واشنطن ـ يوسف مكي
كشف دونالد ترامب أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون في بريطانيا دفعوا البريطانيين إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي وتنبأ بأن يتخذ الأميركيون خيارًا مماثلًا في نوفمبر/ تشرين الثاني، وأوضح أن الرئيس الذي حاضر في أبريل/ نيسان في بريطانيا قائلا للبريطانيين أنهم يجب أن يظلوا داخل الاتحاد الأوروبي محذرا إياهم من عواقب اقتصادية وخيمة إذا ما تركوا الاتحاد وكلينتون التي ربما تخلفه في الرئاسة أساءوا مزاج العالم الحر، وبالتزامن مع إعادة افتتاح ملعب للغولف في غرب اسكتلندا، أضاف ترامب في إشارة إلى كلينتون : "إنها دائما تفسد كل شئ"، وحث أوباما وكلينتون البريطانيين للتصويت مع البقاء داخل الاتحاد والذي خسر بفارق 52-48 صوتا، وبيّن ترامب الذي لم يخبر الناخبين ماذا يفعلون أنه إذا كان الأمر بيده فسوف يختار إخراج بريطانيا العظمى من بروكسل، ولفت ترامب إلى أن أوباما يملي على العالم ما ينبغي القيام به باستمرار لكن العالم لا يستمع إليه ويتضح ذلك من خلال التصويت، مضيفا " في الواقع أعتقد أن توصياته تسببت في الفشل".
ويُعتقد أن ترامب سيستخدم خروج بريطانيا في مواجهة كلينتون كدليل لإثبات أن الدبلوماسية الأميركية لم تعد على معرفة بالتغيرات التي تحدث من حولها في ظل اشتعال العملية الانتخابية في أميركا، وأضاف ترامب بشأن دعم كلينتو لعدم خروج بريطانيا "السبب الوحيد الذي جعلها تفعل ذلك هو أن أوباما أراد ذلك/ ولكن إذا كان أوباما دعم خروج بريطانيا كانت ستفعل مثله، إنها تفعل ما يريدها أن تفعله"، وأشار ترامب إلى ان كلينتون دائما تتخذ صف أوباما لأنها تخشى لائحة اتهام اتحادية بشأن الوثائق السرية التي وجدت العام الماضي في رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها، وتابع ترامب " أنا مندهش لأن يصل الرئيس أوباما إلى هنا بمنتهى الجرأة ليخبر الناس ما يجب أن يقوموا به، وأعتقد أن الكثير من الناس لا يحبونة وأن الناس صوتوا بالفعل، وربما كانت تصريحاته السبب في تصويتهم، أعتقد أنه أمرغير مناسب ثم جاءت كلينتون وكررت نفس الشيء، ومن الواضح للمرة 219 أنهما مخطئين، إنهم دائما مخطئين وهذه هي مشكلتهم"، وأوضح ترامب للصحافيين أنه يرى هناك تواز كبير مع رسالته بالعودة للوطن مضيفا " أحب أن أرى الناس يستعيدون أوطانهم وهذا ما يحدث في بريطانيا، الناس يريدون بالفعل استعادة وطنهم وأن يكونوا مستقلين" في إشارة إلى موجة المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا بريطانيا من المكسيك، وأردف ترامب " الناس يريدون أن يروا الحدود إنهم لا يريدون أن يتدفق أشخاص إلى بلادهم لا يعرفون من يكونوا".
وتحدث ترامب من منتجعه الأسكتلندي مرتديا قبعة بيضاء كتب عليها " اجعل أميركا عظمى مرة أخرى" وأثنى على الموظفين الذين أعادوا بناء الفندق في الموقع وأعادوا تصميم أجزاء كبيرة من ملعب الغولف حيث لعبت بطولة بريطانيا المفتوحة، وظهر في حديث ترامب مُحتج وحيد اخترق الطوق الأمني مرتديا سترة ترامب تروبيري، وقذف ببعض كرات الغولف الحمراء التي تحمل إشارة الصليب المعقوف النازي على قدم ترامب معلنا أنهم الكرات الجديدة في ملعب الغولف، ثم قال المُحتج " أسف سيد ترامب لقد نسيت أن أسلمهم إلى يدك" بينما يحمل في يده المزيد من الكرات ورصد من حوالي 150 كاميرا تركز عليه، بينما قال ترامب " أخرجوه" ما دفع قوات الأمن لنقله بعيدا، ويجعل حق التجول في اسكتلندا من الصعب على السلطات تأمين المساحات الخارجية، وأفاد موظفو الأمن للناشطين المعارضين لترامب أن المشي إلى ملعب الغولف حق لنا دون منازع.
وأفاد ترامب أنه لم يشعر بالمفاجأة عندما يرى الاتحاد الأوروبي يتفكك قائلا "إنه في طريقه إلى ذلك وسنرى ما سيحدث"، موضحا أن أصدقاءه الألمان الذين اعتادوا أن يفخروا ببلادهم يفرون الأن من وطنهم بسبب موجة المهاجرين الذين رحبت بهم المستشارة أنغيلا ميركل، مضيفا " إنها فكرة عظيمة لبناء مناطق آمنة في سورية" لكنه انتقد أوروبا لاحتضان اللاجئين، وتنبأ أن الأميركيين سيعارضون حكومتهم في إدخال اللاجئين إلى بلادهم بالآلاف وهم لا يعرفون من يكونوا ، وتابع ترامب " عندما يتدفق الناس إلى البلاد وهم لا يعملون إما بسبب الجريمة أو أشياء أخرى فلا يمكن توحيد البلاد من خلال إجبار الناس على تقبل هذا الوضع على أعناقهم"، وتوقف ترامب عند فكرة أن ولاية تكساس وفيرمونت وغيرهم من الولايات الأميركية مستقلة التفكير ربما تحذو حذو التصويت للخروج وتبدء حركة انفصالية حسنة، ورافق ترامب في رحلته ابنته إيفانكا ونجله أريك وأزواجهم وابنه داونالد وحفيده كاي ماديسون ترامب، بينما بقيت زوجة ترامب ميلانيا في المنزل في نيويورك وفقا لحملته.
وسيطرت أنباء التصويت لخروج بريطانيا على الحدث صباح الجمعة، ووصف ترامب التصويت بأنه تاريخي خلال مؤتمر صحافي، حيث اختار 52% من الناخبين الخروج من الاتحاد الأوروبي وإرسال قيمة الجنيه البريطاني إلى السقوط الحر وهلع المستثمرين في جميع أنحاء العالم، ولكن بالنسبة لترامب يعتبر الألم هو ثمن للحرية وأن هبوط قيمة الجنيه البريطاني ربما تجلب معها دفعة للسياحة في جميع أنحاء بريطانيا العظمى، وأفاد ترامب في بيان له أنه إذا أصبح رئيس الولايات المتحدة الأميركية فإنه سيعزز العلاقات الحرة والمستقلة مع بريطانيا مضيفا " سنعمق علاقاتنا في التجارة والثقافة والدفاع المشترك، وسيكون العالم كله أكثر سلاما واستقرار عندما تتحد الدولتان والشعبان تحت إدارة ترامب، هيا أتي يا نوفمبر حتى يحصل الشعب الأميركي على فرصة لإعادة إعلان الاستقلال، وسيكون لدى الأميركيين فرصة للتصويت بشأن التجارة والهجرة والسياسات الخارجية التي تضع مواطنينا أولا، وأتمنى أن تراقب أميركا ذلك".
وأضاف ترامب أنه إذا كان الأمر بيده فإنه سيختار التصويت للخروج وهذا ما حدث، في حين دعم الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون البقاء داخل الاتحاد في الاستفتاء المثير للجدل، وأيا كان الرئيس الأميركي الجديد فإنه سيضطر إلى بناء الجسور مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد، حيث أفاد ديفيد كاميرون الجمعة أنه سيتنحى من منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول تاركة الوزارة لرئيس الوزراء الجديد لإدارة العلاقات البريطانية المفككة مع بروكسل لمدة عامين، في حين قدمت اسكتلندا وهي الأرض التي ولدت فيها والدة ترامب خلفية سياسية مختلفة حيث صوت الناخبون بقوة ضد مغادرة الاتحاد الأوروبي بفارق 62-38 صوتا، ومن المتوقع أن يعقد مواطنوها تصويت ثان مستقل من تلقاء أنفسهم وربما ينسحبوا من بريطانيا وينضموا للاتحاد الأوروبي كمنطقة منفصلة، وتابع ترامب الجمعة "هذا الأمر متروك لشعب أسكتلندا"، لكنه ذكر في وقت سابق " لا أعرف كيف يريد هؤلاء الناس المرور بذلك مرة أخرى".
ووقف مجموعة من المحتجين في طريق ترينبري بالقرب من حدث الجمعة وأحدهم ممسكا بلافتة صغيرة كُتب عليها " استمع إلينا وعد إلى ديارك"، وأوضح ترامب متفاخرا أنه على الرغم من التوقعات بآلاف المتظاهرين ظهر فقط 43 منهم فقط، مضيفا " قمنا بعدهم، لقد قالوا أنه سيكون هناك آلاف"، ويعد ترامب ترونبيري واحد من تسعة أماكن يعقد فيها ترامب المرشح الجمهوري أحداثه ومؤتمراته الصحفية عام 2015 و2016 بما في ذلك مجموعة ملاعب الغولف وبرج ترامب ونادي بالم بيتش في فلوريدا وفندق تحت الإنشاء في واشنطن العاصمة، ومن المتوقع أن يظهرترامب السبت في ملعب آخر للغولف في ابردين والذي يستغرق 5 سعات قيادة بالسيارة إلى الشمال الشرقي،
وتصلّب ترامب عندما سُئل عن سبب وجوده في اسكتلندا بدلا من إجراء حملته الانتخابية في الولايات المتحدة قائلا " لأنني أدعم أولادي" وكان أبناء ترامب وخاصة إريك مسؤولا عن إعادة تطوير العقار الذي يملكه ترامب هناك، وأردف ترامب " هذا قليلا مما سنفعله للولايات المتحدة، وأشكو من البنية التحتية للبلاد فالجسور والطرق كارثية، إنها أماكن يجب أن يتم إصلاحها ولا أحد يعرف كيفية إصلاح الأمور مثلي"، وأوضح ترامب أن حملته ضد السيدة كلينتون بدأت لتوها، مضيفا " حتى في ولاية أوهايو وبنسلفانيا فالاستطلاعات قريبة للغاية، إنها تنفق الكثير من المال ونحن أيضا".