الرئيس الأميركي عن كيم جونغ أون

استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقنيات فيديو خاصة بهوليوود، لإقناع نظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بأنه يمكن أن يكون بطلًا، باختياره السلام والازدهار، بدلًا من الأسلحة النووية، وذلك في فيديو ترويجي قبل انطلاق القمة بين الزعيمين. ويصور الفيلم الذي يمتد لأربع دقائق، صور متناقضة للطائرات والمدفعية مع ناطحات السحاب والقوارب السريعة، ويوضح أن ترامب وكيم نجوم التاريخ، ورجلان وقائدان لمصير واحد"،  ويقول الراوي إن "عالمًا جديدًا يمكن أن يبدأ اليوم، حيث الصداقة والاحترام وحسن النية".

ولكن محللين في واشنطن وصفوا الفيديو بأنه أكثر تميزًا ويناسب مع بائع أو مطّور عقاري يحال بيع شيئًا، أكثر من كونه لزعيم عالمي يسعى إلى الدبلوماسية، ووصفه أحد المراقبين ذلك ووصفه بأنه طبق سلطة مملوءة ولذيذ بشكل غير مبرر لنظام وحشي. ويُنسب الفيديو إلى شركة "ديستني بكتشرز"، وتم عرضه على شاشتين كبيرتين، قبل مؤتمر ترامب الصحافي في سنغافورة، وقال ترامب للصحافيين "آمل أن تكونوا أحببتم الفيديو، أعتقد أنه كان جيدًا، عرضته على كيم اليوم، خلال الاجتماع، وأعتقد أنه أحبه.".

ولفت ترامب إلى أنه تم عرض الفيديو على ثمانية أعضاء من الوفد الكوري الشمالي على جهاز "آي باد"، موضحًا "أعتقد أنهم كانوا مفتونين بالفيديو". وأما في واشنطن، كان هناك شكوك بشأن الفيديو، حيث علق جون وولفستال، باحث غير مقيم في مركز أبحاث مؤسسة كارينغي للسلام، ومدير أول سابق في مجال الحد من التسليح وعدم الانتشار في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما " هذه هو بالتحديد نوع الفيديو الذي يستخدمه المطور العقاري، حيث يظهر العملاء المحتملين، ومن الواضح أن الرئيس استخدم ما يعرفه وهو يتابع جدول أعماله، وهذا يبدو طبيعيًا"، وأضاف" من اللافت للنظر أن الفيديو يحتوي على تهديدات مفتوحة بأن الفشل في التوصل إلى اتفاق يؤدي مباشرة إلى الحرب والصراع، وهذه النغمات المشؤومة للغاية".

 وفي هذا السياق، قال مايكل غرين، نائب الرئيس الأول للشؤون الآسيوية، في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الفيديو أساء فهم الطريقة التي ترى بها حكومة كوريا الشمالية اقتصادها، موضحًا " الشماليون لا يريدون الانفتاح على الاستثمار، لأنهم لا يستطيعون التعامل معه، ولا يمكنهم التعامل مع التأثيرات والمعلومات، إنهم يريدون الانفتاح ليحصلون على الخبرة والمال.".

ولفت فراك أوم، خبير بارز في شؤون كوريا الشمالية في معهد السلام الأميركي، ومستشار كبير سابق في وزارة الدفاع" بينما أُثني على الإبداع، لا أعتقد أن الفيديو نفسه مقنع، لأنه ركز على تنمية الاقتصاد، بدلًا من الأمن، وهو مصدر قلق كيم الرئيسي، وبالتالي تحتاج إدارة ترامب إلى معالجة مسألة الأمن، مثل إنهاء التدريبات العسكرية في كوريا الجنوبية.".

واستخدمت كوريا الشمالية أفلامًا دعائية لتشكيل تصور لزعمائها، وغالباً ما تصور كيم وأسرته كآلهة، كما كان والد الزعيم الحالي، كيم جونغ إيل، من عشاق الأفلام، وكان لديه الآلاف من الألقاب في مجموعته، وقاد ذات مرة وزارة الدعاية في البلاد.

وأشار مايكل كورنفيلد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، إلى أن معظم الزعماء سيشعرون بالفزع بسبب هذا الاختيار للفيديو، وربما يكون بعضهم مسرور، لأنهم سيرون أن المفاوضات ستكون سهلة، إذا أرادوها مع الرئيس.".