العقيد القذافي و توني بلير

زعم الكتاب الجديد "كاميرون في 10"  للسير أنتوني سيلدون، أن رئيس الوزراء السابق توني بلير توسّط لعقد اتفاق مع العقيد القذافي قبل الإطاحة به، وأشار الكتاب إلى أن بلير أجرى اتصالًا هاتفيًا مع داونينغ ستريت عام 2011 نيابة عن أحد الأشخاص المقربين من القذافي الذي أراد المقاضاة من أجل السلام.

وأخبر رئيس الوزراء السابق، أن القذافي أراد عقد صفقة إلا أنه لم يكمل المحادثة، ويزعم الكتاب أن بلير أراد تجنب أي فعل يُنظر إليه باعتباره مساعدة للزعيم الليبي السابق.

ودعا كبار مجلس النواب الاثنين السيد بلير لسؤاله بشأن القضية، وأفاد النائب المحافظ رئيس لجنة الشؤون الخارجية ناظم الزهاوي لجريدة "التايمز" حول القضية: "شعر بلير أنه من المهم التواصل مع القذافي، وإذا كان هذا صحيحًا فنحن بحاجة إلى أن نفهم ماذا يحدث".

وأوضح الكتاب الجديد أن رئيس المخابرات البريطانية حذر ديفيد كاميرون بشأن التدخل العسكري المثير للجدل في ليبيا، مضيفًا أن التدخل لم يكن من المصلحة الوطنية في بريطانيا.

وأمر رئيس الوزراء طائرات سلاح الجو البريطاني بعمل منطقة حظر جوى عام 2011 ظاهريًا لمنع القذافي من قتل المدنيين.

وسمحت قوات "حلف الناتو" بالإطاحة بالزعيم الليبي السابق الذي قتل في وقت لاحق، وكشف النقاد أن فراغ السلطة بعد الإطاحة بالقذافي كان سببًا في ازدهار تواجد "داعش"، وهو ما جعل ليبيا ملاذًا للمهربين والمتطرفين، إلا أن قرار بلير بتدخل بريطانيا في ليبيا ألغى نصيحة رئيس المخابرات البريطانية السير جون سويرز.

وحذر السير جون في مجلس الأمن القومي من التدخل العسكري غير الناضج على حد وصفه، في حين حاول كاميرون إسكات منتقدي قراره، معربًا: "إن التدخل في ليبيا يصب في المصلحة الوطنية البريطانية".

وأوضح السير جون أن القضية لا تخدم المصلحة الوطنية البريطانية، مشيرًا إلى أن قرار رئيس الوزراء يرجع إلى أسباب إنسانية، وأجاب كاميرون: "نعم، ولكن من المهم أن نفعل هذه الأشياء".