وارسو - ليال نجم
كشف الضابط الأسبق في مكتب التحقيقات المركزي جاسيك رونا في بولندا أن "أوروبا الغربية ماتت عمليًا" وألقى باللوم في ذلك على سياسات المستشارة أنجيلا ميركل تجاه الهجرة، وانتقد رونا استجابة الحكومة الألمانية للهجمات الإرهابية أثناء ظهوره في برنامج حواري بولندي إلى جانب المؤرخ العسكري الدكتور رافال بريسكي، وقارن رونا الموقف بسقوط الإمبراطورية الرومانية قائلا " أوروبا في نهاية وجودها ، أوروبا الغربية ماتت عمليًا، هؤلاء الناس الذين يعيشون دون جدوى دون أفكار ويستغلون الشباب الذين يرغبون في الحصول على الثروة وبمجرد ارتكاب أفعالهم البربرية يصبح لديهم سلطة"، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي يعاني بسبب الاستقامة السياسية، وذكر أن المشكلة الأسوأ للخدمات هي الصواب السياسي الحاجة إلى رأي سليم.
وانتقد الدكتور بريسكي استجابة الحكومة الألمانية تجاه الهجمات الإرهابية الأخيرة، مضيفا " الألمان لديهم ما يكفي من هذا لكن ذلك لا يعني أن الحكومة لديها ما يكفي من هذا، فهناك نهجان مختلفان"، وتأتي هذه التعليقات بعد 5 حوادث منفصلة في ألمانيا بين 18 إلى 26 يوليو/ تموز، وتركت الهجمات التي تبني اثنين منها تنظيم داعش عشرات الجرحى، وقضت على وهم أن البلاد في مأمن من الفظائع الإرهابية مثل تلك التي ارتكبها تنظيم داعش في فرنسا المجاورة، واتهم الدكتور بريسكي ألمانيا بالرقابة الذاتية عند الإعلان عن الهجمات الإرهابية قائلا "ليس هناك شيء أسوأ من الرقابة الذاتية في الصحافة".
وكانت ميونيخ مسرحًا لأكثر الهجمات دموية في الهجمات الألمانية، وفي 22 يوليو/ تموز قتل شاب إيراني ألماني مسلح عمره 18 عامًا 9 أشخاص، وأوضح رونا أنه كان من الشهل على مهاجم ميونيخ الحصول على سلاح بسبب حرية الحركة في الاتحاد الأوروبي مضيفا " منطقة البلقان بأكملها مغمورة بالسلاح"، بينما كان اثنين من المهاجمين في هجمات أخرى طالبي لجوء سوريين فجروا أنفسهم في أنسباخ ولاجئ آخر من باكستان أو أفغانستان هاجم الناس في قطار في ولاية بافاريا وهم على صلة بالتطرف الإسلامي وفقا لما ذكره المسؤولون إلا أن مهاجم ميونيخ لم يكن على صلة بالإسلام المتطرف، وألقى النقاد باللوم على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين والتي بموجبها دخل أكثر من مليون مهاجر فارين من الحرب في أفغانستان وسورية والعراق إلى ألمانيا العام الماضي، ووضعت ميركل خطة من 9 نقاط الخميس للرد على الهجمات بما في ذلك نظام الإنذار المبكر للاجئين المتطرفين، لكنها رفضت عدم الترحيب باللاجئين.
وذكرت ميركل أن المهاجمين يريدون تقويض شعورنا بالانتماء للمجتمع وانفتاحنا ورغبتنا في مساعدة المحتاجين، مضيفة " لكننا نرفض ذلك بشدة"، وكررت ميركل ندائها من العام الماضي عندما فتحت الحدود أمام الفارين من الحرب والاضطهاد من سورية التي جلبت 1.1 مليون مهاجر إلى المانيا عام 2015، وأضافت ميركل " لا زلت مقتنعة بأننا يمكننا أن نفعلها، إنه واجبنا التاريخي وهذا تحدي تاريخي في زمن العولمة، لقد حققنا بالفعل الكثير جدا خلال 11 شهرًا مضت"، وأوضح الرئيس يواخيم غاوك أنه يتفهم لماذا يشعر الألمان بالقلق بعد الهجمات لكن ألمانيا لن تخضع للمهاجمين، مضيفا " إنهم لن يجبرونا على الكراهية كما يكرهون هم، إنهم لن يحبسوننا في خوف دائم سوف نبقى على ما نحن عليه كمجتمع داعم".