لندن - سليم كرم
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أنها تعنزم الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة في الثامن من يونيو/حزيران المقبل. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مفاجئ عقدته ماي، أمس الثلاثاء، أمام مقر رئاسة الوزراء في العاصمة لندن.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن ماي قولها إن الحكومة لديها الخطة المناسبة للتفاوض على شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإنها بحاجة إلى وحدة سياسية في لندن. وأضافت: "لقد توصلت إلى أن السبيل الوحيد لضمان الاستقرار والأمن لسنوات مقبلة هو إجراء الانتخابات الآن".
من جانبه، أعلن حزب العمال البريطاني المعارض دعمه دعوة ماي لإجراء انتخابات مبكرة. ويفترض أن تحصل ماي على موافقة البرلمان بأغلبية الثلثين، خلال تصويت من المقرر أن يجريه مجلس العموم اليوم الأربعاء، لتتمكن من تنظيم الانتخابات.
وفي وقت سابق، أعلنت رئيسة الوزراء أنها لن تجري انتخابات عامة قبل 2020. وظل مقر "داونينغ ستريت" لفترة ينفي ما يتردد عن اعتزام رئيسة الوزراء الدعوة لانتخابات عامة مبكرة. ويحدد موعد إجراء الانتخابات العامة، طبقًا لقرار البرلمان، في أول يوم خميس من شهر مايو/أيار كل خمس سنوات. وتأتي دعوة ماي لانتخابات مبكرة بعد ثلاثة أسابيع على إطلاق إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وفي سياق متصل، نشرت الـ"ديلي ميل" تقريرًا أفاد بأن الجنية الإسترليني سجَّل قفزة صاروخية ومكاسب سريعة فور إعلان ماي الدعوة للانتخابات، وذلك بعدما كان الاسترليني قد تراجع صباح أمس الثلاثاء إثر الحديث عن خبر مفاجئ بانتظار البلاد لم يكن أحد يعلم ما هو قبل أن تعلن عنه ماي رسميًا.
وفور الاعلان عن الانتخابات المبكرة في بريطانيا قفز الجنيه الاسترليني بنحو 1% ليصل الى مستوى 1.266 أمام الدولار الأميركي، لكنه واصل المكاسب بعد ذلك ليصل الى مستوى 1.272 أمام الدولار، وذلك عند الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت غرينتش، ليكون بذلك قد سجل أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. كما سجل الاسترليني أعلى مستوى له أمام الدولار الأميركي خلال تداولات الثلاثاء عند مستوى 1.273 دولار، مرتفعاً بنسبة 1.5%.
وقالت "ديلي ميل" إن الجنيه الاسترليني ارتفع على وقع التفاؤل بأن تنتهي الانتخابات بخسارة حزب المحافظين التي تمكنهم من المضي قدمًا في الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك على الرغم من أن التوقعات التي تشير الى أن حزب المحافظين سيعاود الفوز بالانتخابات وبأغلبية أكبر في البرلمان.
وقال بيتر آشتون، المدير في شركة "إيغر أف إكس" للتداولات إن "ردة فعل الأسواق كانت سريعة تجاه التحرك من أجل اقتصاد أقوى واستقرار سياسي أكبر". وأضاف: "لا يزال هناك ضبابية كبيرة تحيط بتنفيذ عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن عندما يكون حزب الأغلبية قويًا سوف يساعد في تعزيز الاستقرار وسوف يدعم المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي".
وتشير استطلاعات الرأي الى أن حزب المحافظين سيحقق فوزًا كبيرًا على منافسيه في أي انتخابات يخوضها، حيث أظهرت أحدث الاستطلاعات أنه يتفوق على "العمال" بفارق عشرين نقطة على الاقل، وهو فارق كبير بين الحزبين يشكل هوة تاريخية غير مسبوقة.