لندن ـ كاتيا حداد
احتلّت نباتات مثل "السرخس" أو "Phlebodium" مركز الصدارة كقطعة فنية وديكورية داخل المنزل، إذ ظهر اتجاه سائد في السبعينات مِن جديد، وأصبح مِن السهل إيجاده في جميع غرف المنزل بما في ذلك الحمام، أو في غرفة النوم لتنقية الهواء بجوار سريرك.
أصبح المستأجرون في الألفينات يستخدمون هذا الأسلوب كطريقة سهلة ومعقولة التكلفة لإضافة لمسة جمالية إلى منازلهم، تقول نيك ساوذرن، مؤسسة شركة "Grace and Thorn" الهندسية في شرق لندن: "عندما لا تستطيع القيام بالكثير داخل منزلك بسبب التكلفة فإن النباتات هي طريقة رائعة لتخصيص المساحة الخاصة بك وإضافة لمسة فنية وجمالية".
وتضيف ساوذرن أن معظم مبيعاتها تذهب إلى النباتات المنزلية، وأن الاتجاه الحديث يظهر أيضا في حفلات الزفاف، إذ أصبحت النباتات في مركز الصدارة، لكن الأمر لا يقتصر فقط على المستأجرين، وانتقلت ساوذرن مؤخرا إلى منزل يحتاج إلى تجديد. في غضون ذلك، ملأت مساحتها الشخصية بالنباتات المميزة، وتوضح: "إنها بالتأكيد طريقة رائعة للشعور بالانتعاش في المنزل في مكان ما جديد"، كما تقول: "تنفس النباتات لتعطي للمكان حياة جديدة، لذا ستساعد في تخفيف ضغط المنزل.. إنها طريقة رائعة لجلب الشعور بالراحة والانتعاش، ولا يهم إذا كان منزلك ملحقا به حديقة، أو شرفة، أو مجرد نافذة فقط، حيث إن النباتات يمكن إضافتها في أي مكان، حتى في شقق الطابق السفلي"، فضلا عن الجاذبية البصرية، فإن النباتات المنزلية يمكن أن تفيدنا من الناحية الصحية. يقول فريدي بلاكيت، رئيس متجر باتش، وهو متجر لبيع النباتات عبر الإنترنت: "هناك فائدة صحية ضخمة من امتلاك النباتات.. نحن نستخدم باستمرار الأجهزة الرقمية، لذلك عندما يكون لدينا وقت للاعتناء بالنبات وإيقاف تشغيله تلك الأجهزة، فإنه يبدو أمر جيدًا ومفيدا لصحتنا بالتأكيد".
يتابع بلاكيت: "كما أن الوعي المتزايد بالتلوث الداخلي يلعب دورا حتى لو كنت تعيش فوق جسر علوي، فمن الأفضل لك فتح النوافذ من عدم فتحها.. التلوث الذي تسببه المواد الكيميائية في سجادتك أو الشموع المعطرة يسبب ضررا كبيرا، لكن يمكن للنباتات أن تساعد في إزالة السموم من الهواء الذي تتنفسه".
يذكر أن النباتات التي يمكن أن تعلق على الرفوف أو الشماعات تحظى بشعبية كبيرة في الوقت الراهن. يقول فران بايلي، الذي يدير "فورست"، وهو أحد مصانع النباتات في جنوب لندن، إن اثنين من أفضل مبيعياته من النباتات كانت Ceropegia woodii (سلسلة القلوب) وSenecio rowleyanus (سلسلة من اللؤلؤ) وهي النباتات التي يمكنها تنقية الجو من السموم المتراكمة، كما أن أبسط طريقة لفهم حاجات نباتات الظلّ هي معرفة المزيد عن أصولها، يعد الغالبية الكبيرة منها سهلة الرعاية في المنزل وتميل إلى أنَّ تنمو تحت أشجار الغابات الاستوائية.
أما النباتات المتسلقة مثل الكروم، وبوتس، وبيجونياس، ومرنطا، وكلاثيا، وكتينانثيس، وخيزران، ودفنباخية، وبروميلياس فتزدهر في الجو الدافئ مع الرطوبة والإضاءة الخافتة، وحركة هواء قليلة، هذه هي شروط معظم النباتات الداخلية: الدفء وبعض الشمس.
ولسكان الطابق السفلي يمكن زراعة نبات العنكبوت وموطنه الأصلي أفريقيا الاستوائية؛ حيث يبدو أفضل إذا زرع في سلة معلقة، والسنانير المعلقة في السقف تسمح لك بمد النبات بأقصى قدر من الضوء، رائع لأولئك الذين لا يملكون مساحات، أما الري فلمامًا بين تشرين الأول/ أكتوبر وشباط/ فبراير، ويمكن تجربة السرخس (كزبرة البئر) الذي يحب الظل والرطوبة.