بغداد - فلسطين اليوم
بعد تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، اضطرت أغلب حكومات العالم إلى فرض إجراءات الإغلاق الصارمة والعزل على معظم المدن، وأصبح أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في العزل الصحي، حيث كان العراق من الدول التي أعلنت إجراءات الإغلاق، وفرضت حظر التجول على مواطنيها، لكن هذه الإجراءات ليست جديدة بالنسبة للعراقيين، فهم يعيشون فيها منذ أكثر من 17 عاماً.
وكتب الصحافي العراقي مصطفى سليم، 29 عاماً، تجربته في صحيفة واشنطن بوست الأميركية وتحدث عن معاناته مع إجراءات الإغلاق منذ أن كان صغيراً، مؤكدًا أن عمليات الإغلاق شكلت جزءا كبيراً من حياة الشعب العراقي، بدأت مع الدخول الأميركي للعراق في 2003، وكيف قيدت السيارات المفخخة والهجمات الإرهابية حركته وهو في سن المراهقة.
وأضاف مصطفى أنه كان بدلا من أن يخرج في ليلة رأس السنة لمشاهدة الاحتفالات والألعاب النارية، كان كمعظم الشعب العراقي يبقى في المنزل ويسمع صوت الانفجارات، واصفا ذلك بالقول: "شعرت أننا نعيش في الظلام".
وتابع: "مع انتشار الفيروس التاجي في جميع أنحاء العالم، لقد شعرت بغرابة عندما سمعت من أشخاص ليسوا عراقيين عن القيود الصارمة التي يواجهونها وكيف تغيرت حياتهم. هنا في العراق، نعرف هذا الإيقاع وطريقة والعيش بهذه الطريقة".
وأفاد مصطفى في روايته أنه كان يأمل أن يعيش حياة طبيعية مثل باقي شعوب العالم، لكن أزمة فيروس كورونا جعلت باقي سكان العالم يعيشون مثل أهل بغداد، قائلاً: "من الجيد أن نشعر بأننا جزء من العالم مرة أخرى. أنا جالس في المنزل أشاهد Netflix مثل أي إنسان آخر في العالم. أخيرا، لدينا شيء مشترك".
وأوضح أنه عندما تم إعلان الحظر في العراق، لم يشعر أحد بالذعر، وأن الناس ذهبوا إلى الأسواق وهم على معرفة ودراية بالأشياء الأساسية التي يجب الحصول عليها وتموينها، فهذا ما يفعلونه طوال 17 عاماً، مشيراً إلى أن أكبر مشكلة واجهت العراقيين هي أن الناس استهانوا بتهديد الفيروس لأنهم ربما اعتادوا على الأزمات.
قد يهمك أيضا :