واشنطن - سليم كرم
كشفت رسائل بريد إلكتروني تم الإفراج عنها من الحساب الخاص بهيلاري كلينتون، أن زوجة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير شيري بلير سعت إلى التوسط من اجل عقد لقاء ما بين وزيرة الخارجية الأميركية والأمير القطري الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث أرسلت بلير رسالة عام 2009 تحمل طابع السرية فحواها "كما تعرفين فإنني أمتلك روابط قوية مع القطريين، وأن ابن الشيخة موزة يبلغ من العمر 31/32 عامًا تحرص على أن يبدأ في بناء مكانة دولية، فهل من الممكن عقد لقاء ؟ أو ربما يمكن إجراء مكالمة هاتفية ؟ هل تسمحوا لي معرفة ما إذا كان ذلك الأمر يناسبكم جميعًا".
واستندت بلير في دعمها للشيخ تميم إلى أنه تم تعيينه كرئيس لبرنامج الأمن الغذائي الوطني في قطر، مشيرة إلى أنه يدرك حجم قضية الأمن الغذائي ويحب أن يعقد لقاءً شخصيًا معكم وتقصد هنا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وقتها، وذلك من أجل مناقشة هذه القضية والبحث في إمكانية عقد شراكة ما بين الولايات المتحدة وقطر.
وجاء رد كلينتون على طلب شيري بلير عقب ثمانية أيام، حيث أعربت عن سعادتها في حال أن تم عقد لقاء معه، متساءلة عن كيفية متابعة إجراءات الترتيب والوقت المتفق عليه، وأرسلت بلير رسالة أخرى في 30 حزيران/يونيو تطلب فيها من كلينتون إعطائها رقم هاتف يمكن من خلاله التواصل معها من جانب أمير قطر، مضيفة بأنها تستطيع إرسال رقم الهاتف الخاص به إليها، وبعد مرور خمسة أيام أرسلت كلينتون رسالة بريد إلكتروني إلى بلير تؤكد فيها على أنه تم التوصل إلى اتفاق من أجل عقد لقاء مع أمير قطر الأسبوع المقبل.
وأنكرت بلير في وقت سابق الإدعاءات التي تقول بأنه كان لها دور في توثيق العلاقات ما بين كلينتون والشيخة موزة، واصفة هذه المزاعم خلال الخطاب الذي حصلت عليه صحيفة "الغارديان" في تموز/يوليو بالغير دقيقة ولاتهدف سوي لإحداث الإثارة بعدما تم الإعلان عن أن بلير توسطت من أجل عقد لقاء ما بين كلينتون والشيخة موزة، ولم يصدر أي تعليق من مكتب بلير بشأن الرسالة التي تم الكشف عنها.
وتأتي رسالة البريد الإلكتروني الجديدة التي تم إرسالها في 7 من حزيران/يونيو لعام 2010 كجزء من الرسائل التي تم نشرها من خادم الإنترنت الخاص بهيلاري كلينتون بعد تسليمه إلى وزارة الخارجية ضمن التحقيقات التي تجري حول استخدامها بريد إلكتروني خاص.
وتمتلك العائلة الحاكمة في قطر عقارات في لندن بما فيها "شارد" و"هارودز"، وأكبر منزل خاص في العاصمة و 1، 2، 3 "كورنووال تراس" بجوار حديقة ريجنت، فيما تولى زوج الشيخة موزة التي تمتلك نفوذًا كبيرًا في قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم في الفترة من عام 1995 وحتى عام 2013 وتقدر ثروته بنحو 1,5 مليار جنيه إسترليني.