واشنطن ـ يوسف مكي
حذر مدير الاستخبارات الأميركية، دان كوتس، من مواصلة أسرائيل شنّ هجمات على المواقع الإيرانية في سورية، مؤكدا أن "استمرار مثل هذه الغارات قد تستفز إيران للرد، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً".
وأدلى كوتس بشهادتة أمام لجنة الأستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي "الكونغرس"، قائلاً: إن "جهود إيران لتعزيز نفوذها في سورية وتسليح "حزب الله" تسببت في شن إسرائيل غارات جوية في يناير/كانون الثاني الجاري، على المواقع الإيرانية داخل سورية، مما يزيد القلق حول المسار طويل الأمد للنفوذ الإيراني في المنطقة وخطر تصاعد الصراع ".
اقرا ايضا : غانتس يبدأ حملته الانتخابية مُهاجمًا عرفات ونصر الله وسنوار
وأضاف كوتس، "أن إيران تواصل السعي لإقامة قواعد عسكرية لها في سورية، بالأضافة إلى صفقات اقتصادية معها ، الى جانب رغبتها في الاحتفاظ بشبكة من "المقاتلين الشيعة الأجانب" هناك ،على الرغم من الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سورية".
وأوضح مدير الاستخبارات، الذي ينسق أعمال 16 وكالة ومصلحة استخباراتية في الولايات المتحدة: "أن إيران تسعى لتجنب نزاع مسلح كبير مع إسرائيل. لكن الضربات الإسرائيلية، التي تؤدي إلى سقوط القتلى الإيرانيين، تزيد من احتمال تنفيذ إيران عمليات انتقامية تقليدية ضد إسرائيل".
وقد دعمت إيران سورية منذ المراحل الأولى للثورة عام 2011 ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد ، الذي واجه مؤخراً تمردًا برعاية الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين ، بما في ذلك قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا . كما ستواصل إسرائيل دعم قوات المعارضة بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة ، لكنّ تدخل روسيا عام 2015 ساعد الحكومة السورية على استعادة أراضيها ، باستعادة السيطرة في نهاية الآمر على جزء كبير من البلاد ، حيث يركز الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة بدلاً من ذلك على هزيمة تنظيم "داعش".
ويُعد نجاح قوات الحكومة الموالية لسورية ، والتي شملت ميليشيات شيعية مختلفة مثل "حزب الله" اللبناني ، ضد "داعش" وقوات المعارضة ، أعطى إيران فرصة أكبر في البلاد ، حيث اتهمتها إسرائيل بمحاولة إقامة قواعد متقدمة. كما خاضت إسرائيل بالفعل حربين وعدة اشتباكات حدودية مع "حزب الله" في لبنان ، وشنت منذ عام 2013 على الأقل حملة شبه سرية من الضربات الجوية ضد المواقع الإيرانية المشتبه بها في سورية.
ومع ذلك رفض المسؤولون الإسرائيليون تأكيد أو نفي تورطهم ، لكن وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في سبتمبر/أيلول "إن إسرائيل قامت خلال العامين الماضيين بأكثر من 200 عملية عسكرية داخل سورية نفسها". وقال القائد العسكري السابق غادي ايزنكوت في وقت سابق من هذا الشهر إن "اسرائيل نفذت آلاف الهجمات في سورية" ، بينما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "مئات من هذه الضربات في مناسبات منفصلة".
وزعم الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الأخير الذي وقع الأسبوع الماضي، جاء رداً على هجوم إيراني بالقذائف من سورية، استهدف تجمع نخبة من قادة "للحرس الثوري" الإيراني ، فضلاً عن الدفاعات السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يصل إلى اثني عشر مسؤولاً من الإيرانيين قتلوا ، ومع ذلك ، أثار ذلك انتقادات نادرة من موسكو ، التي حذرت وزارة الخارجية من أن "شن الضربات التعسفية على اراضي سوريا يجب أن ينتهي".
قد يهمك ايضا :
الخلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين تحرج علاقة إسرائيل ببكين
رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يطلق حملته الانتخابية