نابلس - آيات فرحات
أوضح الباحث والمختص في شأن الأسرى، عبدالناصر فراونه، أنَّ الأمكنة والمعتقلات التي يحتجز فيها الأسرى غير مناسبة ولا تحميهم من البرد والشتاء، فالمباني قديمة والرطوبة عالية، وفي الخيام الظروف صعبة أيضًا، فهي في غالبها خيم تالفة وفيها الكثير من الثقوب، وتتسرب إليها المياه، ويكون المطر مباشر فوق الأسرى، الأمر الذي يخرِب حاجياتهم، إضافة إلى وجود شبكة كهرباء سيئة للغاية، وكثيرًا ما أحدثت تماسات كهربائية وحرائق، أدت إلى إصابة الكثير من الأسرى.
وأضاف فراونة، خلال حديث خاص لــ"فلسطين اليوم"، أنَّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تقدم للأسرى أي نوع من الملابس أو الأغطية أو الاحتياجات الطبيعية لأي إنسان خلال فصل الشتاء، وتنصّلت بشكل واضح من واجبها تجاه الأسرى، وبالتالي أصبحت كل نفقات الأسرى على حسابهم الخاص، مؤكدًا أنه من الخطأ أنَّ نبحث دائمًا عن حلول لإدخال الحاجيات عن طريق الأهالي، وإنَّ كان هذا الأمر مهم وكثير الأهمية، حتى نخفف من هموم أسرانا، لكن علينا أنَّ نضغط بشكل سياسي وقانوني، حتى لا يكون الموضوع مريح ومربح لسلطات الاحتلال، كما هو حاصل الآن.
وأكد فراونة، أنَّ إدارة السجون لم تقدم للأسرى هذه الحاجيات ولم تسمح لهيئة الأسرى أو الحكومة الفلسطينية أو الأهالي بإدخالها، هذا على صعيد الملبس، وهي أيضًا لم تقدم علاج لمن يظهر عليه أعراض الشتاء، وهي أمراض كثير وتنتشر بكثافة بين الأسرى بسبب الازدحام وازدياد الأعداد داخل الغرف، ناهيك عن منطقة الجنوب وصحراء النقب فالبرد فيها قارص جدًا، والمعاناة هناك مخيفة وتفوق معاناة السجون الأخرى، وتترك آثارها على الأسرى لما بعد فصل الشتاء من أمراض روماتيزم وغيرها.
وأشار فراونة إلى أنه "أصبحنا نبحث عن الحلول أكثر عبئًا علينا، ونريد أنَّ ندخل الحرامات والملابس عن طرق متعددة والأصل أنَّ نضغط على إدارة السجون، لكي تقدم هي بنفسها كل هذا للأسرى".
وعن الضغط على الاحتلال وعدم التوجُّه إلى المؤسسات الدولية لتحقيق ذلك، ذكر: "ليس هناك أي مانع من التوجُّه، لكن هناك كسل وسوء إدارة وعدم استخدام الأدوات السلمية في الضغط، والاهم من ذلك هو التسليم للأمر الواقع، فأصبحنا نبحث عن كيفية إدخال احتياجات الأسرى، نبحث عن النتيجة ونسينا الأصل".
وأوضح: "المطالبة بإدخال حاجيات الأسرى تنبعث من مشكلة في الخطاب لدينا، في تعاطينا مع هذه الأمور في كل ما يتعلق بالعبء الذي أصبح على الأسرى ومسؤوليات دولة الاحتلال تجاههم، أصبحنا نطالب بإدخال طبيب إلى الأسير المريض، وأدوات إلى أسير معاق، ومع ذلك إدارة السجون لا تسمح، وإنَّ سمحت يسجل هذا كانجاز لنا".
وأضاف: "من واجبنا أنَّ نسعى إلى توفير كل احتياجات الأسير، وهذا لا يمكن إنكاره لكن علينا العمل في أكثر من اتجاه، وتحديدًا في اتجاه الضغط على حكومة الاحتلال كي تتسلم مسؤولياتها تجاه الأسرى، والاتجاه الثاني جيد لو سمح للأهالي بإدخال حاجيات الأسرى لكن علينا ألا نعفي الاحتلال".
وأوضح أنه حتى وإنَّ سمح لبعض الأهالي بإدخال بعض الحاجيات إلا أنَّ هناك أسرى جدد باستمرار، ومن يصله أيّة معونة من أهله لا يحتفظ بها لوحده بل يساعد أصدقاءه من الأسرى الجدد والممنوعين من الزيارة، "ولا ننسى نقص المياه الساخنة في الشتاء داخل المعتقلات".
وأشار: "الاقتحامات ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل خطير وأصبحت شبة يومية بشكل فردي أو جماعي لغرفة أو عدة غرف، وأصبحت تستخدم معها القوة المفرطة".
ونوّه إلى أنَّ "أسرى غزة محرومون من الزيارة منذ العام 2006، وبعد إضراب العام 2012 سمح بها بتشديدات إسرائيلية كبيرة، ولا يسمح لأهالي الأسرى بأخذ معهم أي شيء للأسير حتى زجاجة الماء، في الآونة الأخيرة سمح برفع "الكنتينا" ومضاعفتها لكنه لم يطبق حتى الآن".