ديفيد كاميرون يزور عائلة سورية من اللاجئين

أكّد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنّ إجمال المساعدات البريطانية التي قدمتها بلاده من أجل دعم اللاجئين وإبعادهم عن مخاطر الهجرة غير الشرعية بلغت قيمتها حوالي مليار يورو جرى ضخها إلى المنطقة منذ عام 2012، في أعقاب الحرب التي اندلعت في سورية.

وبيّن كاميرون خلال زيارته مخيم اللاجئين في وادي البقاع التابع للأمم المتحدة، أنّ هذه الإعانة عملت على تمويل مخيمات اللاجئين في المنطقة، الأمر الذي نتج عنه أنّ نسبة 3% فقط من إجمال 11 مليون لاجئ سوري هم من طلبوا اللجوء إلى أوروبا.

وسافر رئيس الوزراء البريطاني، بواسطة مروحية "شينوك" إلى مطار بيروت ثم انتقل بعد ذلك إلى مخيم اللاجئين التابع للأمم المتحدة في وادي البقاع، الذي يبعد عن الحدود السورية مسافة تقل عن ميل واحد، وسط إجراءات أمنية مشددة. وتهدف الزيارة إلى دعوة الأمم المتحدة للتركيز على مساعدة اللاجئين في المنطقة، والتي تأتي بالتزامن مع إعلان تعيين النائب عن حزب "المحافظين"، ريتشارد هارينغتون ليكون مسؤولاً مسؤولية كاملة عن اللاجئين السوريين.

وعلى خلفية الزيارة التي قام بها كاميرون إلى لبنان، فإن وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي أكدت على أهمية إبلاغ وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، عدم وضع حد لأعداد اللاجئين الوافدين إلى أوروبا، مع إعادة توزيع 160 ألف لاجئ حول أوروبا، لكنها أوضحت في الوقت ذاته أن بريطانيا ليست ملزمة بالاشتراك في ذلك التوزيع، وفقاً لمعاهدة "لشبونة".

ووُجهت إلى كاميرون دعوة أثناء وجوده في وادي البقاع من أجل زيارة أحد المخيمات التي تقبع داخلها أم تعيش رفقة أبنائها وعددهم 10 أطفال، ومن داخل المخيم تحدث رئيس الوزراء البريطاني عن أهمية الإعانة المقدمة للاجئين، مضيفًا أنه "لولا هذه المساعدات لكان هناك المزيد من مئات الآلاف ممن قد يخاطرون بحياتهم لبلوغ أوروبا"، وأبرز أنّ هذه الأموال تعد جزءاً من نهج شامل يسعى إلي معالجة أزمة الهجرة في المنطقة، ويبقى الهدف هو المساعدة في إحلال السلام والوصول إلى سورية آمنة ومستقرة.

ودعا رئيس الوزراء باقي الدول الأوروبية لكي تحذو حذو بريطانيا التي تعد ثاني أكبر مانح للمساعدات في المنطقة بعد الولايات المتحدة، مضيفاً أنه لابد من توفير المزيد من المال لهؤلاء اللاجئين من أجل توفير الحماية اللازمة لهم إلى جانب توفير المواد الغذائية الأساسية والمياه فضلاً عن تعليم الأطفال السوريين المتواجدين في لبنان وأي مكان آخر وهو أمر مهم للغاية.

وتأتي زيارة كاميرون الرسمية إلى مخيم اللاجئين في لبنان، والتي تمتد إلى يوم واحد بعد أسبوع من إعلان بريطانيا قبول 20 ألف لاجئ من المخيمات في الدول المجاورة لسورية في أعقاب الصورة المأساوية التي تداولتها مواقع الإنترنت للطفل آلان كردي البالغ من العمر ثلاثة أعوام الذي قذفت به الأمواج غارقًا، إلى أحد الشواطئ التركية بعدما باءت بالفشل محاولات أسرته في الوصول إلى اليونان.

وأعلنت ألمانيا، الأحـد، ترحيبها باللاجئين السوريين وأعادت فتح الحدود مع النمسا لاستقبال المزيد منهم بعدما أعلنت في وقت سابق عدم قدرتها على تحمل هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن خلالها ديفيد كاميرون عن أهمية المساعدات المقدمة من بريطانيا لصالح دعم مخيمات اللاجئين، فقد ذكر في وقت سابق خلال زيارته إلى مدريد أن مساعدات إضافية من بلاده بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني سيتم ضخها في المنطقة.

يذكر أن مخيمات لبنان تستضيف نحو 1.1 مليون لاجىء سوري، على الرغم من أن القدرة الاستيعابية المقررة لمخيمات اللاجئين الرسمية تستضيف 450 ألف لاجئ فلسطيني، وفي مخيم وادي البقاع هناك 500 شخص من بينهم الكثير من الأطفال يعيشون داخل الخيام البالغ عددها 90 خيمة.

وتوجه ديفيد كاميرون إلى بيروت من أجل زيارة مدرسة يتلقى فيها لاجئون سوريون التعليم إلى جوار الأطفال اللبنانيين.