الرئيس الأميركي دونالد ترامب

فرضت الولايات المتحدة على 7 مِن الأوليغاركيين الروسيين و17 من المسؤولين الحكوميين الروسيين عقوبات الجمعة، على ما أسموه "نشاط خبيث" في جميع أنحاء العالم، إذ حاولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تظهر أن الرئيس يتخذ إجراءات صارمة للوقوف في وجه موسكو.

وقالت وزارة الخزانة إن 12 شركة روسية مملوكة من جانب حكومة القلة استهدفت أيضا بالإضافة إلى شركة لتداول الأسلحة مملوكة للدولة وبنك، وفرض مسؤولون كبار في الإدارة هذه العقوبات في إطار جهود متضافرة ومستمرة من جانب الولايات المتحدة لردع حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودائرته الداخلية، مؤكدة أنه منذ تولي ترامب السلطة في العام الماضي عاقبت الولايات المتحدة 189 شخصا وكيانا مرتبطين بالدولة الروسية، وسط فرض العقوبات.

واستمرّ ترامب في تجنب الانتقادات المباشرة لبوتين نفسه، رغم دعوته مؤخرا الرئيس الروسي للاجتماع معه، ربما في البيت الأبيض، ومع ذلك، قامت إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة بسلسلة مِن الإجراءات بما في ذلك عدة خطوات اقتصادية ودبلوماسية لزيادة الضغط على بوتين وأولئك الذين في دائرته.

وقال ترامب في مؤتمر صحافي الثلاثاء "لم يكن أحد أكثر صرامة على روسيا مني"، وبدلا من معاقبة روسيا على إجراء محدد واحد، فإن العقوبات الجديدة هي استجابة لمجمل نمط الحكومة الروسية المتصاعد والمتصاعد من السلوكيات السيئة، كما قال المسؤولون، الذين لم يسمح لهم بالتعليق والكشف عن هويتهم، ولكن أطلعوا الصحافيين شرط عدم الكشف عن هويتهم.

وقال المسؤولون في الإدارة الأميركية إن الأميركيين الذين قد تكون لهم تعاملات معهم في الوقت الحالي سيحصلون على توجيهات بشأن كيفية إنهاء هذا العمل وتفادي الوقوع في مواجهة العقوبات، وأعلن المسؤولون قائمة بالأنشطة التي قالوا إنها دفعت الولايات المتحدة إلى التحرك، بما في ذلك ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ودعم المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، ودعم الرئيس السوري بشار الأسد، والقرصنة الإلكترونية، ومحاولات تقويض الديمقراطية الغربية.

ولم يكن هناك رد فعل فوري من الحكومة الروسية، والعديد من الأهداف هي أفراد وشركات مرتبطة بقطاع الطاقة الروسي، بما في ذلك تلك التابعة لشركة غازبروم المملوكة للدولة.

وقال المسؤولون إن الهدف هو إظهار أن أولئك الذين استفادوا ماليا من موقف بوتين من السلطة هم هدف عادل للعقوبات الأميركية، مشيرا إلى أن العديد من الذين يتم فرض عقوبات عليهم يرتبطون ارتباطًا وثيقا ببوتين نفسه.

ومن بين الشخصيات والشركات المستهدفة: وتزوغ كيريل شامالوف، الذي يقال إنه صهر بوتين، من ابنته كاترينا تيخونوفا، على الرغم من أن بوتين والكرملين لم يعترفوا بأنها ابنته، وإيغور روتنبرغ، ابن أركادي روتنبرغ، وهو صديق لبوتين منذ أن كانوا مراهقين.

وأندري كوستين، الذي تمت تسميته بين مسؤولين حكوميين، ويعد ثاني أكبر بنك في البلاد، وأليكسي ميلر، الرئيس القديم لشركة الغاز الطبيعي العملاقة غازبروم التي تسيطر عليها الدولة، وكل من ميلر وكوستين هما وهما عضوان رئيسيان منذ فترة طويلة في فريق بوتين.

وحددت وزارة الخزانة ووزارة الخارجية بالفعل العديد من القلة والسياسيين الروس والشركات التجارية المنتسبة كأهداف محتملة على قائمة تم تجميعها ونشرها في يناير/ كانون الثاني.

من جانبه، أعرب كونستانتين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي، عن دهشته من أن الولايات المتحدة وضعته بالفعل على القائمة السوداء، وقال لوكالة إنترفاكس للأنباء "بقدر ما أشعر بالقلق الشيء الوحيد الذي أدهشني هو أن هذا لم يحدث في وقت سابق، لم أخف أبدا انتقادي للسياسة الخارجية الأميركية، ولن أغير موقفي".

وتجميد العقوبات أي أصول يملكها المستهدفون في الولايات المتحدة الأميركية يحظر على الأميركيين التعامل معهم، لكن الإدارة قالت إنها ستقدم توجيهات للأميركيين الذين قد يتعاملون معهم في الوقت الحالي بشأن كيفية إنهاء هذه الأعمال وتفادي الوقوع في مواجهة العقوبات.

واستخدمت إدارة ترامب مجموعة متنوعة من الآليات القانونية لتنفيذ العقوبات، بما في ذلك قانون مناهضة خصوم أميركا من خلال العقوبات، والمعروف باسم CAATSA، وتم تمرير القانون بتصويت ساحق من قبل الكونغرس في عام 2017، ووقعه الرئيس دونالد ترامب على الرغم من بعض الاعتراضات.

ويهدف القانون إلى معاقبة روسيا على التدخل في الانتخابات الأميركية وكذلك الإجراءات الرامية إلى تخريب الديمقراطية في أوروبا، كما يفوض القانون الرئيس بفرض عقوبات على إيران بسبب نشاط مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط وكوريا الشمالية بسبب برامجها الصاروخية النووية والباليستية، وفي الشهر الماضي، استهدفت الولايات المتحدة 19 روسيا وخمسة كيانات أخرى بفرض عقوبات في أول استخدام للقانون، كما طردت الإدارة عشرات الدبلوماسيين الروس وأغلقت قنصليتين روسيتين ردا على السلوك الروسي بما في ذلك تسميم جاسوس سابق في بريطانيا يشتيه تورط روسيا في تسممه.​