واشنطن - فلسطين اليوم
علّق وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو، على سرّ اختياره إيران كمحور أوّل خطاب رئيسي له بشأن السياسة الخارجية، وأكّد على أن أميركا قادرة على تقديم الدعم للاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران، كما بيّن سعيه للضغط على طهران للوصول إلى الرهائن الأميركيين.
قال وزير الخارجية الأميركي الجديد: "اعْتَبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ إيران تُشكّل تهديدا خطيرا على استقرار الشرق الأوسط، وبالتالي على الأمن القومي الأميركي، كما ينظر إلى حالة الشعب الإيراني ويعتبر أنّ الولايات المتحدة قادرة أن تساعد على إحداث تغيير في هذه الحالة.. لطالما اعتبر أنّ الاتفاقية التي أبرمتها الإدارة السابقة لم تخدم أيا من هذه المصالح، أي مصالح الشعب الإيراني أو الاستقرار في الشرق الأوسط أو حتى المصالح الأميركية بصراحة، لذا كان هذا الموضوع يمثل أولوية بالنسبة إليه، وبالتالي كنت أرغب في أن أغتنم الفرصة في الأسابيع الأولى من ولايتي كوزير للخارجية لتوضيح رؤية الرئيس ترامب لطريقة تحسين الأمور في كل من هذه الحالات الثلاث".
النظام الإيراني أنفق أطنانًا من المال على برنامجه النووي
وتحدّث مايك بومبيو عن الهدف النهائي للإطار الأمني الجديد المقترح، قائلا: "النظام الإيراني كان ينفق أطنانًا من المال على برنامجه النووي وأرادت وضع حد لذلك، هذا هدف نبيل وجيد وجدير بالاهتمام، لكنّ التهديد الذي تمثّله إيران أكبر بكثير من ذلك.. تطلق إيران الصواريخ نحو دول إسلامية وتسلب حقوق الإنسان من شعبها".
وأضاف مايك بومبيو أنّ "الرئيس ترامب يهتمّ إلى حد بعيد بهذه الأمور كلها، لذا تتمثل رؤيته بالعودة إلى البداية وتحديد ما نعتبره أفكارا أساسية.. لسنا نطلب الكثير من القيادة الإيرانية، بل نطلب منها أن تتصرف مع شعبها كقيادة عادية: لا تنهبوا شعبكم ولا تهدروا أموال شعبكم على هذه المغامرات في سورية واليمن ولبنان والعراق والقائمة تطول.. قوموا بقيادة شعبكم وبناء أمة عظيمة واستخدموا الموارد التي لديكم لتحقيق هذا الغرض.. هذا كل ما نسعى إليه بكل بساطة".
أميركا هدفها تحديد شروط تتصرف إيران بموجبها كدولة عادية
وبيّن وزير الخارجية الأميركي أن "ترامب طلب من إيران أن تتوقّف عن نشر الإرهاب في مختلف أنحاء العالم وبناء الميليشيات في العراق وعدم إرسال الأموال الإيرانية والمواطنين الإيرانيين الذين يفقدون حياتهم في سورية.. هذا أمر غير مناسب لأمن الشرق الأوسط ومسيء للبلاد.. إذن يتمثل هدفنا بتحديد شروط تتصرف إيران بموجبها كدولة عادية. وإذا قاموا بذلك، إذا... لست أتحدث هنا عن الشعب الإيراني. أتحدّث عن القادة الإيرانيين الذين تولوا السيطرة وخلفوا هذا الضرر. إذا تمكننا من تهيئة الظروف التي تجعلهم يكفون عن ذلك، سيحقق الشعب الإيراني نجاحا كبيرا وسيجري الأميركيون زيارات إلى هناك وستجمعنا مختلف الأمور الرائعة التي نقوم بها عندما يكون لدينا أصدقاء وحلفاء وليس أطرافا تمثل خطرا على بلدنا".
وتحدّث بومبيو عن الشرط الذي يقضي بأن تسمح إيران بعمليات تفتيش للمواقع العسكرية، قائلا: "هذا صحيح.. في ما يتعلق باستخدام المواد النووية في إيران، وتماما كما فعلنا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لا نعتقد بأنه من المناسب أن تمتلك إيران القدرة على إنتاج المواد الانشطارية أو تخصيب اليورانيوم أو أن تمتلك منشأة بلوتونيوم. ما من مشكلة إذا كانت ترغب في برنامج سلمي للطاقة النووية، لكنهم يستطيعون استيراد تلك المواد. تقوم الدول الأخرى بذلك ويناسب هذا الاستيراد العديد من البلدان حول العالم، وينبغي أن تتم عمليات تفتيش لكي نحقق ذلك ونرتاح للوضع، وستشمل هذه العمليات عمليات تفتيش للمواقع العسكرية ومختبرات البحوث ومختلف الأماكن التي كانت تشكل في السابق جزءا من برنامج إيران".
أميركا قادرة على تقديم الدعم للاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران
وأوضح بومبيو أن أميركا تستطيع دعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مختلف أنحاء إيران، وبيّن بومبيو قائلا: "لا شك في أننا نستطيع أن نقدم لهم الدعم المعنوي.. أعتقد بأنه من المهم أن يتخذ الشعب الإيراني هذه القرارات بنفسه. هذه الاحتجاجات مستمرة منذ أشهر، بعضها صغير جدا وبعضها أكبر، وغالبا ما تتسق مع ما شرحته الأسبوع الماضي.. كيف يتم توزيع هذه الثروة على قاسم سليماني وليس على المواطنين العاديين في جنوب شرق إيران أو في طهران أو في أي مكان قد يكونون فيه. يتم تبديد هذه الثروة بحيث يرسل المواطنون الإيرانيون العاديون شبابهم ليقاتلوا ويموتوا ويعيشوا حياة غير آمنة ولا مترفة بقدر ما كان سيحصل إذا غيرت إيران سلوكها بكل بساطة".
وعبّر عن تأييده للمجموعات المعارضة في الولايات المتحدة وأوروبا، قال بومبيو: "نعم. ما داموا يعملون لتحقيق نفس الهدف الذي نريده.. لا نريدهم أن يناصروا تغيير النظام، نريدهم أن يعملوا بالنيابة عن الشعب الإيراني والمواطنين الإيرانيين العاديين الذين لا يريدون شيئا أكثر من أن يعيشوا حياتهم ويتمكنوا من نزع الحجاب والذهاب إلى العمل وتربية أسرهم والعبادة بالطريقة التي يرغبون.. عليهم العمل بالنيابة عن الشعب الإيراني، لذا إذا كان ثمة أشخاص في الخارج يعملون لتحقيق هذا الهدف، سنرحب بذلك بالتأكيد".
الضغط على إيران للوصول إلى الرهائن الأميركيين
وزار مايك بومبيو قبل عامين إيران بصفته عضوا في الكونغرس، للضغط على إيران للوصول إلى الرهائن الأميركيين، وبشأن زيارته كوزير والضغط على القيادة الإيرانية مرة أخرى لتحرير الرهائن الأميركيين، قال: "أعرف قصة السيد ليفنسون جيدا.. أصلي من أجل عودته بأمان ويعمل فريقنا كل يوم لتحقيق ذلك، أما بالنسبة إلى الأميركيين الآخرين، نأمل أن تدرك القيادة الإيرانية أنه من مصلحتها الفضلى ومن باب الإنسانية أن تسمح لهؤلاء الأميركيين الأبرياء بالعودة إلى عائلاتهم. ثمة مشاكل كبيرة، لكن يبدو لي أنه من الضروري أن لا يتم منع الأبرياء من العودة إلى أحبائهم.. إذن نعم، سنعمل على هذا الموضوع، سنصلي من أجل أن يتحقق، ونأمل أنه في يوم من الأيام، وكما كنا مباركين بعودة ثلاثة أميركيين من كوريا الشمالية قبل بضعة أسابيع، يحصل يوم مماثل بالنسبة لمن تحتجزهم جمهورية إيران الإسلامية".
طالب إيران بوقف هتافات مثل "الموت لأميركا وإسرائيل"
وأبدى بومبيو غضبه بشأن الهتافات والشعارات التي يُردّدها بعض الإيرانيين مثل "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، وأكّد أنه ينبغي أن يتم فرض شرط على إيران لإيقاف ذلك قبل أي نوع من الاتفاق بين إيران أو طهران والولايات المتحدة، وبالأخص من جانب قادتهم، لكن عندما يكون ثمة قادة كبار وآخرون يحرضون على هذا النوع من التجمعات المزيفة لتهتف "الموت لأميركا" أو "الموت لإسرائيل" ينبغي أن تكفّ القيادة الإيرانية عن ذلك، ويجب أن توقف ذلك لأنه ليس بمناسب لشعبها.
وقال وزير الخارجية الأميركي الجديد: "أعتقد بأنّ معظم الإيرانيين ينظرون إلى ما تمكنا من تحقيقه هنا في الولايات المتحدة وكم نحن مباركين ويعتبرون حالتنا نموذجا ناجحا بمعنى أنه ما من مشكلة حتى لو كنا نناصر شكلا مختلفا من الديمقراطية أو شكل حكومة مختلف أو قيم ومعتقدات مختلفة لناحية مجموعة من الأمور وديانات مختلفة، لكنّ الفهم الأساسي المشترك للإنسانية هو أن تتم معاملة كل إنسان بكرامة واحترام وعدم تصدير العنف إلى مختلف أنحاء العالم وعدم السرقة والنهب من الشعب.. هذه القيم الأساسية حضارية وتاريخية.. أعتقد بأنّ الشعب الإيراني يشاطرنا هذه الأفكار".
جهود "الكونغرس" في كشف الثروة الخفيّة للقادة الفاسدين في إيران
وأكّد بومبيو على أهميّة جهود الكونغرس الرامية إلى كشف الثروة الخفية للقادة الفاسدين في إيران، بدءا من آية الله خامنئي وصولا إلى الرئيس، قال: "نعتقد بأنّ هذا أمر مهم جدا.. إنه مهم بقدر مسألة المعلومات. يستحق الشعب الإيراني الاطلاع على الحقيقة. ثمة قادة كبار يستفيدون من المال ويستخدمون شركات وهمية ويسرقون بكل صراحة، وأرحّب بهذه الفرصة إلى الحد الذي يمكننا فيه إثبات ذلك وعرضه حتى يتمكّن الشعب الإيراني من أن يحكم بنفسه إذا كان يرغب في أن يقود هؤلاء الأفراد بلاده".