واشنطن ـ يوسف مكي
كشف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أن تصويت البرلمان البريطاني ضد قصف سورية عرقل خطط الولايات المتحدة لاستخدام القوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ردًا على استخدامه للأسلحة الكيميائية، وتردد منذ فترة طويلة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع عن خطته لقصف سورية بسبب هزيمة ديفيد كاميرون في مجلس العموم عام 2013 وهو ما أكده وزير الخارجية الأميركي المُنتهية ولايته رسميا، وعندما سُئل أوباما عن تلك اللحظة أوضح أنه قرر عدم فرض "خط أحمر" ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
وأوضح كيري، الخميس، أن التصويت البريطاني يعني أن الرئيس الأميركي شعر أنه ليس لديه أي خيار آخر سوى الحصول على موافقة من الكونغرس الأميركي، مشيرًا إلى أن "الرئيس
قرر أنه في حاجة إلى الذهاب إلى الكونغرس بسبب ما حدث في بريطانيا العظمى، حيث ذهب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام البرلمان ساعيًا إلى لحصول على تصويت بالموافقة على المشاركة في العمل الذي كنا سنشارك فيه لكن البرلمان رفض المشاركة وهزم كاميرون"، وصوت البرلمان بـ 285-272 صوتًا ضد القصف في أغسطس/ آب 2013، فيما تباطأت محاولة أوباما في الحصول على موافقة الكونغرس لتوجيه غارات إلى سورية فيما بدا مسارًا سريعًا نحو الحرب، وفي حين كان البيت الأبيض يضغط على أعضاء الكونغرس للتصويت لصالح المشاركة إلا أنه تم التوصّل إلى الاتفاق والذي وافق نظام الأسد بمقتضاه على التخلي عن الأسلحة الكيميائية وفي نهاية الأمر لم تطلق الولايات المتحدة أية هجمات.
واعتبرت الأسابيع الأخيرة في صيف 2013 لحظات حاسمة في رئاسة أوباما، وذكر النقّاد في الولايات المتحدة والشرق الأوسط أن الفشل في فرض الخط الأحمر أدّى إلى تحطيم مصداقية أميركا وشجع روح المغامرة بواسطة أعداء أميركا، وجادل النقاد بأن قرار روسيا لضم شبه جزيرة القرم في العام التالي شجّع نظام الأسد على تنفيذ فظائع ضد المدنيين في سورية، وأوضح أوباما ومؤيدوه أن التهديد الحقيقي من التدخل العسكري أجبر الأسد على التخلي عن ترسانته من الأسلحة الكيميائية ما أزال خطر احتمالية وقوع الأسلحة في أيدي المتطرّفين.