد متزايد من أصحاب المشاريع الناشئة ذات الطموحات الكبيرة مع الميزانيات المتواضعة التي لم تمتد لتسمح بشراء مساحة عمل.

أشار المصمم الداخلي والمقيم في لندن "جوسفين ليكوفل فينيت" إلى أن الوقت الحالي أصبح هناك طلب متزايد على زيادة المساحات في المنازل لتخصيصها للعمل، حيث إن إنشاء غرف متعددة الوظائف في منازل المدينة أصبح أكثر شيوعا، وهو بالضبط ما أراده الزوجان ليزي ريفيرا (32 عاما)، وجو ماكغوير (34 عاما)، اللذان أرادا تحويل شقتهما ذات غرفة النوم الواحدة في منطقة أزلنغتون في لندن إلى منزل متعدد الوظائف يضم مساحة للعمل أيضا.

أرادت ليزي أن تكون المساحة اللازمة للعمل ليست فقط منطقة يمكنها من خلالها إدارة موقعها الإلكتروني "BICBIM" خلال النهار لكن أيضا أن تكون مكانا ما يمكن من خلاله أن تستمتع بأوقاتها بعد الانتهاء من العمل في المساء.

وتقول ليزي: "لقد عشنا في الشقة لمدة عام قبل بدء العمل، لذلك كان لدينا شعور بما كنا بحاجة إليه من التجديد.. كانت مساحة العمل ضرورية، لكننا نحب أيضا التسلية لذلك أردنا تعظيم المطبخ ومنطقة تناول الطعام وكذلك أن تحتوي الصالة على أريكة ولا تعتمد على المظهر الفوضوي في كل مكان بل نشعر بأننا في حاجة للاسترخاء بها".

بدأت تصاميم ليسوفل-فينيت مع إعادة تدوير مخلفات المطبخ من خلال طلاء الأبواب الخشبية الأثرية العتيقة الرمادية، بالطلاءات الصفرية من مجموعة بنجامين مور ناتورا، واستبدال المقابض الفضية بالنحاس، وتم استبدال بلاط الأرضيات الطينية بالبلاط في نمط هندسي أحادية اللون من الجدران والأرضيات وهو ما جعلها ميزة من مساحة صغيرة جدا، ولكن مع نظام الألوان العصرية".

يقول ليسوفل-فينيت إن "الأهم عند محاولة إنشاء الكثير من المناطق المختلفة في مساحة واحدة هو استخدام الألوان والقوام لتحديد المنطقة". وجاء استخدام الألوان الداكنة في المطبخ في زاوية على شكل حرف L يعني أيضا أنه يتلاشى في الخلفية في المساء عندما تطفئ الأضواء الرئيسية بالخارج، مما يساعد على خلق جو أكثر استرخاء.

من أجل إنشاء منطقة لتناول الطعام، رسم هذا الجزء من الغرفة بلون مختلف قليلا لبقية الشقة وألوان جديدة من "ويسكر" والعلامة التجارية الصديقة للبيئة "إيرثبورن"، وتم الحصول على طاولة ذات أرجل فولاذية رقيقة، تم تدويرها من قبل أعضاء الشركة الهندسية لتوسيع المساحة.

وتحققت التصاميم في الواقع من قبل كريس ويلر، وهو صديق للزوجين الذي قام في البداية بصياغتها في بعض النصائح، ولكن انتهى الأمر بتبني المشروع بأكمله وتقديم بعض الأفكار الجديدة، مع خبرته وحرصه على تحقيق أفكار التصميم الذكي، تم تحويل منطقة بانكيت بسرعة لبناء مخبأ لتخزين الأحذية، واقترح ويلر أيضا حفظ الرفوف المفتوحة، بدلا من إغلاقها مع أبواب الخزانة، وتحويلها إلى عرض مميز.

رف الكتب الذي يبلغ طوله ستة أمتار، يحقق أقصى استفادة من مساحة السقف غير المستخدمة، كما أن لديه إضاءة ليد تعمل على طول الرف، مما يعطي الغرفة توهجا ناعما عند تشغيلها في المساء.

يقول ليتزي: "لقد تجاوز التصميم النهائي كل توقعاتنا.. التخزين حقا مثير وأنا حقا فخورة بما توصلنا له".​