واشنطن ـ يوسف مكي
ظهرت ادّعاءات بأنّ "كامبريدج أنالتيكا" استخدمت البيانات المحصودة من ملايين الملفات الشخصية على "فيسبوك" لاستهداف الناخبين لصالح دونالد ترامب في الانتخابات العامة الأميركية في العام 2016.وللحد من الضرر، قامت الشبكة الاجتماعية باستباق القصص التي ظهرت في "نيويورك تايمز" خلال عطلة نهاية الأسبوع، من خلال منع الشركة من استخدام استراتيجيتها داخل برنامجها أثناء قيامها بالتحقيق في المزاعم، لكن هذا أعمق من ذلك بكثير، فقد يتساءل مستخدمو "فيسبوك" البالغ عددهم 2.2 مليار، ما مدى أمان بياناتهم الشخصية؟ وهل يقوم "فيسبوك" بما يكفي لتأمينه؟ ولماذا لم يرد "فيسبوك" إلا يوم الجمعة، عندما كان يعلم أن هناك مشكلة محتملة منذ عدة أشهر، إن لم تكن منذ عدة أعوام؟
وفي أغسطس/ آب 2016، أرسلت رسالة قانونية إلى "كريستوفر ويلي" وهو موظف سابق في "كامبريدج أنالتيكا"، طالبة منه تدمير أي بيانات قام بجمعها والتي تم جمعها بشكل غير صحيح، ولم يعلن "فيسبوك" عن ذلك في ذلك الوقت، ويبدو أنه لم ينفذ أي إجراءات أخرى غير مطالبة أولئك الذين جمعوا البيانات بشكل خاطئ بأن يدمروها حالا.
كان ذلك الأسبوع الماضي فقط، بعد أربعة أيام من طلب ملاحظ "فيسبوك" بشأن النقل غير الصحيح للبيانات، وأن الشركة قامت بتوقيف "كامبريدج أنالتيكا"، وما زال الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الافتقار الواضح لأي استجابة منهجية لضمان عدم حدوث نفس النوع من الانتهاك مرة أخرى.
ويتمتع "فيسبوك" بإشراف فني قوي حول كيفية ولماذا يمكن للأطراف الثالثة الوصول إلى بيانات المستخدم، ولكن ما الذي يمكن أن يفعله لوقف مشاركة هذه المعلومات الآن، ويمكن للشركة أن تجمع بيانات "فيسبوك" بصورة مشروعة لغرض واحد قبل أن تشتريها شركة أخرى، والتي تستخدم المعلومات لغايات مختلفة تماما.
وزعمت الشركة أن "فيسبوك" كان "مكملا" للانتصار في انتخابات العام 2015 الرئاسية في بولندا، واستشهدت "بمجموعة قوية من أدوات الاستهداف والمشاركة" للحزب الوطني الأسكتلندي باعتبارها مسؤولة عن "النصر الساحق" في الانتخابات العامة لعام 2015.