مقدمة برامج الأطفال ولاء بطاط

يُخلق الفلسطيني ولديه قضية ورسالة واضحة هي تحرير البلاد من المحتلّ الصهيوني، وتتعدَّد أساليب إيصال تلك الرسالة إلى الفئة المستهدفة؛ فمقدمة برامج الأطفال على شاشة تلفزيون فلسطين، ولاء بطاط، اختارت أنَّ تقاوم الاحتلال الإسرائيلي بطريقة تغاير الحجر والرصاص.

وتسعى البطاط من خلال برنامجها "بيت بيوت" الذي استطاع تحقيق شهرة بين الأطفال في فلسطين لتأسيس جيل جديد يحب الحياة ويقاوم الاحتلال من خلال الإصرار على العيش، حيث تدعوهم من المنابر الإعلامية إلى الاهتمام بأنفسهم ومستقبلهم والاستمتاع بالحياة.

وتضيف البطاط لـ"فلسطين اليوم": "أحاول من خلال علاقتي بالأطفال التي تبنى على الحب والاحترام والصداقة أنَّ أؤسس أجيال مثقفة تدافع عن الأرض بوعيها وتميزها، وأسعى إلى ترسيخ تاريخ القضية الفلسطينية في عقول الأطفال حتى يختاروا أسلوب مقاومتهم للاحتلال بالحياة، فنحن أبناء هذه الأرض ونحن من يجب أنَّ يعيش عليها بكرامة ولن نسمح للاحتلال أنَّ يدفعنا للموت فلدينا الكثير لنعيش من أجله وأعتقد أنَّ أكثر ما يقهر الاحتلال وعي شعبنا بقضيتنا وتاريخنا وإصرارنا على الحياة".

وتقول البطاط: "التعامل مع الأطفال يجعلني أحتفظ ببرائتي كلما كبرت ويجعلني متمسكة بالحياة أكثر، لأن الأطفال هم الأكثر صدقًا وحبًا، وباختصار أنا ما زلت أعيش في عالمهم الجميل البريء المحب للحياة وأشعر بالمسؤولية تجاه أي طفل لذلك أجد نفسي في دائرة الإحباط لما يجري بالأطفال في فلسطين، لاسيما وفي العالم عامة  فما يؤلمني ويقلب مزاجي ما يتعرض له الأطفال من عنف وقتل وأسر فالأطفال يستحقوا أنَّ يعيشون بعيدًا عن كل المشاكل ومن حقهم أنَّ يتسمتعوا بطفولتهم وحياتهم فتلك أدنى حقوقهم.

وتشير البطاط إلى أنَّ برنامجها بيت بيوت الذي جمعها بالأطفال استطاع أنَّ يكون جسر مرور لكثير من الأطفال الذين كبروا وشقوا حياتهم فمنهم من حقق أحلامه ودخل الجامعات ومنهم من اقترب على التخرج ومنهم لم تساعده ظروف الحياة لإكمال دراسته ولكنهم الآن أشخاص جيدون تميزوا بأخلاقهم وإصرارهم على الحياة.

واستطاع برنامج الأطفال "بيت بيوت" أنَّ "ينجح لأنه لا يعتمد الروتين تمامًا كما شخصية ولاء البطاط فهي تقول أنها شخصية لا تحب الروتين والأطفال كذلك، فمنذ بدايتي معهم أفاجئهم بالكثير مما يحبون ومن جهة أخرى أنا صادقة وهم يميزون ذلك وبإمكانهم ملاحظة حبي لهم".

وفي السياق ذاته، تضيف: "سر نجاح بيت بيوت أنه برنامج متجدد دائمًا حسب رغبة الأطفال ففي كل موسم يتخذ شكل ومضمون جديدين، والأهم أنني أعمل ضمن فريق محترف في مجال الأطفال زملائي وأصدقائي المخرج محمد فرج والممثلين رمزي قندلفت ورائد خطاب، يجمعنا سويًا حب الأطفال والعمل من أجلهم ويجمعنا أكثر برنامج بيت بيوت وأخيرًا أصبحنا نهتم بالأطفال المميزين حيث أسسنا فرقة نتجت من بيت بيوت للعروض الموسيقية والغنائية والشعر والدبكة وعروض الدمي وبدأنا نتلقى دعوات خارجية للمشاركة في مهرجانات دولية وعالمية وهذا يجعلنا نرتقي بأطفالنا وبما نقدم من خلال رسائلنا الإبداعية والفكرية الهادفة.

وأمنيات وأحلام البطاط لا تتوقف ولم تصل لنقطة محددة بعد، فهي لم تحقق ما تريده في عالم الأطفال بل تعمل على إكمال الدراسات العليا في مجال إعلام وثقافة الأطفال، وحلمها أنَّ تصل إلى مكان تستطيع من خلاله أنَّ تحقق السعادة للأطفال، وأنَّ تكون قادرة على حمايتهم من الجوع ومن الموت ومن العنف فالأطفال يستحقوا أنَّ يكونوا سعداء.