لندن ـ كاتيا حداد
أكد وزير "الثقافة" في حكومة الظل العمالية البريطانية كريس براينت، على ضرورة استقالة الرئيسة التنفيذية لأمناء هيئة الإذاعة البريطانية رونا فيرهود، وذلك لأن الحكومة البريطانية جعلتها تقترب من نهاية مسيرتها بفضل اتفاق تمويل سري بين بعض وزرائها وهيئة الإذاعة البريطانية.
وأوضح براينت أن وجود رونا على رأس الهيئة الإدارية لهيئة الإذاعة البريطانية، يضعف المؤسسة بينما تدخل في محادثات مع الحكومة بشأن تجديد الميثاق الملكي لمدة عشرة أعوام، في مقابل اتفاق سري.
وأضاف "لو كنت تلقيت المعاملة وردود الأفعال التي تلقتها، لكنت استقلت من منصبي، وأنا قلق لأن الحكومة البريطانية تتعامل مع رئيس هيئة أمناء بي بي سي من خلال تجديد الميثاق المالي، ولذلك لن تكون هناك مناقشة مستفيضة، بل سيكون على بي بي سي الرضوخ لمطالب الحكومة".
وكشفت التقارير الإخبارية الاثنين الماضي، أن هيئة الإذاعة البريطانية وافقت على تحمل تكلفة 700 مليون جنيه إسترليني، لتوفير تراخيص تلفزيونية لمدة 75 عامًا ما بعد عام 2020، وهي الصفقة التي تم التفاوض عليها سرا، وتم انتقادها في وقت لاحق من قبل العديد من كبار الشخصيات السابقة التي تولت أرفع المناصب في الشبكة البريطانية بي بي سي بما في ذلك المدير العام السابق اللورد بيرت والرئيس السابق السير كريستوفر بلاند.
وانتقدت رونا فيرهود الطريقة التي تم التفاوض بها على الصفقة، التي قد تؤثر على مستوى خدمات "بي بي سي"، وأضافت "نقبل أن هذا القرار مشروع للحكومة حتى تتخذه، وذلك على الرغم من أننا لا نؤيد الطريقة التي توصلت بها الحكومة إلى هذا الاتفاق السري".
وبيّن براينت، الذي من المقرر أن يلقي خطابا في الهيئة البريطانية الثلاثاء، أن حالة الفوضى المطلقة التي وقعت طوال الأسبوع الماضي أكدت أن نظام مجلس الأمناء البالغ من العمر 10 سنوات، لإدارة شؤون الشبكة البريطانية غير صالح للغرض المخصص له، حيث تم تخويف "بي بي سي" من قبل الحكومة، ومن المقرر أن يحدد خطط جديدة لإدارة الشبكة الأسبوع المقبل.
وتابع "نحن على وشك الذهاب إلى تجديد الميثاق، وتعتبر الإدارة جزءً كبيرًا منه ، ولذلك الهيكل الحالي لمجلس أمناء القناة لا يصلح لهذا الغرض، وأعتقد أن الأحداث الأخيرة توضح ذلك"، وأضاف "يجب أن تكون بي بي سي ترست، ولاسيما رئيس مجلس أمنائها، قوية وقادرة على أن تواجه الحكومة بالحقائق في عكر دارها، فـ"بي بي سي" هي تجسيد لاستقلالها، واندهشت أنه لم يطلب أحد الاستقالة".
ورفضت فيرهيد طلب براينت قائلة "ستمثل الاستقالة إهمال كلي للواجب، فقد جئت إلى هنا للنضال نيابة عن دافعي رسوم التراخيص التلفزيونية، وستساعد الخلافات التي نشهدها، ستزيد من قوة الشبكة البريطانية، بمستقبل مالي قوي على المدى الطويل ".
وتولت فيرهيد، التي كانت المدير التنفيذي السابق في بيرسون، منصب رئاسة مجلس أمناء "بي بي سي" في عام 2014 ومنذ ذلك الحين واجهت سلسلة من الانتقادات والهجوم الذي أضعف مسيرتها المهنية.