الرئيس الأميركي دونالد ترامب

أكّد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، استعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السيطرة على الصين في منطقة المحيط الهندي والهادئ، قائلا إنها "ستعارض" جهود الصين للسيطرة على المنطقة، وقال إن الولايات المتحدة ستستخدم نموذج "اقتصاديات الشراكة" بديلا للإقراض المفترس للصين لجيرانها.
وقال بومبيو في أحد اجتماعات غرفة التجارة التي ركزت على المنطقة "مثل العديد من حلفائنا وأصدقائنا الآسيويين، حاربت الولايات المتحدة من أجل استقلالها عن إمبراطورية تتوقع الاحترام، وبالتالي لم نقم أبدا ولن نسعى أبدا إلى الهيمنة في منطقة المحيط الهادئ والهندي، وسنعارض أي دولة تفعل ذلك"، وكان هدف إدارة الرئيس دونالد ترامب لهذا الحدث الذي حضره أيضا وزير التجارة ويلبر روس ووزير الطاقة ريك بيري، يظهر التزام أميركا في المنطقة.
وشعرت الدول في المحيط الهادئ والهندي بالقلق من سياسة ترامب "أميركا الأولى"، وانسحاب الولايات المتحدة من صفقة الشراكة عبر المحيط الهادئ، وسعي أميركا إلى صراع تجاري مع الصين. ووضع بومبير استراتيجية أميركا للمنطقة على النقيض من العملاق الآسيوي بإعلانها أن إدارة ترامب كانت تطالب بـ"الهندي والمحيط الهادئ" الحرة والمفتوحة، وقال بومبيو "عندما نقول "مفتوحة" في المحيط الهندي, فهذا يعني أننا نريد أن تتمتع جميع الدول بحرية الوصول إلى البحار والممرات الهوائية".
وأعلنت وزيرة الخارجية عن خطط لإنفاق 113 مليون دولار على مبادرات الطاقة والأمن السيبراني في المنطقة، لكن المبلغ ليس منافسة بالدولار في المقابل مع الصين، التي تنفق المليارات في المنطقة كجزء من مبادرة الحزام والطريق، التي تنطوي على ما يقدر بنحو تريليون دولار من مشاريع البنية التحتية التي تقوده الدولة والتي تربط آسيا وأجزاء من أفريقيا وأوروبا. وقدّر بومبيو أن بلدان الهند المحيط الهادئ تحتاج إلى بنية أساسية بقيمة 26 تريليون دولار بحلول عام 2030 وحث القطاع الخاص على المشاركة.
وأصبحت منطقة المحيط الهادئ الهندية، التي حددتها بومبيو كمنطقة تمتد من الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى الساحل الغربي للهند، معروفة في الدوائر الدبلوماسية بأنها اختصار لمنطقة أوسع وأكثر ديمقراطية في مكان "آسيا والمحيط الهادئ"، والتي بعض وجهات النظر كانت لها الصين السلطوية بقوة في مركزها. ومن بين الاستثمارات الجديدة التي حددها بومبيو، فإن الولايات المتحدة سوف تستثمر 25 مليون دولار لتوسيع صادرات الولايات المتحدة من التكنولوجيا إلى المنطقة، إضافة ما يقرب من 50 مليون دولار هذا العام لمساعدة الدول على إنتاج وتخزين موارد الطاقة الخاصة بها وإنشاء شبكة مساعدة جديدة لتعزيز تطوير البنية التحتية.
وأضاف بومبيو أن الولايات المتحدة وقعت اتفاقا استثماريا بقيمة 350 مليون دولار مع منغوليا لتطوير مصادر جديدة لإمدادات المياه، وقال بومبيو إن مؤسسة تحدي الألفية، وهي وكالة إنمائية تابعة إلى الحكومة الأميركية، تقوم بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية لاستثمار مئات الملايين من الدولارات في مجال النقل والإصلاحات الأخرى في سريلانكا.
وبيّن بومبيو أنه سيزور ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا هذا الأسبوع، وفي حديثه للصحافيين قبل خطاب بومبيو، قال برايان هوك، كبير مستشاري السياسة في مدينة بومبيو، إن الولايات المتحدة لا تتنافس مع معظم المبادرات التي تقودها الصين، وقال هوك للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف "إنها مبادرة صينية الصنع مصنوعة من الصين.. إن طريقتنا في عمل الأشياء هي إبقاء دور الحكومة متواضعا للغاية، وهو يركز على مساعدة الشركات على القيام بما تفعله بشكل أفضل".