ريتي زعيمة حزب "أيه.أف.ديه" تخطب في الحضور

تشير استطلاعات الرأي إلى فوز حزب "أيه.أف.ديه" الألماني المعارض في الانتخابات المحلية، وهو ما يهدد عرش الحزب الحاكم بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، وذلك في رد شعبي مناهض لسياسة الباب المفتوح التي اتبعتها الأخيرة بشأن اللاجئين، وسماحها بدخول أكثر من 1.1 مليون لاجئ إلى البلاد خلال العام الماضي.

وكشفت المستشارة الألمانية أن صعود حزب "أيه.أف.ديه" المناهض للاجئين يعد صعودًا مؤقتًا، وذلك قبل أيام من الانتخابات التي تعد أكبر اختبار لولايتها الثالثة في السلطة.

وأكدت ميركل أن "حزب "أيه.أف.ديه" سيسقط في صناديق الاقتراع بمجرد أن يعي الألمان أن الحكومة تسيطر على أزمة اللاجئين، وأن الكثير من الناس لديهم انطباع بأننا لم نحل بعد المشاكل التي خلفتها أزمة اللاجئين، وهذا يذكرني بأزمة اليورو نوعًا ما، وبعد أن أستوعبت أوروبا الإجراءات الصحيحة سقط مؤيدو حزب  "أيه.أف.ديه" وكلما تعاملنا مع قضية الاجئين كلما انخفض تأييد هذا الحزب".

ويبدو الوضع على أرض الواقع مختلفًا حيث ذكر محرر مجلة كومباكت، يورغن إلساسير، وهي لسان حال حزب "أيه.أف.ديه"، بقوله "سنرى زلزالًا سياسيًّا ضخمًا في الأيام المقبلة"، حيث خطب يورغين في أنصار الحزب وسط مدينة ماغدبورغ قائلًا "حزب "أيه.أف.ديه" من أجل البقاء معًا وحتى نوقف هذا البلد من الوصول إلى الأسوأ".

وتشير الاستطلاعات إلى فوز حزب "أيه.أف.ديه" بأصوات تتراوح بين 1 إلى 20% في ولاية سكسونيا، الأحد المقبل، ما يضع الحزب على قدم المساواة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليساري، وينظر إلى صعود الحزب كرد فعل مناهض ضد سياسة الباب المفتوح لميركل، والتي سمحت بدخول أكثر من 1.1 مليون لاجئ إلى ألمانيا خلال العام الماضي، ويتوقع أن يحصد حزب "أيه.أف.ديه" مكاسب كبيرة في راينلاند بالاتينات وبادن فورتمبيرغ.

وأوضح اليساري السابق، الذي عمل مستشارًا للسياسي اليساري أوسكار لافونتين، وتحول إلى اليمين، إليسيسار، أنه سيصوت لحزب "أيه.أف.ديه"، الأحد المقبل، واصفًا ميركل بأنها مستشارة جنائية، وأضاف للحشد في مادغدبورغ "ميركل تغيرت شخصيتها بشكل غريب عندما قررت فتح الأبواب للاجئين في سبتمبر/ أيلول الماضي"، فيما صفق الحضور بينما دق البعض بيدهم على الطاولات، وذكر إليسيسار "إنها تعيش المرحلة الأخيرة للرايخ الثالث، إنها تجلس في وكر الذئاب، وتعيد تحديد القوانين من دون استشارة أحد".

وتطرق الاجتماع في مادغدبورغ إلى عدة قضايا بينها مطارة النساء الألمانيات بواسطة اللاجئين والتزاوج العنصري، فضلاً عن التنبؤ بأنه بحلول العام 2020 ستكون ألمانيا مغمورة بنحو 10 مليون من العرب والأفارقة، وأضاف إلسيسار "يجب أن ننظر من أين أتى هؤلاء الناس، علينا نتحدث عن ذهاب أطفالنا لحمامات السباحة مع اللاجئين وماذا نتوقع أن يحدث".

وعلى الرغم من أن التصويت سيتم في ثلاث ولايات صغيرة، الأحد المقبل، إلا أن الاهتمام ينصب على ولاية سكسونيا التي يحكمها ائتلاف من حزب ميركل الديمقراطي المسيحي وحزب "أس.بي.دي"، ويرى مراقبون سياسيون أن الانتخبات الإقليمية تعد اختبارًا للانتخابات الاتحادية التي ستجرى خلال 18 شهرًا، وأفاد أحد المواطنين معلقًا على سياسة ميركل "لم يعطى أحد الفرصة للتصويت على سياسة ميركل مع اللاجئين، حتى أزمة اليورو تم التصويت عليها في البرلمان ست مرات، ولكن لم يمنح أحد حق التصويت على شيء سيغير ألمانيا، ولذلك هذه هي فرصتنا للتصويت ضد المستشارة".

وتحدث رجل الأعمال ومرشح حزب "أيه.أف.ديه" في ولاية سكسونيا، أندريسا بوجينبرغ، قائلاً "ليس لدينا معارضة مناسبة للحكومة سواءً في مسألة انتقال الطاقة أو سياسة اللجوء، إنه وضع لا يطاق، وأخيرًا جاء حزب "أيه.أف.ديه"، نحن نريد أن تتم السياسة من الشعب وإلى الشعب، الاهتمام القليل بالهجوم على سياسي حزب "أيه.أف.ديه"، متهمًا معارضي الحزب باقتحام منزله ومكتبه وسرقه كلبه الذي عثر عليه فيما بعد قتيلاً على الطريق.

واشتد شعور الضحية لدى حزب "أيه.أف.ديه"، الأسبوع الماضي، بعدما طلب منه مغادرة مجموعة المحافظيين والإصلاحيين اليمينيين الوسطيين في البرلمان الأوروبي، بعدما أشار ممثل الحزب بيتريكس فون ستورش، إلى ضرورة استخدام الأسلحة النارية لمنع المهاجرين من دخول ألمانيا بصورة غير مشروعة، واتهم ستورش بريطانيا وألمانيا بمحاولة نسف نجاح الحزب من خلال التخطيط لإخراجه من المجموعة.

وأفادت مجلة كومباكت بوقوع أكثر من 10 آلاف هجوم على أعضاء حزب "أيه.أف.ديه" والمتعاطفين معهم منذ العام 2013، فضلاً عن وجود مواد في المجلة تساوي بين اللاجئين والمغتصبين وتصور ألمانيا بسفينة تغرق بسبب طالبي اللجوء، مع الحديث عن الأيام الأخيرة للمستشارة ميركل وكونها تعيش في عزلة داخلية وخارجية، واقترحت المجلة أن زعيمة حزب "أيه.أف.ديه"، فروك بيتري، ستكون مستشارة وأم حقيقية للأمة، وتغذي المجلة فكرة القيام بانتفاضة للإطاحة بميركل مثل حركة ثورات 1848 التي نتجت عن الاستياء المشترك للاستبداد السياسي وثورات العام 1989 التي أدت إلى سقوط النظام الشيوعي الاستبدادي في ألمانيا الشرقية، ويركز حزب "أيه.أف.ديه" على التعبير عن معارضته لميركل، حيث ذكر أحد مؤيدي الحزب الذي رفض إعطاء اسمه "نحن لا نقف فقط وراء الحزب ولكننا سنجبر ميركل على تغيير مسارها قبل أن تدمر ألمانيا".