واشنطن ـ يوسف مكي
استخدم الرئيس الأميركي باراك أوباما اسمًا رمزيًا للتواصل مع المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون عبر البريد الإلكتروني الخاص بها عام 2012، وهو ما يتناقض مع أقواله بأنه لا يعرف أي شيء عن وجوده عام 2014. وأدركت كبير مساعدي كلينتون هوما عابدين مدى أهمية الأمر فورًا عند إخبارها ذلك أثناء الاستجواب.
وأطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي الجمعة وثائق كشفت أنه عندما علمت عابدين أن رئيستها تبادلت رسائل مع الرئيس أوباما عبر وسيلة غير آمنة باستخدام اسم رمزي لحماية هويته، طالبت بالحصول على نسخة من هذه الوثائق. وكان من المفترض أن يغطي ذلك ظهرها في حالة مناقشة معلومات سرية ما يحتمل أن تكون جريمة.
وأفاد مدير الأبحاث في اللجنة الوطنية الجمهورية، راج شاه، أن "تبادل الرسائل بين كلينتون والرئيس أوباما يعني أن الإثنين ناقشا مواد سرية في بيئة غير سرية، وبالتالي تم انتهاك القانون". وكشفت هوما عابدين لمكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يجب إخبار البيت الأبيض عندما تغير المرشحة الديمقراطية للرئاسة عنوان البريد الإلكتروني الرئيسي الخاص بها، ويمكن لخادم (سيرفر) البيت الأبيض استلام رسائل بريد إلكتروني فقط من حسابات معينة وحساب كلينتون منها باعتبارها وزيرة الخارجية في ذلك الحين. وقال أوباما في مارس/ أذار 2014 أنه اكتشف أن كلينتون تستخدم حسابًا خاصًا للعمل الرسمي في وزارة الخارجية من خلال تقرير في صحفية نيويورك تايمز، وبيّن ل CBS نيوز أنه علم بشأن رسائل البريد الإلكتروني في نفس الوقت الذي علم فيه الجميع من التقارير الإخبارية.
وأوضحت عابدين لمكتب التحقيقات الفيدرالي أنها لا تعرف الاسم المستعار للرئيس أوباما ولم تتعرف على عنوان بريده الإلكتروني عندها عُرضت عليها الرسائل المتبادلة بين كلينتون والرئيس عام 2012. وكانت الرسائل المتبادلة في يونيو/ حزيزان 2012 من الحساب الخاص لكلينتون تحمل عنوان "رد: مبروك" وفقا لجريدة "ديلي بيست"، وعندما علمت عابدين بالأمر من خلال مكتب التحقيقات الفيدرالي تساءلت " كيف يكون هذا غير سري؟"، وجاء في تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي: "أعربت عابدين عن انبهارها من استخدام الرئيس اسمًا مستعارًا وسألت عما إذا كان يمكنها الحصول على نسخة من البريد الإلكتروني".
وأطلق مكتب التحقيقات الفيدرالية 189 صفحة جديدة من التحقيقات في قضية البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون مساء الجمعة، وأعفيت رسائل البريد الإلكتروني بين كلينتون وأوباما من الكشف وفقا لصيانة الاتصالات الرئاسية. ولم يوضح تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتفصيل أي الرسائل التي تم عرضها على عابدين، ولكن وفقا لتاريخ رسالة البريد الإلكتروني فربما يتصل بيوم حكم المحكمة العليا والتي أيدت جزءًا من قانون رعاية أوباما وفقا لـ"بوليتيكو"، فيما قفزت اللجنة الوطنية الجمهورية فورا على التقرير، موضحة أنه دليل على مخالفة كلينتون
وأوباما على حد سواء للقانون، وأشار المتحدث باسم كلينتون بريان فالون إلى عدم أهمية العناصر الموجودة في خادم البريد الإلكتروني الخاص، مضيفا " تبين هذه المواد لماذا اعتقدت وزارة العدل أنه ليس هناك أساس للمضي قدما في القضية".
وشمل التقرير مقابلة مع قرصان روماني معروف باسم 'Guccifier' والذي يعترف بأنه كذب على "فوكس نيوز" بشأن اختراق خادم كلينتون، وأشار أحد وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى نشر "فوكس نيوز" مقالًا تذكر فيه زعم أحد القراصنة باختراق خادم كلينتون، إلا أن الشخص أوضح أنه "كذب عليهم بشأن ذلك".