الرئيس باراك أوباما

تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما في دعم قوي للمسلمين الأميركيين الذين قال عنهم " يثرون حياتنا يوما بعد يوم" في أول احتفال بالعيد في البيت الأبيض الخميس، حيث كسر أوباما تقليد استضافة مأدبة الإفطار السنوي وهي وجبة مسائية خلال شهر رمضان حيث يكسر المسلمون صيامهم للاحتفال بختام الشهر الإسلامي الفضيل، فيما حضر أكثر من 100 مسلم أميركي الحدث للاحتفال بالعطلة بينهم زوجة محمد علي لوني وستة من أبنائها، وبدأ أوباما كلماته بالإشادة بالعظيم  محمد علي الذي توفي في شهر رمضان قائلا للحشود "فخورًا بلونه الأسمر علمنا البطل أن أهم شيء في الحياة أن نكون أنفسنا"، وأوضح أوباما أنه يرغب في أن يكون اليوم تذكيرًا بأن المسلمين كانوا دائما جزءًا من أميركا، وتابع, "لأكثر من قرنين من الزمان ساعد المسلمون من كل الخلفيات العربية والآسيوية والأفريقية واللاتينية البيض والسود في بناء أميركا، كمزارعين وتجار وعمال مصانع ومهندسين معماريين ومعلمين وقادة مجتمع، لقد أثرى المسلمون الأميركيون حياتنا يوما بعد آخر"، واحتفل الرئيس بالأطباء قائلًا " نحن نثق في حياتنا ورجال الأعمال الذين خلقوا فرص عمل والفنانين الذين ألهمونا".

واحتفل أوباما أيضا بالرياضيين أمثال المبارزة الأميركية ابتهاج محمد التي قال عنها إنها ارتدت الحجاب بفخر أثناء تمثيلها لفريق الولايات المتحدة في أولمبياد ريو، وقدم أوباما تحية خاصة لنائب القائد العام للشرطة مالك عزيز من قسم شرطة دالاس والمحارب المخضرم من الحرب العالمية الثانية الشيخ نظيم عبد الكريم، قائلًا "دعونا نكون واضحين المسلمين الأميركيين وطنيين ومندمجين من الأميركان باعتبارهم أعضاء آخرين في الأسرة الأميركية، وسواء ما إذا كانت عائلتك هنا منذ أجيال أو وصلت للتو فأنت جزءًا أساسيًا من نسيج بلدنا".

وكان خطاب أوباما على وشك اتخاذ منحى خطيرًا ومناقشة الوقت العصيب الذين يواجهه المسلمين الأميركيين، وبدأ الحشد في أنشودة ارتجالية صائحين " 4 سنوات أخرى، 4 سنوات أخرى"، وضحك أوباما وهم يهدئهم قائلًا " لا تقولوا ذلك ميشيل ستأتي إليكم وتأنبكم"، وتطرق أوباما إلى حقيقة أن المسلمين الأميركيين لا يخافون فقط من تهديد الإرهاب مثل نظرائهم من المواطنين لكنهم أيضا يخافون من أن مجتمعاتهم هي من تتحمل مسؤولية ذلك، وأشار أوباما إلى الرسالة المفجعة التي تلقاها من الفتاة عائشة عثمان (15 عامًا) وهي مواطنة في ولاية أوريغون والتي أختيرت لتقديم الرئيس بعد كتابتها رسالة إلكترونية عن تجربتها، وأضاف أوباما " قالت لي: هناك لحظات في حياتي كنت أريد فيها خلع الحجاب وأن أترك هويتي ورائي حتى أستطيع أن أتعايش مع أقراني، هذه أميركية صغيرة طامحة تعيش الخوف بسبب دينها".

وقالت عثمان للحشد أنه باعتبارها أفريقية أميركية مسلمة فإنها توصف بكونها إرهابية، مضيفة " ما لا يعرفه هؤلاء الناس أنني فخورة بكوني أميركية، أنا أعلم أنني مستقبل هذا البلد الذي أحبه"، وأخبر أوباما الشباب من الحضور " أريدكم أن تعلموا شيئًا واحدًا, هو  نحن نراكم ونؤمن بكم، وعلى الرغم مما تسمعونه أحيانا عليكم أن تعرفوا أنكم جزءًا مهم في العائلة الأميركية، وليس هناك شيء لا يمكنكم فعله"، ولم يذكر أوباما ترامب اسما لكنه أشار إلى أنه من الخطأ إخراج المسلمين الأميركيين، حيث دعا ترامب إلى فرض حظر كامل على دخول المسلمين إلى البلاد عقب مذبحة سان برناردينو في ديسمبر/ كانون الأول من قبل اثنين من أنصار داعش.

وأردف أوباما " إبعاد المسلمين الأميركيين يغذي كذبة الإرهابيين بأن الغرب بطريقة أو بأخرى في حالة حرب مع الدين الذي يضم أكثر من مليار من الأتباع، وهذا ليس أمنا قوميا ذكيا"، ودعا الرئيس جميع الأميركيين إلى رفض الكراهية قائلا " المسلمون الأميركيون وجميع الأميركيين يجب أن يرفضوا التمييز، ويجب عليهم أن يجيبوا من يبثون الكراهية أو يقترحون بطريقة أو بأخرى تفسيراتهم التي تبرر العنف، وسوف ننتصر في مواجهة، لكننا سننتصر من خلال العمل معا وليس بتقسيم بعضنا البعض".