رائد نعيرات

أكد المحلل السياسي والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية، رائد نعيرات، أنَّ قرار المحكمة المصرية بحق حركة "حماس" هو أحد أبرز إفرازات الحالة العربية السيئة التي نعيشها.
 
وأشار نعيرات في حوارٍ له مع "فلسطين اليوم" إلى أنَّ هذا الوضع يجب أن يكون مرفوضًا لكل إنسان عربي يحب مصر أو يحب فلسطين، فالقرار لا يؤثر كثيرًا بالسلب على حركة مثل "حماس"، بل هو يزيد التطرف فيها، وفي مثيلاتها من الحركات المعتدلة سياسيًا.
 
وأضاف: "قرار كهذا سيفقد مصر القضية الفلسطينية، وهذا من الجرائم الكبرى فهي مسؤولة عن ملف المصالحة وبوابة فلسطين نحو عملية السلام. الخاسر الأول والأخير هو العالم العربي بشكل عام".
 
وأوضح نعيرات أنَّ مصر هي بوابة العالم العربي من خلال القضية الفلسطينية، و"علينا أن نكون ضد هذا الحكم لأننا نحب مصر ونحب فلسطين".
 
وتمنى نعيرات ألا ينعكس هذا القرار والحكم القضائي على سياسة مصر الرسمية، مشيرًا إلى أنَّ الواقع يقول غير ذلك، فلا يمكن أن يكون هذا قرار مستعجل، وإذا كان ذلك فهذا تخبط كبير جدًا، فعندما نتكلم عن ملف بحجم "حماس" والقضية الفلسطينية يزج به في محكمة القضايا المستعجلة، فهذا غير معقول، نحن لا نتحدث عن سارق ونريد حكمًا مستعجلًا به".
 
وبشأن طبيعة العلاقة اللاحقة بين مصر و"حماس"؛ أوضح أنَّه "إذا ثبت القرار فهذا سيُدخل الجامعة العربية في إحراج، والخاسر هو مصر فهي المتغير الوحيد، لأنَّ "حماس" باقية ما بقيت القضية الفلسطينية، ولا يعقل ألا ينطبق على السياسات، فالحكومة مجبرة على أن تتعامل مع "حماس" على أنَّها متطرفة".
 
وأكد أنَّ الأوروبيون لم يستيقظ ضميرهم فجأة ليراجعوا وضعهم لـ"حماس" على قائمة التطرف، بل إنَّهم وجدوا أنَّ تدخلهم في القضية الفلسطينية، والحفاظ على مصالحهم في المنطقة يجبرهم على تعاملهم مع "حماس"، وعدم إدراجها على قائمة التطرف فكيف لمصر؟، متسائلًا: وماذا سيكون دورها في أي صفقة لتبادل الأسرى أو أي صفقة للسلام في المنطقة؟.
 
وأشار نعيرات إلى أنَّ المصالحة بحاجة إلى جهد فلسطيني داخلي قوي، وجهد من المحيط قوي أيضًا، لأنَّ أحد معوقات المصالحة هو الواقع العربي، وهذا القرار سيصب الزيت على النار، فكيف للسلطة أن تتصالح مع "حماس" وتدخلها البيت الفلسطيني، في ظل هكذا قرار، مشددًا على أنَّ المصالحة ليست فتح معبر رفح إنما هي إعادة تصويب للسياسة الفلسطينية العامة.
 
وتعليقًا على زيارة الأمين العام لحركة "الجهاد" الدكتور رمضان عبد الله شلح ونائبه الأستاذ زياد النخالة، إلى مصر؛ قال المحلل : لا أرى أنَّ هناك فرقًا كبيرًا بين "الجهاد" و"حماس"، ولكن لعبة التفرقة يجب أن تبقى حاضرة في السياسة، ولو كنت صانع قرار في مصر وأردت اتخاذ موقف هكذا، فمنطقيًا يجب أن أقوي علاقتي مع "الجهاد".
 
وأضاف: "لا اعتقد أنَّ "الجهاد" لديه الاستعداد للذهاب إلى هذا السجال، وكثير من تصريحات قادة "الجهاد" تؤكد أنَّ الزيارة كان مُعدًا لها مسبقًا ولم تكن وليدة اللحظة، ولو كانت كذلك لرفض قادة "الجهاد" الذهاب، لأن الكل الفلسطيني يدرك أن "حماس" جزء كبير من الشعب الفلسطيني، وهي ليست حركة سطحية تنتهي بقرار أو حرب، فإسرائيل شنَّت عليها 3 حروب ولم تستطع القضاء عليها".