الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني

أعلن الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، الذي وجد اسمه أخيراً ضمن المعارضين للنظام الحاكم في قطر، أنه يسمتع حاليا بالعيش في المملكة العربية السعودية، كاشفا عن قلق كبير وقال إن الشعب القطري كله بات يعيش فيه، معترفا بأن "غلاء المعيشة" أمر يؤرق المواطنين في قطرالآن، وأن حياته على المستوى الشخصي تأثرت بالركود الاقتصادي.

 

ومبارك بن خليفة آل ثاني، وهو أحد المشاركين في اجتماع "إنقاذ قطر"، الذي دعي إليه أكثر من 20 شخصاً من أسرة آل ثاني، وقد التقته صحيفة " "الشرق الأوسط" ليؤكد خلال مقابلة معها أن سياسات النظام القطري الحالية "عبثية" وأنه سيعود مع رجالات آل ثاني إلى قطر، للعمل على {تنظيف} البلاد من النظام الحاكم، وقال إن كثيرين من أسرة آل ثاني تواصلوا معه، "وأبدوا رغبتهم في الانضمام إلى المساعي المبذولة لإنقاذ قطر من سياسة الحكومة الحالية".

 

وكشف مبارك آل ثاني خلال المقابلة بمقر إقامته في العاصمة السعودية، الرياض، أن الحاكم الفعلي في قطر حالياً، هو حمد بن خليفة آل ثاني، وأن ابنه تميم هو مجرد "مبعوث قطري لأبيه في الخارج"، مشيراً إلى أن الشعب القطري تذمر من وجود القوات التركية على أراضيه، وخصوصاً الجيش القطري. ولم يستبعد مبارك آل ثاني أن يجري انقلاب في قطر، لا سيما في وجود سوابق مثيلة. وقال إن هناك طرفاً ثالثاً انضم إلى الحكومة من جديد، لمساعدتها بعد أن كان من المغضوب عليهم، وهو حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق.

 

 

 

 

 

وأضاف "ليس هناك أحد من الشعب القطري يعيش براحة بعد مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لقطر. معظم الشعب القطري يخشى على تجارته وأملاكه، وفي الوقت نفسه ليس هناك أحد من أبناء الشعب القطري الأصليين، يريد الابتعاد عن الأشقاء في الخليج، خصوصاً وأن هناك روابط وصلات أسرية.

 

 

 

وبيّن لدينا معلومات أن معظم الشعب القطري لا يستطيعون التواصل مع أهلهم في الخارج، أو الحديث عن الأزمة الحالية، عبر الهواتف القطرية تحسباً للقبض عليهم، بل يستخدمون أرقاماً لهواتف محمولة خلال وجودهم في الدول العربية أو الأوروبية، لكي يتحدثوا في ما بينهم. ما نستطيع أن نقوله إن الشعب القطري يدفع ثمن تصرفات الحكومة القطرية العبثية التي عزلت الشعب عن أشقائه في دول الخليج، وأدت إلى إيقاف بعض تجارته.

 

 

 

ويعيش الشعب القطري في مرحلة ارتفاع تكلفة المعيشة، ومعظم التجار يعتمدون على إيراداتهم وإيجاراتهم داخل الدوحة، حيث أن الأزمة أدت إلى هبوط الأسعار وتسببت بركود اقتصادي، وبدت العقارات شبه خالية. وأوقفت تجارة القطريين بين دول الخليج، وانقطعت البضائع عن وصولها لقطر، وأصبحوا يعتمدون على ما يتوفر من بضائع في المخازن.

 

 

 

حالات التذمر تزداد يوماً عن يوم، والقمع والخوف لدى الشعب القطري بدأ يزداد، بسبب القرارات المتسارعة على المستوى الدولي في عناد الحكومة القطرية ورفضها قبول المطالب الـ13، وكذلك على المستوى المحلي من اعتقالات لكل من يعبر عن رفضه للممارسات التي تقوم بها الحكومة القطرية.

 

 وأضاف "هناك حالات تعرضت للسجن منها أشخاص غير معروفين بين الشعب. وهناك من أسرة آل ثاني من سحبت جنسياتهم وصودرت أملاكهم ونهبت أموالهم. ولعل أبرز هذه الحالات ما تعرضت له أسرة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني من قمع بعد ضغط الحكومة القطرية على أسرة الشيخ الموجودة في الدوحة، لا سيما وأن منهج الشيخ عبد الله آل ثاني مختلف عن السابق. قبل ثلاثة أيام من ظهور المقطع المرئي، كنت على تواصل معه، وكان يثني على ما تقوم به السعودية من الضيافة وتسهيل أمور الشعب القطري خلال موسم الحج، وكذلك الإمارات التي استضافته معززاً مكرماً، وأكد أكثر من مرة أنه لن يغادر أبوظبي إلا في حال طلبت الإمارات ذلك". وأكد أن "الحديث عن تردي حالته الصحية بعد خروجه من أبوظبي، مزاعم كاذبة تبنتها الحكومة القطرية عبر أذرعها الإعلامية المحرضة. تواصلت مع أبناء عمه المقربين من آل ثاني، وأفادوني بأنه بصحة وعافية".

 

 

 

وعن ما دار في الاجتماع الأول لأفراد أسرة آل ثاني لـ"إنقاذ قطر" قال: في البداية كنا متفرقين، كل في بلد حول العالم، وعقدنا العزم على اجتماع يكون في أوروبا ليلة يوم العيد الوطني القطري، وكنا أكثر من 20 شخصاً، وتباحثنا عن الأوضاع التي تجري في داخل قطر، وجمعنا الأفكار التي طرحت في الاجتماع للسعي لإنقاذ قطر على رأي واحد غير مختلفين عليه، ثم طلبنا من السعودية السماح لنا بالاستضافة على أراضيها، حتى لا نتفرق".

 

 

 

وهناك كثيرون من أسرة آل ثاني تواصلوا معنا، وأبدوا رغبتهم في الانضمام لنا في بذل المساعي للوقوف برأي لإنقاذ قطر من سياسة الحكومة الحالية. وطلبنا منهم عدم الظهور لتجنب تأثر تجارتهم ومصالحهم نتيجة سياسة القمع التي تستخدمها الحكومة القطرية. وفي حال استدعى الأمر سيكونون أول الملبين لنا.

 

 

 

السبب في هذا أن مجرد المعارضة للحكومة الحالية، تتسبب بحظر الحسابات المصرفية، وعدم الوصول إلى إيرادات بعض الأملاك من عقارات وبنايات سكنية. وعلى سبيل المثال دفعت رسوم الكهرباء والخدمات لبعض العقارات، وتم إيقاف المشروع، إضافة إلى ذلك نهبت مني مبالغ الرسوم، وهذا غيض من فيض.

 

 

 

ما يحصل من حالات القمع في داخل قطر ليس على مستوى أسرة آل ثاني فقط، بل يشمل الشعب القطري الذي يتمنى أن تصالح حكومته اليوم قبل الغد، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وأن تقبل بالمطالب، حيث أصبح المواطن القطري يخشى على حاله في خارج قطر حينما يلتقي مع بعض المواطنين من دول الخليج، ويخشى من الحديث معهم عما يجري من مضايقات في الداخل القطري، خوفاً من نقل شكواه إلى الحكومة القطرية.

 

 

 

 

وأشار "لدينا كثير من العمل من أجل الحفاظ على قطر من العبث. ونحن أسرة آل ثاني في تحالف مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، من أجل أن ترجع قطر إلى الحضن الخليجي، من غير حمد بن خليفة آل ثاني. وفي حال تبرأ الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، من كل من يحاول تعكير الصفو الخليجي، وكذلك الأعمال العبثية التي حدثت في عهد والده مثل الأحداث في ليبيا ومصر وغيرها، ويوافق أيضاً على المطالب الـ13 للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك المبادئ الستة التي أعلنت في مصر، سنعمل على الصلح معه.

 

 

 

وعن من يحكم قطر حالياً أجاب: حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، وحمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق، وبعض من مستشاريهم المجنسين، وهؤلاء ليست لديهم الرغبة في بناء علاقات جيدة مع الدول الأربع، أما تميم آل ثاني هو أشبه بأن يكون مبعوث والده للدول للشؤون الخارجية.

 

 

 

وعن وُجود القوات التركية على الأراضي القطرية بعد الأزمة  وتذمر الشعب قال: طبعاً الشعب القطري تذمر من مشاهدة القوات التركية على أراضيه، خصوصاً الجيش القطري، حيث ان مهام القوات التركية في الدوحة حرس أميري، ومقر القوات بجانب قصر حمد بن خليفة آل ثاني الأمير السابق. وتميم لديه حرس كونه أمير قطر، لكنه لا يقارن بالحراسات المشددة على قصر والده، ووجود الجيش التركي لحمايته من دون مراعاة ردة الفعل من الشعب أو الجيش القطري، لأن الحكومة لا تراعي الخوف من غزو عسكري، بل يخشون من الشعب نفسه.

 

 

وأكد أن "الحكومة القطرية لم تفِ بوعودها في الداخل مع شعبها، فما بالكم مع الدول الغربية؟ حتى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، كشف زيفهم وخداعهم، وبعض الأحيان وصل على مستوى الفرد الواحد. ومعظم أسرة آل ثاني، وكذلك الشعب، وعدتهم الدولة بتسهيل أمور تجاراتهم ودعم نهضة البنية التحتية، ومنذ 1997 لم يستجد أي جديد، واقتصر الأمر على من تربطهم مصالح شخصية معهم، لذلك أصبح الكذب شعارهم، حيث أن تحريف الاتصال الذي دار بين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، واحد من آلاف الخدع التي تعمل عليها الحكومة القطرية.

 

 

 

 

وأعلن أن الإعلام القطري مبني على مذهبه الحكومي، وهو التدليس وخداع الشعب. ومعظم الشعب القطري يفهم الأحداث التي تجري حالياً، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم تواصل معنا، وشرحنا لهم المزاعم التي تتحدث عن الغزو العسكري من الدول الأربع على قطر، ووضحنا لهم أن كلاً من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، تحرص في المقام الأول على الشعب القطري الذي تجمعهم به روابط وصلات أسرية، وأن مشكلة الدول الأربع مع شخص واحد يعمل خلف ابنه، هو حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، لأنه غير متفاهم مع إخوانه الخليجيين، على رغم الوعود التي قدمها لهم، وجميعها كانت باطلة.

 

 

 

ولا ننسى أيضاً الكويت التي تعمل على المصالحة الخليجية مع قطر، واستمر عملها منذ الأزمة وحتى الآن. هي أيضاً تعرضت للإساءة من الحكومة القطرية، والشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت ذكر ذلك، خلال لقائه أخيراً، مع دونالد ترمب، الرئيس الأميركي، في واشنطن.

 

 

 

 

 

وبيَّن :سنرجع لقطر، ونعمل على تنظفيها، وفي أول فرصة، بمساعدة إخواننا الشرفاء في قطر، لتنظيفها من العبثية التي تعمل على التفرقة بين دول الخليج، بمساعدة مستشارين من خارج قطر، يقيمون على أراضيها. وبحول الله سترجع قطر، إلى شعبها وإخوانها وخليجها على أحسن مما كانت عليه في السابق. إيماننا بالله، ثم بإخواننا القطريين الأصليين الذين عاهدونا وفي الوقت نفسه عاهدناهم على رفض أن تذهب بلادهم إلى أحضان إيران وغيرها من الدول التي تعمل على الفتنة.

 

 

 

وعن كيفية قضاء وقته في المملكة العربية السعودية أجاب: "أملك كثيراً من الهجن وأدربها لدخول منافسات في السعودية والإمارات، وهي المسابقات التي يسعى إليها كل ملاك الهجن في الخليج لقوتها وأهميتها ولا هم لكل مالك هجن سوى المشاركة في مسابقات الهجن في السعودية والإمارات، وكل واحد يحلم بالفوز فيها. وحالياً أستمتع بالعيش في السعودية. أدرب الهجن كما ترى وأستمتع بهذه الأجواء من المحبة والروح الجميلة والمودة العالية من الاخوة والأصدقاء".