واشنطن ـ رولا عيسى
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفقا لما أشارت إليه صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الحديث عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة المتعلقة بالتدخل الروسي، حيث انتقد الجمعة استمرار حملة التضليل والاختلافات حول روسيا، بعد ورود أنباء حول شراء الإعلانات في موقع "فيسبوك" وكتب ترامب في حسابه الرسمي على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، "الاختلافات حول روسيا مستمرة، والآن بشأن إعلانات في فيسبوك"، متسائلا "وماذا عن التغطية الإعلامية المتحيزة وغير النزيهة تماما لصالح هيلاري المحتالة؟"، وأضاف في تغريدة أخرى أن "أكبر تأثير على انتخاباتنا كان الإعلام الكاذب الذي كان يصرخ لصالح هيلاري كلينتون المحتالة، ناهيك عن ذلك، إنها كانت مرشحة سيئة!".
وكانت شبكة "فيسبوك" قد أعلنت أنها ستستجيب لطلب الكونغرس الأميركي، وستزوده بمعلومات عن أكثر من 3 آلاف إعلان دعائي متعلق بانتخابات الرئاسة الأميركية، نشرتها صفحات الشبكة بتمويل شركات، تعتبر أنها مرتبطة بروسيا، فيما نفى الكرملين الجمعة، أن تكون للسلطات الروسية أي صلة بنشر إعلانات دعائية متعلقة بالسباق الانتخابي الأميركي في شبكة "فيسبوك"، بينما كان ترامب يرد على إعلان الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ بأن شركته ستمنح نسخا من 3000 إعلان أعلنت عنها بأنها دعاية روسية، وقد أرسلت فيسبوك بالفعل المواد إلى وزارة العدل.
تأتي تغريدة ترامب عقب يوم من التقارير التي أفادت بأن المحقق الخاص روبرت مولر الذي عينته وزارة العدل الأميركية للتحقيق فيما يعرف بـ"قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية" طلب من البيت الأبيض ملفات تتعلق ببعض القرارات والتحركات التي أقدم عليها الرئيس دونالد ترامب منذ توليه مهام منصبه بما في ذلك قرار إنهاء خدمات مستشار الأمن القومي ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، وعن السجلات الهاتفية من القوات الجوية بشأن مشاركة ترامب في صياغة بيان كاذب عن دونالد ترامب الابن عن اجتماعه مع محامية روسية إثناء حملت أبيه الانتخابية، وأصبح نجل ترامب شخصية رئيسية بعد ذلك في الكثير من التحقيقات حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
ووافقت إدارة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الخميس، على تسليم ثلاثة ألاف إعلان للمحققين من الكونغرس الأميركي عقب أنباء عن استخدام مجموعات مؤيدة لروسيا باستخدام حسابات مزيفة على الموقع لشراء 100 ألف إعلان سياسي خلال انتخابات 2016، وقال مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ "لا أريد أي شخص أن يستخدم أدواتنا لتقويض الديمقراطية،، هذا ما لا ندعمه، سوف نستمر في التحقيق فيما حدث على فيسبوك أثناء الانتخابات، وربما نجد أكثر من ذلك، وإذا وجدنا، فسنستمر في العمل مع الحكومة".
وناقش خلال البث المباشر، مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، جنبًا إلى جنب الديمقراطية والشفافية في فيسبوك، باعتبارها من الموضوعات الرئيسية في جدول أعماله، وقال زوكربيرغ، "أهتم بعمق بالعملية الديمقراطية وحماية سلامتها، فمهمة فيسبوك هي إعطاء الناس صوت وجلبهم معا، فهذه أعلى قيم الديمقراطية التي نفخر بها، ولا أريد أن يتم استغلال أدواتنا لتقويض الديمقراطية"، وأوضح زوكربيرغ أن فيسبوك لا يمكنها القضاء تمامًا على المحتوى الخبيث على موقعها عبر شبكة الإنترنت، ولكن يمكن أن تحاول قدر الإمكان مواجهتها، ومن أجل معالجة هذه العقبة أقترح نقاط سيتم التركيز عليها على مدى الأشهر القليلة المقبلة: وهي اولا العمل بنشاط مع الحكومة الأميركية على تحقيقاتها الجارية بشأن التدخل الروسي، خاصة بعدما قدمت الشبكة الاجتماعية بالفعل للكونغرس أدلة تثبت التلاعب الروسي بالانتخابات الأميركية، مع مواصلة الموقع تحقيقاته، وأوضح زوكربيرغ صعوبة الكشف عن المعلومات التي يملكها الموقع في الوقت الراهن، ونيته مشاركتها مع الحكومة للمساهمة في تحقيق بعض التقدم، ثانيا: استمرار فيسبوك في تحقيقاته الخاصة فيما حدث خلال هذه الانتخابات، والبحث بنشاط عن الجهات الأجنبية الفاعلة، والمجموعات الروسية وغيرها من الدول السوفيتية السابقة، في محاولة فهم كيفية استفادتهم من أدوات فيسبوك.
وثالثا: جعل الإعلان السياسي أكثر شفافية، إذ ذكر زوكربيرغ أن هذه هي الخطوة الأكثر أهمية، فلن يقتصر الأمر على كشف المعلنين عن الصفحة التي دفعت للإعلان، بل ستكون هناك أيضًا معلومات عن جميع الإعلانات التي يعرضونها لجمهور فيسبوك، وسينشر هذا على مدى الأشهر المقبلة.
ورابعا: تعزيز عملية مراجعة الإعلانات، وأوضح زوكربيرغ أن معظم الإعلانات يتم شراؤها برمجيا دون تحدث المعلنين إلى أي شخص في فيسبوك، لكن لا يعني هذا الأمر تواصل المعلنين مباشرة مع موظفي فيسبوك، وإنما تحسين عملية المراجعة بشكل عام.
وخامسا :زيادة الاستثمار في الأمن، وتحديدًا في سلامة الانتخابات، إذ يهدف فيسبوك إلى مضاعفة فريق العمل المختص بسلامة الانتخابات خلال العام المقبل، ما يعني إضافة 250 شخصًا في جميع الفرق التي ستركز على أمن وسلامة مجتمع فيسبوك، وسادسا: توسیع الشراکات مع اللجان الانتخابیة حول العالم، إذ يعمل فيسبوك بالفعل مع اللجان الانتخابية في العديد من البلدان، إلا أنه بصدد إنشاء قناة لإبلاغ لجان الانتخابات عن المخاطر الإلكترونية التي يتم تحديدها فيما يتعلق بانتخابات محددة، وسابعا: زيادة تبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات مع شركات التكنولوجيا والأمن الأخرى، وأوضح الرئيس التنفيذي أنه من الحيوي أن تعمل شركات التكنولوجيا معا لحل مشكلة التدخل في الانتخابات، قائلا، "من المهم أن تتعاون شركات التكنولوجيا في هذا الأمر لأنه من المؤكد تقريبًا أن أي شخص يحاول إساءة استخدام فيسبوك سيقوم بنفس الأمر مع الآخرين أيضا، فضلا عن العمل بشكل استباقي لتحسين العملية الديمقراطية، إذ يأمل زوكربيرغ تطوير المزيد من الخدمات لحماية مجتمع فيسبوك أثناء الانخراط في الخطاب السياسي، وتحسين نظام مكافحة البلطجة لحماية المستخدمين الذين يتعرضون للهجوم عند المشاركة في الخطاب المدني، على سبيل المثال.
وأخيرا: ضمان نزاهة الانتخابات الألمانية نهاية هذا الأسبوع، وأكد زوكربيرغ أن شركته اتخذت إجراءات قاسية ضد ألف حساب مزيف، وشاركت هذه المعلومات مع المكتب الألماني، كما تعتزم إلقاء نظرة فاحصة على نشاط الحسابات التي تمت إزالتها لفهم المكان الذي حدث فيه هذا الخطأ، وسلط الرئيس التنفيذي لموقع فيسبوك الضوء على الخدمات المفيدة التي قدمها فيسبوك خلال الانتخابات، مؤكدًا أن الموقع يستخدم في النقاش السياسي وكطريقة مهمة للسياسيين للتفاعل مع الملايين من الهيئات، وأدى هذا الأمر إلى تغيير طريقة الحملات السياسية ورفع مستوى وعي الناخبين في العصر الرقمي.
وأضافت مؤسس الفيسبوك أنه تم الإعلان منذ أسبوعين عن العثور على أكثر من 3000 إعلان يتناول القضايا الاجتماعية والسياسية التي جرت في الولايات المتحدة بين عامي 2015 و2017، والتي يبدو أنها جاءت من حسابات مرتبطة بمؤسسة روسية تعرف باسم وكالة أبحاث الإنترنت، وأكمل البيان أنه تم التقدم بتلك المعلومات إلى المسؤولين عن التحقيق في مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الولايات المتحدة بعام 2016، ونوهت شركة "فينسبوك" أنه بعد المراجعة القانونية والسياسة الشاملة، قررنا اليوم أن نشارك هذا المحتوى مع محققي الكونغرس، في ظل اعتقادنا أهمية أن تحصل السلطات الأميركية على مثل هذا النوع من المعلومات، وذكر البيان أنه في الأسابيع الأخيرة تعاملنا مع الطبيعية الاستثنائية للتحقيقات والأسئلة التي أثيرت حول سلامة الانتخابات الأميركية، وتوصلنا إلى مشاركة الإعلانات التي تم اكتشافها، بطريقة تتفق مع التزامنا بحماية معلومات المستخدمين.