الرئيس الراحل جون كيندي

تُعرض إحدى الرسائل الشخصية التي كتبها الرئيس جون كيندي إلى واحدة من عشيقاته قبل اغتياله بفترة وجيزة للبيع في المزاد، وتوصل كيندي في رسالة بخط اليد منذ أكتوبر/ تشرين الأول 1963 إلى ماري بينشوت ماير لتأتي إلى زيارته في كيب كود أو بوسطن في الأسبوع التالي، وأوضح لها كيف أنه يتوق إلى رؤيتها، وجاء في الرسالة " لماذا لا تتركي ضواحي المدن مرة واحدة وتأتين لرؤيتي سواءً هنا أو في كيب الأسبوع التالي أو في بوسطن في يوم 19، أنا أعلم أنه ليس من الحكمة وأنك ربما تكرهي ذلك وسوف أحب هذا كثيرا"، ولم يتضح ما إذا كان الإثنان التقيا في أي وقت مضى، ولكن إذا فعلوا ذلك فمن المحتمل أنه واحدة من المرات الأخيرة لرؤية بعضهم البعض قبل وفاة كيندي المأساوية.

وتضمن المزاد أيضا مراسلات جون كيندي عام 1943 من حبيبته الجاسوسة النازية "إنغا أرواد"، وكتبت أرواد في خطاباتها إلى كيندي عن افتقادها له عندما كان في البحرية الأميركية في ذلك الوقت، وقالت في رسائلها " لا أعرف ما أكتبه بالضبط لأنني إن استسلمت لقلبي سيكون خطاب حب وإن لم أفعل سيكون أمرا قاسيا، ولكن أنت تعرفني سأكون على أحر من الجمر لأنني أعلم أنك ستصل إلى المنزل قريبا، أنت تعرف أنك الشخص الوحيد في العالم الذي أود رؤيته بدلا من أي شخص؟"، ووقعت على الخطاب "كل حبي .. إنغا بينغا"، ويتوقع أن تجلب هذه الرسالة على الأقل 6 آلاف دولار، في حين يتوقع أن تحقق رسالة كيندي بخط اليد 30 ألف دولار في المزاد الذي سيبدأ في 16 يونيو/ حزيزان في مزاد RR Auction.

وبدأت علاقة كيندي بأرواد عام 1941 عند بداية عمله في البحرية وكانت هي تعمل ككاتبة عمود في جريدة واشنطن تايمز هيرالد، في الوقت الذي كان مكتب التحقيقات الفيدرالية يراقب ما تكتب عن كثب بسبب علاقتها السابقة مع أدولف هيتلر، وحضرت أرواد دورة الألعاب الأوليمبية 1936 كضيفة للزعيم ما غذَّى الشائعات حول علاقتها المحتملة بالحزب النازي، وحينها وضع مكتب التحقيقات الفيدرالية أجهزة تنصت على خطوط هواتفها ومكتبها ومنزلها حتى علموا أنها على علاقة مع كيندي، وفي النهاية لم يجدوا دليلا لتأكيد التقارير التي أشارت إلى كونها جاسوسة، كما تزوجت أرواد من الممل تيم مكوي بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح في نهاية المطاف كاتبة عمود عن الشائعات في هوليود.

والتقى كيندي السيدة ماير للمرة الأولى أثناء الرقص في سن المراهقة عندما كان يحضر في مدرسة داخلية في شويت فيولاية كونيتيكت وكانت هي مسجلة في مدرسة Brearley في مانهاتن، وكان والد السيدة ماير " أموس بينشوت" محامي ثري وشخصية بارزة في الحزب التقدمي، في حين كانت والدتها "روث" صحافية تعمل لدى الصحف المطبوعة بما في ذلك صحيفة "نيو ريببليك"، وأصبحت ماير ذاتها صحفية بعد أن حصلت على شهادتها من فاسار عام 1942 وبعدها بثلاث سنوات تزوجت من كولد ماير لاحقا الملازم في سلاح مشاة البحرية، وانتقلت العائلة إلى واشنطن العاصمة عام 1950 بعد فترة قصيرة من ولادة طفلها الثالث عندما تلقى السيد ماير عرض عمل من وكالة الاستخبارات المركزية.

ونجحت عائلة ماير في تكوين صداقات قوية على مر السنين عام 1954 بما في ذلك كيندي وزوجته جاكي بعد أن انتقلا إلى واشنطن العاصمة بعد انتخابه في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة،  وأصبحت السيدة ماير والسيدة كيندي مقربتان وشوهدا يتسوقان معا بعد أن اشترت عائلة كيندي المنزل المجاور لعائلة ماير في جورج تاون، واستمرت هذه الصداقة حتى بعد طلاق السيدة مايز من زوجها عام 1958 وانتقلت من الحي، وفي عام 1961 بدأت علاقتها الحميمية مرة أخرى مع كيندي عندما زارته للمرة الأولى كرئيس منتخب حديثا في البيت الأبيض، وظلت السيدة مايز عشيقة كنيدي حتى اغتياله عام 1963 وحافظت على مذكرات لوقتهم معا، وقُتلت السيدة ماير بالرصاص بعد أقل من عام من وفاة كيندي في أكتوبر/ تشرين الأول 1964 أثناء خروجها للتنزه في حادثة قتل غريبة لا يزال لغزًا لم يحل حتى اليوم، وبرَّءت هيئة المحلفين الرجل المتهم في الجريمة راي كرامب عام 1965 ولم يتم العثور على أي سلاح للجريمة.

وفي تحول غريب للأحداث أوضح شقيق السيدة ماير محرر الواشنطن بوست بين برادلي في مذكراته عام 1995 أنه اتجه وشقيقه السيد ماير بعد مقتلها إلى الاستوديو الخاص بها واسترد مذكراتها لمنع كشفها للجمهور العام في أي وقت، وبين برادلي أنه وجد عضو في وكالة المخابرات المركزية هناك كان يحاول العثور على مذكرات السيدة ماير أيضا، وظلت محتويات مذكراتها سرية حتى اليوم، وسجل برادلي اعترافه في مذكراته بأن الجريدة لم تؤكد العلاقة بين السيدة ماير وكيندي.