لندن - سليم كرم
حذر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، المواطنين البريطانيين من تزايد موجة الغضب إزاء الهجرة وانتقاد حصول المهاجرين على الوظائف في البلاد، داعيًّا إياهم إلى الاهتمام بتنمية مهاراتهم والحصول على تعليم أفضل يمكّنهم من المنافسة.ووجَّه بلير حديثه إلى البريطانيين العاطلين عن العمل قائلاً "لا تلموا المهاجرين لأخذهم وظائفكم، يجب أن تحصلوا على تعليم أفضل يسمح لكم بالعمل في العالم الحديث"، وسبق أن تعرض للنقد الشديد بسبب قراره بعدم فرض ضوابط انتقالية على المهاجرين القادمين من بلغاريا ورومانيا، وهي القضية التي يرجع إليها تخفيض الأجور في بريطانيا.
وأضاف في حديثه إلى مؤتمر تعليمي في دبي، أن تحقيق الربح من النظام الدراسي مقبول طالما يستطيع تعليم وتثقيف الأطفال بشكل جيد، متابعًا "أقول لأي شخص عاطل عن العمل في بلدي أو في أيّة دولة أوروبية أخرى ألا يلوم المهاجرين لأنهم أخذوا عمله، وأن عليه أن يحصل على التعليم والمهارات اللازمة من أجل أن يكون قادرًا على العمل في العالم الحديث".
وأكد رئيس الوزراء الأسبق أن القلق الحقيقي يكمن في تغير العالم إذا كان الناس يعتقدون أنهم لن يصلوا إلى مكان ما في الحياة وأن أجورهم ستبقى راكدة، فتصبح قضية الهجرة شماعة لتعليق المشاكل، فسواءً في أوروبا أو أميركا فهذه الورقة التي يلعب عليها اليمين في هذه الدول، بينما تكمن الحقيقة في التعليم.
وأشار بلير بشأن موضوع تحقيق الربح من التعليم، إلى أنه يؤيد هذه الخطوة طالما أن المدارس تقدم للأطفال تعليمًا جيدًا، مضيفًا: أهم شيء هو أن يحصل الأطفال على تعليم لائق في نظام دولتنا في بريطانيا، وألا يكون فقط جزءًا من تحقيق الأرباح، وأنا شخصيًا أعتقد أنه في الوقت الذي يدير فيه أشخاص المدارس على نحو فعال فهذا سيساهم في إصلاح القطاع العام ويساعد الناس الذين يحتاجون للمساعدة، والمشكلة تكمن في أن هذا الأمر ليس جيدًا على الابتكار، واعتقد أنه إذا كان لدينا مجموعة من مقدمي الخدمات المتنوعين، فهذا سيسمح لنا بأن نرى الممكن ليستطيع الناس التكيّف مع ما يناسبهم.
واعترف بأنه لا يفهم ظواهر صعود سياسيين مثل جيريمي كوربين ودونالد ترامب وبيرني ساندرز، وتابع: مثير للاهتمام في الحقيقة كل هذه الشعوبية لليمين واليسار، وهناك الكثير من الغضب حولها، ويقدم هذا الغضب الكثير من النتائج، فإذا بدأت بالحديث عن ترامب وكوربين فهذا سيأخذ الكثير من الوقت أكثر من حديثي عن التعليم.
وحثّ بلير الأشخاص الذين لا يتفقون مع قيادة كوربين لحزب العمال أن يتحدثوا علنًا وأن يفعلوا شيئًا حيال ذلك، ويشاع أن زعيم الحزب واجه انقلابًا في القيادة بعد أشهر من توليه منصبه الجديد، وسط مخاوف بأنه على خلاف مع الكثيرين من النواب في بلده، واختتم بقوله: عندما أنظر إلى عالم السياسية، فلا أعتقد أنني أفهم الكثير، فلو أننا نرغب في الابتعاد عن الشعبوية ينبغي لنا الابتعاد عن الشعوبية التي تتحكم بسياستنا فعلينا أن نخرج للعلن لنناقش الأمر.