طهران - فلسطين اليوم
لا توجد صور له في وسائل الإعلام الإيرانية، وحتى الولايات المتحدة اكتفت بنشر صورة غير واضحة له، لكن من الواضح أن هذا الرجل خطير بما يكفي لجعل واشنطن ترصد 15 مليون دولار لمن يأت بمعلومات تجعل رأسه أقرب إلى صواريخ الطائرات الأميركية المسيرة، إنه العميد في الحرس الثوري عبد الرضا شهلاي.
وشهلاي ليس قائد الحرس الثوري، الجيش الموازي في إيران، ولا يتولى قيادة فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس، لكنه الأكثر نشاطا في الحرس الثوري في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من وجوده باليمن، بحسب ما تعتقد المخابرات الأميركية.
وسلط تقرير لموقع "راديو فرادا" المتخصص في الشأن الإيراني الضوء على هذا الرجل الغامض، الذي أعلنت واشنطن مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات عنه أو الشبكة التي يديرها في اليمن.
وبعد غياب طويل، ظهر اسم عبد الرضا شهلاي في يناير الماضي، إذ ذكرت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة حاولت اغتيال مسؤول بارز في الحرس الثوري، خلال عملية سرية في اليمن، في نفس اليوم الذي قتل فيه الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس الثوري في بغداد.
لكن إيران التزمت الصمت حيال تلك التقارير.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن القائد في الحرس الثوري يتولى تنظيم تمويل ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في اليمن.
وتشير الدلائل إلى أنه كان مسؤولاً عن عمليات الحرس الثوري في اليمن، على الأقل منذ بداية عام 2015، أي بعد أشهر على احتلال ميليشيات الحوثي، العاصمة صنعاء.
وعلى الرغم من أن دوره يبدو خاصا باليمن، إلا أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أنه واحد من أكثر قادة الحرس الثوري نشاطا في الشرق الأوسط، الذي يخططون وينفذون عمليات ضد القوات الأميركية من أفغانستان والعراق ومرورا بسوريا حتى اليمن.
لا أثر له
ومما يزيد في غموض شهلاي أنه لم يدل بأي حديث لوسائل الإعلام الإيرانية مطلقا، ويبدو بالنسبة إلى الإعلام الإيراني غير موجود.
ولم يعثر أولئك الذي يتفحصون كل الصور التي تجمع مرشد النظام الإيراني، علي خامنئي مع القادة العسكريين على صورة لشهلاي.
ولا يوجد اسمه والصور في أي مكان في العديد من مراكز البحوث التي تؤرخ الحرب العراقية الإيرانية، حتى أن أيا من المذكرات العديدة التي نشرها القادة المشاركين في تلك الحرب لا تحتوي على أي ذكر له.
وولد شهلاي في كرمنشاه في غربي إيران ويبلغ من العمر (61 عاما).
وتشبه سيرة شهلاي سيرة قائد الحرس الثوري السابق، قاسم سليماني الذي قتلته ضربة جوية أميركية في بغداد، الشهر الماضي، إذ بدأ نشاطه العسكري إبان الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.
وفي عام 2003، بدأ نشاطه في العراق، بعيد الغزو الأميركي لهذا البلد لملاحقة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.
وفي يوم 20 يناير 2007، كان في شهلاي في مدينة كربلا العراقية حيث قتل يومها خمسة عسكريين أمريكيين، وقتل آخرون في أرجاء العراق برصاص ميليشيات مدعومة من إيران.
وتتهم واشنطن العميد في الحرس الثوري بأن ضالع في خطف وقتل العديد من الجنود الأميركيين في العراق، علاوة عن تقديمه الأسلحة والذخائر للميليشيات الموالية لإيران في العراق.
وتقول مصادر أميركية إن شهلاي كان يشغل في السابق منصب نائب قائد الحرس الثوري الذي يدير العديد من المنظمات الإرهابية التي تستهدف المصالح الأميركية.
وفي عام 2008، أدرجته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، لكنها أعلنت أخيرا عن مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات عنه.
وبحسب التقرير الإعلامي، فقط تورط العميد في الحرس الثوري عام 2011 بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة حينها عادل الجبير.
ولا يوجد اسمه والصور في أي مكان في العديد من مراكز البحوث التي تؤرخ الحرب العراقية الإيرانية، حتى أن أيا من المذكرات العديدة التي نشرها القادة المشاركين في تلك الحرب لا تحتوي على أي ذكر له.
قد يهمك أيضا :
"قاسم سليماني" الأكثر تفضيلًا لدى علي خامنئي وأبرز القادة الإيرانيين
واشنطن تطمس وجهَي "العملة الواحدة" باصطياد البغدادي وقاسم سليماني