الرئيس الأميركي باراك أوباما

كشفت دراسة جديدة أن إعلانات الحملات الانتخابية استخدمت صورًا قاتمة للرئيس الأميركي باراك اوباما لإثارة التحيز العنصري لدى الناخبين، حيث حلَل باحثون 126 إعلانًا من إعلانات الحملة الانتخابية في عام 2008، ووجدوا أن التحرير الرقمي للصور غيّر مظهر أوباما ومنافسه جون ماكين، حيث استخدمت حملة ماكين صورًا جعلت لون أوباما أكثر قتامة لمحاولة ربطه بالجريمة.
 
وأظهرت 86% من الإعلانات أوباما بلون أكثر قتامة بما في ذلك إعلان يحاول ربطه  بالليبرالي العنصري بيل ايريس، كما كشفت الدراسة أنه في نهاية الحملة ظهر ماكين بصور مضيئة في حين ظهرت صور أوباما أكثر قتامة في الإعلانات من قبل الجمهوريين، واتهم نشطاء الحملة باستخدام تكتيكات دعائية لتغيير لون البشرة وهو ما يجذب ذوي الأحكام المسبقة، مشيرين إلى أنه ربما يكون غير ملحوظ من قبل أي شخص أخر، ويعزز ذلك فكرة أن المرشحين الجمهوريين يحاولون اجتذاب الناس من ذوي الأحكام المسبقة وهو ما انتقدت من أجله حملة المرشح ترامب المثيرة للجدل.
 
وجاء في الدراسة "تشير البيانات أن الصور الأكثر قتامة لأوباما ظهرت في الاعلانات النمطية ذات الصورة السلبية، وتوقعنا أولا رؤية صور قاتمة لأوباما في الإعلانات التي تحاول ربطه بالجريمة استنادا إلى القوالب النمطية التي تم استعراضها أعلاه، وفى الواقع كان احتمال ظهور صورة قاتمة لأوباما في الإعلانات الهجومية التي تحاول الربط بين أوباما والنشاط الإجرامي المزعوم من قبل اليساريين 86% مقارنة بـ 30% للإعلانات الأخرى".
 
وارتبطت هذه الدراسة بدراسات أخرى  حاولت اختبار أثر الصور الداكنة على الناس من خلال عرض صور مختلفة لهم ومطالبتهم باستكمال الكلمات غير المكتملة، وعند إعطاء المبحوثين حروف مفتاحية مثل 'CR' أكمل بعضهم الكلمة 'CROWD'  في حين أن البعض الأخر كتب كلمة تعبر عن الصورة النمطية العنصرية وهى CRIME' بمعنى " الجريمة"، وعندما عرض على الناس صور أكثر قتامة زادت النسبة المئوية للأشخاص الذين كتبوا كلمات نمطية ضد السود من 33% إلى 45%.
 
وزعم مؤلفو الدراسة أن هذا يسلط الضوء على التنميط العنصري في الحملات الانتخابية، ولا يزال فوز أوباما في تلك الانتخابات يلقي الشك على مدى فعالية هذه الطريقة، حيث ذُكر  في الدراسة، "وتفسر هذه النتائج دور الصور القاتمة لأوباما في انخفاض الدعم لترشيحه خلال انتخابات عام 2008، وسبب عدم ميل الناس إلى تفضيل المرشحين السود أصحاب البشرة الداكنة، وتشير الأدلة إلى أن التلاعب أو اختيار صور مرشح أسود ذات بشرة داكنة يمكن أن تشكل كيفية استجابة الأفراد للإعلانات السياسية والتفكير في السياسة"، ومع ذلك ذهب مؤلفو الدراسة إلى القول بأن هذه الطريقة غير مقصودة.