سيرغي رولدوغين ( علي اليمين )الرئيس الروسي فلاديمير بوتين( علي اليسار)

كشفت بيانات مالية مسرّبة عن شبكة من الصفقات الخارجية السرّية وقروض ضخمة بقيمة 1,4 مليار جنيه إسترليني تشكّل حلقة تبدأ وتنتهي عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبينّت التسريبات الهائلة للوثائق كيف أن أقرب أصدقاء الرئيس الروسي وهو سيرغي رولدوغين وكذلك الرجل الذي يترأس بنك روسيـا يوري كوفالتشوك على صلة بحركة الأموال في الخارج. وأرسل بنك روسيا الذي يمتلك فيه رولدوغين حصة بنسبة 3,2 بالمائة  تعليمات إلي محاميين سويسريين تواصلوا مع شركة موساك فونيسكا Mossack Fonseca البنمية للإستشارات القانونية والمحاماة، ليتم بعدها تأسيس شركة خارجية ساندالوود كونتينينتال المحدودة Sandalwood Continental Ltd في جزر فيرجين بريتيش وشركات خارجية أخرى لها علاقة برولدوغين.

ولكن المال بعدها وجد طريقه إلي روسيا عبر شركة أوزون Ozon والتي تم إقراضها 11,3 مليون دولار من قبل ساندلوود Sandalwood في 2010 / 2011. وتعد أوزون هي المالك لمنتجع التزلج الخاص إيغورا الواقع خارج سان بطرسبرغ St Petersburg والذي أحيت فيه كاتيـا إبنة بوتين حفل زواجها وفقاً لصحيفة الغارديان.

ولم يأت إسم بوتين ضمن الوثائق المسربة، إلا أن أصدقاءه والمقربين منه حصلوا علي ملايين من الجنيهات من خلال صفقات سوف يكون من الصعب تأمينها من دون رعايته. أما رولدوغين وهو محترف الموسيق فيقال بأن الثروة تراكمت لديه مع سيطرته علي أصول بقيمة لا تقل عن 100 مليون دولار.

وكشف مسؤول روسي بارز الإسبوع الماضي عن كيفية إستعداد الكرملين للفضائح المزعومة التي  تحاك ضد الرئيس فلاديمير بوتين بشأن ثروته السرية. ورفض المتحدث ديمتري بيسكوف وهو أحد أقرب مساعدي الرئيس الاتهامات ووصفها بأنها كاذبة وتأتي بناء علي دوافع سياسية حتي قبل نشرها، مشيراً إلى عدد من الخدمات السرية الأجنبية هي من تقف وراء هذه الإدعاءات التي تقول بأن بوتين قد جمع ثروة شخصية سرية تجاوزت 28 مليون جنيه إسترليني ( أي ما يعادل 40 مليون دولار ).

وحصلت الصحيفة الألمانية زود دويتشه تسايتونج Süddeutsche Zeitung على السجلات من مصدر مجهول، وتشاركها الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين مع صحيفة الغارديان وهيئة الإذاعة البريطانية. وإن كان ليس هناك أي شيء غير قانوني حول استخدام الشركات الخارجية، إلا أن الملفات تثير تساؤلات جوهرية حول أخلاقيات مثل هذه الملاذات الضريبية، ومن المرجح أن تثير نداءات عاجلة لإصلاح النظام الذي يقول منتقدوه بأنه غامض وعرضة للانتهاكات.

ومن بين القادة الذين تتراكم لديهم الثروة في الخارج نواز شريف رئيس وزراء باكستان، وكذلك إياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت الأسبق والنائب السابق لرئيس العراق، إضافةً إلي بيترو بوروشينكو، رئيس أوكرانيا، فضلاً عن علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، وكذلك رئيس وزراء أيسلندا سيغموندور ديفيد غونلوغسون. وتغطي البيانات ما يقرب من 40 عاماً بدايةً من عام 1977 وحتي نهاية عام 2015