لندن ـ كاتيا حداد
أوضح وزير العمل ساجد جاويد، الأحد أنه يجيب على المسلمين البريطانيين بذل المزيد من الجهد لمواجهة الأفكار المتطرفة، بما في ذلك الأئمة المتطرفين الذين يرفضون إدانة هجمات "داعش". وحذر أقدم مسلم منتخب في بريطانيا جاويد، من كون "المتطرفين غير العنيفين" يسهلون تجنيد الأطفال البريطانيين، مؤكدًا على دور الآباء في القلق بشأن دور المساجد في التأثير على أطفالهم، ويتزامن هذا مع تصريح ديفيد كاميرون بأن كثيرًا من المسلمين البريطانيين يتغاضون بهدوء عن المتطرفين.
ويناشد الوزراء الأسر للتحدث مع أبنائهم لمواجهة الأفكار السامة التي يتم زرعها في عقول الأبناء، والتي تدفع الكثير منهم إلى الانضمام لصفوف "داعش"، مشيرين إلى ضرورة إيقاف إلقاء اللوم على الشرطة والأجهزة الأمنية من قبل الآباء بسبب فشلهم في منع المراهقين البريطانيين من السفر إلى سورية، وطالبت السلطات الآباء بحث أبنائهم على التوجه إلى الشرطة والأجهزة المعنية في حالة قلقهم من التعرض لخطر التطرف. وكشف جاويد عن ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل المسلمين البريطانيين لمواجهة أفكار "داعش" المتطرفة، وإدانة الفظائع المتطرفة التي ترتكبها مثل مجزرة تونس التي راح ضحيتها 30 بريطانيًا.
وأفاد جاويد لأحد البرنامج "إذا كنت أبًا مسلمًا وأرسلت أطفالك إلى المسجد، إذا لم يدين إمام هذا المسجد الأعمال المتطرفة التي حدثت في تونس فيجب عليك أن تسأل نفسك عن سبب ذلك، وما السبب الذي يمنع الإمام من إدانة مثل تلك الأعمال، هذه هي الأسئلة التي يجب أن يسألها المسلمين لأنفسهم، لأن ما يرتكب يتم باسم دين الرحمة والسلام، ولكن يتم تغيير هذه المبادئ وتطويعها بأفكار سامة، ولا يمكن أن نسمح باستمرار ذلك".
ويذكر أن جاويد ولد في روتشديل في انكشاير، ووالده يعمل سائق حافلة من باكستان، ونشأ في بريستول، وشدد جاويد على عدم وجود فاصل بين كونك مسلمًا أو مواطنًا بريطانيًا، مضيفًا "يمكنك أن تكون مسلمًا وبريطانيًا على حد سواء وهناك ملايين من المسلمين يفعلون ذلك يوميًا". وبيّن جاويد أن المشاكل التي يواجهها المجتمع الإسلامي تغيرت، مفيدًا "عندما كنت شابًا كمسلم بريطاني صغير في بريطانيا لم يكن الفكر المتطرف موجودًا بهذا الشكل ولم يكن الأمر قضية خطيرة، لقد تغير الأمر على مدار أعوام عدة، أعتقد أن رئيس الوزراء كان على حق عندما تحدث عن ضرورة مكافحة التطرف ثم مكافحة الأيديولوجية، فالأمر لا يتعلق بالقوة العسكرية فقط، أعتقد أن هناك الكثير من الناس مما يمكن أن نسميهم متطرفين غير عنيفين يغذون هذا الفكر المتطرف ويتأثرون فيه، قد لا يتفقوا مع التطرف نفسه لكنهم يتأثرون بالسرد والحكي".
وأضاف جاويد "يجب علينا أن ندرك حجم التخريب والدمار الذي يتسبب فيه هؤلاء، الأمر يشبه كما لو أنك تأخذ شابًا مراهقًا إلى باب التطرف، ثم تبدأ بإجراءات التجنيد، الذي سيصبح أمرًا أكثر سهولة في تلك الحالة، فيكفى أن تشير لهم إلى الدخول في هذا الاتجاه بعد شحذ أفكارهم، لذلك يجب على الجميع وخصوصًا المسلمين التحدث إلى هؤلاء الشباب الصغار غير المتطرفين، ماذا يفعلون هؤلاء حاليا، إنهم ينشرون هذا الفكر المتطرف إنهم يسيؤون إلينا ويسيؤون لأنفسهم، لابد من إيقاف ذلك، يجب على الجميع بما في ذلك مسلمي بريطانيا التعاون لمكافحة هذه الأيديولوجية السامة".
من جانبها أبرزت وزير الداخلية تيريزا ماي، الشهر الماضي أنه يجب على الآباء إخبار الشرطة في حالة كان أبنائهم عرضة لخطر أن يصبحوا متطرفين، وفي أعقاب مذبحة تونس حذرت ماي من صعوبة إيقاف ما وصفته ب "الذئب الوحيد" من قبل وكالات الاستخبارات والشرطة بمفردهم، خصوصًا وأن تلك الهجمات تتم من خلال أفراد راديكاليين على الانترنت.