موسكو ـ حسن عمارة
كشف خبير في الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (64 عامًا) يفكّر في ترك منصبه كرئيس، بسبب المرض، وذكر فاليري سلوفري، الأستاذ في معهد موسكو الحكومي للشؤون الخارجية، أن الرئيس ربما يحتاج إلى تجنب الدعايا عام 2017 لعدة أشهر، أو ربما يظهر نادرًا، مضيفا "كما ترون هذا الوضع الافتراضي مثير للعصبيّة من وجهة نظر السياسة الروسيّة"، وعندما سُئل عما إذا كان بوتين يعاني من مشاكل صحيّة أضاف "دعوني لا أقول أكثر من ذلك لقد قلت ما يكفي".
ويذكر أن بوتين ربما يتنحى بسبب ظروف معيّنة تجعله يحتاج إلى أن يكون خارج دائرة الضوء العام المقبل، وألمح المحلل السياسي إلى أن بوتين الذي رحّب بانتخاب دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، ربما يتنحى عن منصبه.
وظهرت هذه القصة المدويّة على موقع Moskovsky Komsomolets (MK)، وتم حذفها في غضون ساعات، إلا أن سلوفري أصرّ عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، على أن ما قاله صحيحا، قائلا "قبل نهاية العام سيتأكد الجمهور من كلّ ما ذكرته في المقابلة".
وأشار أحد التقارير إلى المشاكل الصحيّة لدى بوتين، موضحا أن الزعيم القويّ يمكنه الاستعانة بمن يخلفه لتحمّل المسؤوليّة، ممن لهم علاقات أفضل مع الغرب، وظهرت القصة تحت عنوان "عاصفة رعدية 2017: ربما يتمّ استبدال بوتين بخليفة له في غضون أشهر".
وكان من الأسماء المطروحة لخلافة بوتين، اثنان هما رئيس الوزراء الحالي ديمتري ميدفدييف، الذي عمل سابقا كرئيس لمدة 4 سنوات، انتهت في 2012، وأليكسي ديومين (44 عامًا) الحارس الشخصي السابق لبوتين، ونائب وزير الدفاع السابق، والذي يُنظر إليه باعتباره يتمّ إعداده لدور أكبر، وأشار التقرير إلى صراع مرير على السلطة، حيث يُعارض الموالون الأمنيون المؤثرون لدى بوتين وصول ميدفدييف.
وأفاد سلوفري إلى أنه يجري النظر في انتخابات رئاسيّة مبكرة عام 2017 حتى قبل عام من انتهاء ولاية بوتين الحالية، ذات الأعوام الستة، وتمت الإشارة إلى حذف المقال من موقع (MK) بواسطة راديو Ekho Moscow والذي أوضح "سيتمّ توضيح الأمر في كانون الأول/ ديسمبر، بشأن حذف مقابلة محلل سياسي حول خليفة بوتين"، فيما جاءت أحد التعليقات متسائلة "لماذا يفزع المحرر؟ وما الشيء الخاص الذي قاله هذا الرجل؟ أم أننا لا نستطيع مناقشة الأمر مطلقا الأن؟"، وبيّن موقع MedeaLeaks.ru. أنه تمت قراءة الحوار من قبل 50 ألف مستخدم قبل حذفه.
وتخرج المحلل السياسيّ (56 عاما) من معهد لومونوسوف الحكومي في موسكو، وعمل في الأكاديمية الروسيّة للعلوم ومؤسسة ميخائيل غورباتشوف، كما أمضى عاما في مدرسة لندن للاتقصاد، وكان عضوا في مجلس الخبراء لدى مجلة الجغرافيا السياسية، منذ عام 2009.
وأفاد سلوفري أنه من المنطقيّ إجراء انتخابات مبكرة، ولكن الفكرة التي لا يصدقها عقل، وجرت مناقشتها، هي أن بوتين لن يكون مرشحًا، وعندما سُئل عن الأسباب قال "جزئيا بسبب هذه الظروف المحددة وبسبب اعتبارات جيوستراتيجية، كما أن بوتين مقتنع أنه طالما كان الرئيس فلن يكون من الممكن تحسين العلاقات مع الغرب، ولذلك من أجل تغيير هذا الوضع من الضروري أن يتم تمثيل روسيا في المفاوضات من قبل شخص آخر، وإذا افترضنا أن بوتين يأخذ في اعتباره تحسين العلاقات مع الغرب، كضرورة وطنية، فمن السهل التنبؤ بمن سيكون خليفته، لقد ذكر ميدفيدييف لكنه لا يحظى بالحب من قبل الكثير من الناس بما في ذلك اللوبي الأمنيّ القويّ".
وكان البديل الآخر ديومن، الذي عيّنه بوتين هذا العام حاكمًا لمنطقة تولا، وهو الذي اصطحب الرئيس الأوكراني الذي أطيح به فيكتور يانوكوفيتش خارج بلاده بعد الثورة عام 2014، ولعب دورًا رئيسيًا في الاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم، أوضح السيد سلوفري أن بوتين فقد الثقة في وزير الدفاع السابق، من اللوبي الأمني، ورئيس العاملين في الكرملين سيرغي إيفانوف، وبدى توقيت نشر القصة غريبًا حيث جاء في اليوم التالي لانتخاب دونالد ترامب، ويرى بوتين ترامب، باعتباره زعيما غربيًا نادرا يمكنه القيام بأعمال تجاريّة معه، فيما لم يتضح سبب حذف القصة، فيما كان هناك مزاعم عبر وسائل الإعلام الاجتماعية عن الرقابة، ولم يصدر تعليق فوري من الكرملين عن الأمر.