واشنطن - يوسف مكي
رد وزير الخارجية جون كيري على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعد أن طالب أميركا بتسليم رجل الدين التركي فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا والمتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت ليلة الجمعة، واتهم اردوغان غولن بمحاولة الانقلاب التي خلفت 365 قتيلا على الأقل وأكثر من 1500 جريح، ويعيش غولن في منفاه الاختياري في أميركا ويقود حركة "حزمت" الاسلامية المعتدلة التي تدافع عن الديمقراطية والمؤسسات العلمانية والتي لها شعبية لدى الطبقات العليا في تركيا.
ودعا الرئيس التركي مرارا وتكرارا الرئيس أوباما بتسليم غولن، ولكن المسؤولون الاميركيون ردوا على اردوغان في السابق انهم سيسلمون غولن في حالة أثبتت تركيا ارتكابه لاي مخالفات، وانتقد كيري اردوغان الليلة الماضية قائلا بان تمليحاته بشان تورط الولايات المتحدة في الانقلاب كاذبة تماما وتضر بالعلاقة بين البلدين، ونفى غولن علاقته بأي انتفاضة وأدان بشدة محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط الجيش والتي اسفرت عن انفجارات ومعارك جوية وإطلاق للنار.
وتصاعد التوتر بين أميركا وتركيا في وقت لاحق من يوم السبت، فأشار المتحدث باسم كيري " أوضح وزير الخارجية ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية لإجراء تحقيق، ولكن أي تلميحات أو ادعاءات بأن الولايات المتحدة لديها يد في محاولة الانقلاب الفاشلة ليست صحيحة وتضر بالعلاقات الثنائية"، وجاء بيان الموقف أكثر تساهلا بكثير من كيري الذي أشار انه أحبط من خطاب أردوغان، وأضافت " نحن نتوقع تماما أن هناك أسئلة كثيرة أثيرت حول السيد غولن وبالطبع ندعو الحكومة التركية كما فعلنا في السابق ان تقدم لنا دليل قانوني على ادانته وستقبل أميركا ذلك وننظر في الأمر ونصدر حكما حول الموضوع بشكل مناسب."
واستسلمت مجموعات الجنود في عدة مواقع رئيسية في أنقرة واسطنبول في عدة مواقع رئيسية بما في ذلك جسر البوسفور حيث استسلم 100 متمرد رافعين سلاحهم مسلمين أنفسهم لضباط الشرطة، ودعى اردوغان انصاره على تويتر صباح يوم السبت الى منع أي عمل عسكري اضافي قائلا " يجب علينا أن نحافظ على سيطرتنا على الشوارع بغض النظر في أي مرحلة لان انقلابا جديدا يمكن ان يحدث في أي لحظة."
وأشار رئيس الوزراء بينالي يلديريم انه بالرغم من أن حكومة الاعدام الغيت في تركيا في عام 2004 الا أن البلاد ستنظر في أي تغييرات قانونية لردع أي محاولة انقلاب ثانية، ووصف يلدريرم محاولة الانقلاب بالعلامة السوداء على الديمقراطية التركية وقال أن الجناة يستحقون كل العقاب، وتابع أن ليلة 15 تموز/يوليو ستذكر دائما على أنها "مهرجان للديمقراطية" وهو يوم تصدى فيه الشعب لمحاولة الانقلاب، وقالت وزارة الشرطة اليونانية أن طائرة هليكوبتر عسكرية تركية هطبت في اليونان هذا الصباح وعليها ثمانية رجال يعتقد انهم من كبار مدبري الانقلاب وطلبوا اللجوء السياسي، وطالبت تركيا بالمجموعة التي تتكون من سبع عسكريين ومدنى واحد أن تسلم لها.
ويعرف عن غولن أنه يحظى بدعم الجيش والمستوى المتوسط من البروقراطيين، وتضم حركته مؤسسات فكرية ومؤسسات رأي ومدارس ومؤسسات اعلامية واختلف مع اردوغان في السنوات الاخيرة، وأكد الرجل في بيان " أدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، وينبغي أن تتشكل الحكومة بعد انتخابات حرة ونزيهة وليس بالقوة، أدعو الله من أجل تركيا ومن أجل المواطنين الاتراك، وأتمنى أن يعود الوضع للسلم بسرعة"، ورفض غولن وبشدة ان يتحمل المسؤولية قائلا " كشخص عانى في ظل الانقلابات العسكرية المتكررة خلال العقود الخمسة الماضية، فمن المهين خصوصا أن أتهم بوجود أي صلة لهذه المحاولة، انا انفي بشكل قاطع هذه الاتهامات."